حكم العالم قبل طوفان نوح العظيم.. من هو أول ملك في التاريخ؟
هل سبق لكم وتساءلتم: من كان أول ملك في التاريخ؟ هناك العديد من الملوك العظام الذين عاشوا في فترة ما قبل الميلاد، لكن يصعب على العلماء تحديد الملك الأول في العالم على وجه الدقة.
بعض المؤرخون يعتقدون أن مصر كانت موطن الملك الأول في التاريخ، فيما يعتقد آخرون أن الملك الأول في العالم قد برز من بلاد ما بين النهرين.
من كان أول ملك في التاريخ؟
يكمن التحدي الأساسي في صعوبة إيجاد جواب واضح عن هذا التساؤل، في عدم وجود سجلات تاريخية كاملة بين أيدينا توثق حياة أولئك الملوك الذين عاشوا قبل 5000 عام.
ثمة أيضاً تحدٍّ آخر ينطوي على عدم فهمنا للكلمات القديمة المكتوبة في بعض النصوص والتي قد تشير إلى ما يعتقد أنهم كانوا ملوكاً.
ففي المنطقة المحيطة بمصر مثلاً، لم تستخدم كلمة “فرعون” ربما حتى عام 1570 قبل الميلاد.
إليكم ما نعرفه عن أوائل الملوك في التاريخ، وفقاً لما ورد في موقع How Stuff Works الأمريكي:
ملوك حكموا قبل طوفان نوح
يعتقد بعض المؤرخين أن أول ملك في التاريخ قد يكون من مصر، ربما كان الملك إري حوي أو نامر من أوائل الملوك الذين حكموا العالم.
كما أن الملوك السومريين الذين حكموا منطقة بلاد ما بين النهرين -العراق حالياً- مرشحون أقوياء ليكونوا من أوائل الملوك الذين حكموا العالم.
ففي أوائل القرن العشرين تم اكتشاف مخطوطة قديمة أطلق عليها اسم “قائمة الملوك السومرية” وهي تتحدث عن ملوك حقيقيين وآخرين خياليين حكموا بلاد الرافدين، وهذه المخطوطة قديمة جداً لدرجة أن “صفحاتها” الأولى مكتوبة على ألواح تعود إلى العصر المسماري.
يقول إيكارت فراهم، أستاذ لغات وحضارات الشرق الأدنى في جامعة ييل: “وفقاً لتقليد متأخر ينحدر من بلاد الرافدين ومنصوص عليه في قائمة الملوك السومرية، كان أول ملك هو ألوليم، حاكم مدينة إريدو. عاش ألوليم في الفترة الأسطورية قبل الطوفان وينسب إليه الفضل (في بعض المخطوطات) في حكم البلاد 28 ألف عام. ووفقاً للمصدر ذاته، كان أول ملك بعد الطوفان شخص يدعى جشور، قيل إنه حكم مدينة كيش 1200 عام”.
تحتوي قائمة الملوك السومرية على بعض أوجه التشابه الملحوظة مع الفصول الأولى من سفر التكوين، بما في ذلك قصة الطوفان العظيم وسفينة نوح، التي ذكرت في الكتاب المقدس.
لكن مع ذلك، يعتقد المؤرخون أن قائمة الملوك السومرية تبعد كل البعد عن أن تكون واقعية.
فهي تمزج بين الواقع والأساطير، وتفترض أن بعض الملوك قد امتد حكمهم لعشرات الآلاف من السنين.
يقول فراهم: “كان الكثير من الأفراد المذكورين في الأقسام الأولى من قائمة الملوك السومرية، شخصيات خيالية بشكل واضح. قد ينطبق هذا على (جوشور وألوليم) أيضاً”.
وتابع: “من بين الحكام الأوائل الذين وثقت أسماؤهم في المصادر المعاصرة المكتوبة هم: مي باراكي (أو إشيب) باراكي حاكم كيش، وأكا إناناكا حاكم أوما وشخص يدعى هار تو (النطق الدقيق غير معروف) حاكم باغار (تل أغرب حديثاً). ربما حكم هؤلاء في الفترة بين 2700 و 2600 قبل الميلاد تقريباً”.
يُقال على مي باراكي سي إنه الحاكم الأول لبلاد الرافدين (تقريباً 2700 قبل الميلاد)، وتستند أدلة حكمه إلى نقوش وجدت بقايا منها في المنطقة.
وبصفته حاكماً لكيش، مدينة بابلية شمالية، ورد أنه هزم عيلام، وهي حضارة وجدت على أرض إيران الآن، ثم قاد شعبه لمدة 900 عام.
