مصادر: القيادة السورية لن تتوانى عن تفجير المنطقة لتغيير قواعد اللعبة اذا استمر الحصار
نبيه البرجي.
ديبلوماسي عربي في بروكسل نقل إلينا خلاصة تقرير أعدته إستخبارات الأطلسي حول الإحتمالات في الشرق الأوسط . القيادة السورية أبلغت أكثر من جهة بأنها , والدول الحليفة , لن تتوانى عن تفجير المنطقة , ليس فقط لتغيير قواعد الاشتباك وانما أيضاً لتغيير قواعد اللعبة , اذا ما بقي دونالد ترامب في البيت الأبيض , أو اذا ما استمر الحصار في حال انتخاب جون بايدن .
شيء ما يشبه “الانذار الصاعق” من دمشق الى واشنطن. القيادة السورية ترى أن الأميركيين الذين فرضوا عقوبات قاتلة على سوريا , وقد بلغت ذروتها مع “قانون قيصر” , يراهنون على انهيار الدولة فيها اقتصادياً , بالتالي اجتماعياً, بعدما أخفقت في تفكيكها بسقوط السيناريوات التي وضعت على الأرض بدءاً من آذار 2011 .
العقوبات أدت , وستؤدي أكثر , الى أزمات اجتماعية بالغة القسوة , ولا بد أن تكون لها تداعياتها على الوضع العام في البلاد . لهذا كان البحث مع الحلفاء , وكان الاتفاق على خطوة , أو على سلسلة من الخطوات , لاحداث واقع جديد لا بد أن يهدد , بصورة كارثية , المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة .
وسائل لا تحصى لخنق الاقتصاد السوري . وضع اليد على حقول النفط , وصولاً الى احراق المحاصيل , وهو ما لم تقم به أي دولة منذ أيام هولاكو . ومثلما هزم القائد المغولي في عين جالوت لا بد أن يهزم هولاكو القرن في دير الزور .
اللافت في التقرير اشارته الى أن البلاط الأردني بدأ يتوجس من التلكؤ الأميركي في المساعدة على التصدي للأزمة الاقتصادية في هذا البلد , ما يعني أن المسار الخاص بـ”صفقة القرن” يضع المملكة على لائحة الضحايا , وهي التي اذ يربطها اتفاق وادي عربة مع اسرائيل , دأبت منذ انشائها على تقديم الخدمات الاستراتيجية , والخدمات التكتيكية , للولايات المتحدة .
قرار القيادة في دمشق “لن ندع سوريا تموت تحت الحصار” . الحرب تبقى الخيار الأفضل . تقرير الاستخبارات الأطلسية يرى أن الايرانيين , والرغم من قدرة اقتصادهم على امتصاص الصدمات وتفاديهم الصدام المباشر مع الأميركيين , لا يمكنهم الا أن يقفوا الى جانب السوريين , والا خسروا كل نفوذهم في المنطقة .
السوريون يصفون رجب طيب اردوغان بـ”السكين في الخاصرة” . لامعلومات مؤكدة حول صفقة ما قد يكون عقدها , وراء الستار , مع دونالد ترامب حول سوريا . لكنه يلعب في الضوء , كما يلعب في الظل , كي لا يخرج من الأرض السورية خاوي الوفاض , وان كان الضغط الروسي جعله لا يعرف ماذا يفعل بعشرات آلاف المسلحيين الذين تكدسوا في منطقة ادلب بعدما استعملهم , لسنوات , على أنهم الانكشارية العثمانية .
الاستخبارات الأطلسية ترى أن “شيئاً ما” حدث بين موسكو وأنقرة حول ليبيا . هذا قد تكون له انعكاساته على مسار الدولة في سوريا . الهاجس الأكبر , الهم الأكبر , هو ما خططت له ادارة ترامب التي وعدت بنيامين نتنياهو , وبتواطؤ مع بعض الدول العربية , باحداث اختراق كبير في الطريق الى نقل “صفقة القرن” من الورق الى الأرض .
المعلومات لدى الاستخبارات الأطلسية لا تزال ضبابية حول نوعيات , وكميات , الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تكون سوريا قد حصلت عليها من روسيا , أو من الصين , أو من ايران , وحتى من كوريا الشمالية .
المؤكد أن السوريين يمتلكون ترسانة من الصواريخ القادرة على الوصول الى العمق الاسرائيلي . الحلفاء زودوهم بما يلزم بعدما أدت تغريدات دونالد ترامب (التغريدات الحمقاء) الى احداث تصدعات هائلة في العلاقات الدولية التي تم ارساؤها في يالطا أو في هلسنكي .
ألا يفترض التوقف عند اعلان اسرائيل , أخيراً , عن تجارب على صواريخ باليستية , واحتفاء بنيامين نتنياهو بذلك ؟
حتى وان كان ترامب الآن في حال من الهذيان . الماكنة اليهودية شغّالة لتنفيذ “صفقة القرن” . الحرب وحدها تكسر هذا الايقاع …