وبغضّ النظر عن أنه ليس من المنطقي أن يعيش أحدهم كل هذه السنوات، لكن قد يكون مي باراكي سي هو أول ملك في التاريخ.
لكنه ليس الوحيد الذي يحق له الحصول على هذا اللقب.
يقول جون دارنيل، أستاذ علم المصريات بجامعة ييل: “أول حاكم يمكن أن نرى إلى حد ما ملكه هو الشخص المدفون في مقبرة Tomb U-j في أبيدوس والذي يطلق عليه “الملك العقرب”.
يعود تاريخ هذه المقبرة إلى حوالي 3320 قبل الميلاد، وحسب الترتيب الزمني للحكام المعروفين، قد يكون هذا الحاكم المصري هو أول ملك في التاريخ.
وأردف: “عُثر على أقدم عنصر باق على قيد الحياة من الرموز الدالة على الملكية التي يمكن التعرف عليها، وهي خطاف الصولجان المصري المعقوف التقليدي والمذبة، أثناء التنقيب من جديد عن المقبرة على يد معهد الآثار الألماني في مصر”.
الملك العقرب
يقول دارنيل إن الباحثين ما يزالون يحاولون فك شفرة أجزاء مختلفة من النتائج التي توصلوا إليها، والتي ربما تمثل بعض أشكال الكتابة المبكرة للبشرية.
في نهاية المطاف، قد تشير هذه الرموز إلى معركة مهمة حدثت، معركة أدت إلى حضارة موحدة، بقيادة رجل أطلق عليه (أو ربما لم يطلق عليه) اسم العقرب.
تُظهر لوحة، اكتشفها دارنيل في موقع جبل تجوتي في الصحراء الغربية بمصر، نقشاً لعقرب فوق صقر، وهو رمز يعني إما “الملك” أو الإله حورس في التاريخ المصري.
يقول دارنيل، الذي قضى عقوداً يدرس التاريخ المصري، إن “العقرب” هو “أول حاكم أعتقد أننا يمكن أن نقترح له تسمية، إن لم يكن اسماً شخصياً، نظراً لأننا يمكن أن نشهد أحداثاً تدل على حكمه، ولأن بقايا من جسده نجت إلى حد ما في مقبرة Tomb U-j”.
ويوضح دارنيل أيضاً أن نقشاً آخر اكتشفه فريقه يشير إلى ملكية مبكرة.
إذ إن نقش “الخاوي” الكبير له نفس التاريخ في علم الكتابات القديمة، مثل جبل تجوتي ويتجلى استخداماً بارزاً للهيروغليفية في بداية النص.
ويضيف: “يبدو أن ذلك النقش يضم قيمة إشارة صوتية محددة، “آخ”، (أي لمعان)، في إشارة إلى طائر أبومنجل الأصلع. يتجلى من النقش أيضاً المساواة بين القوة الملكية والنظام الشمسي، وبالتالي فهو أول تعبير عن الملكية الإلهية”.
من أين أتت فكرة الملكية؟
في الواقع، زعم الكثير من الملوك الأوائل أن الآلهة منحتهم السلطة تبريراً لبسط نفوذهم.
أضاف فراهم أن الكثير من ملوك بلاد الرافدين قالوا إنهم كانوا آلهة، ولكن جرى تجاهل الفكرة في نهاية المطاف؛ “ربما لأن الحكام غالباً كانوا بشريين للغاية في أعين رعاياهم”.
أما من أين أتت فكرة الملكية، فيعتقد فراهم أنها كانت مرتبطة مباشرة بالحاجة إلى تنظيم العمل.
في بلاد الرافدين القديمة، كان هناك عدد كبير من عمال البناء والمزارعين والحرفيين والرعاة وباعة البضائع.
ويتابع: “لتحقيق كل هذا، ظهرت طبقة إدارية، واستقطعت حصة من الثروة الريفية لمصلحتها.
يعد الشخص على رأس السلم الإداري -وربما أيضاً يكون من القوات العسكرية اللازمة لحماية الأنشطة الاقتصادية التي جرى تسهيلها بهذه الطريقة- في نهاية المطاف ملكاً. ولإضفاء الشرعية على عدم المساواة الاقتصادية المتأصلة في النظام، أنشئت إيديولوجية ملكية عززت الملكية بوصفها مؤسسة تعتمدها الآلهة”.
اقرأ أيضا: ماذا يحدث بعد الوفاة ؟ “تجارب الموت الوشيك” تُحير العلماء
شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك