التلفزيون العبريّ: “الهجمات الإسرائيليّة ضدّ سوريّة تتّم بدعمٍ من واشنطن
زهير أندراوس:
تناول مرسل الشؤون العسكريّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، نير دفوري، في مقالٍ نشره على موقع القناة الالكترونيّ الهجمات المنسوبة لإسرائيل ضدّ أهدافٍ إيرانيّةٍ على الأراضي السوريّة، دون أنْ تُعلِن دولة الاحتلال مسؤوليتها عن تنفيذ هذه الاعتداءات، وكشف النقاب في مقاله، ونقلاً عن مصادر أمنيّةٍ إقليميّةٍ رفيعةٍ، أنّ العدوان الأخير الذي شنّته إسرائيل أمس هو جزء من حرب الظلال، التي تدور رحاها في سوريّة بدعمٍ أمريكيٍّ، وهي عمليًا تُعبّر عن السياسة المُناهِضة لإيران في واشنطن، زاعمًا في الوقت عينه أنّ هذه الحرب البعيدة عن وسائل الإعلام أدّت إلى أضعاف التواجد الإيرانيّ في بلاد الشّام، دون أنْ تؤدّي إلى حربٍ إقليميّةٍ بين إيران ومحور الـ”شر” ضدّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ، على حدّ تعبير المصادر التي استند عليها المراسل.
وتابع قائلاً إنّ الحديث يجري عن نضالٍ عنيدٍ الذي يتطلّب جرأةً واستمراريّةً، بالإضافة إلى تحمّل المخاطر، ولكن مّنْ يريد أنْ يؤثّر من الممنوع عليه أنْ يتوقّف، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الهجمات الإسرائيليّة ضدّ الأهداف الإيرانيّة المزعومة ستستمّر وبوتيرةٍ عاليةٍ جدًا، مشيرًا إلى أنّه في الوقت الذي تقوم فيه وسائل الإعلام السوريّة ببث التقارير عن هذه الهجمات، تلتزم إسرائيل الصمت المطبق، على حدّ قوله.
وفي هذا السياق يجب التذكير بما كان صرح به قائد سلاح الجوّ السابِق، الجنرال تسفيكا حايموفيتش لصحيفة (معاريف) العبريّة، حيث أكّد أنّه عندما يتحدّث الأمين العّام للحزب، حسن نصر الله عن ضرب حيفا والخضيرة، فلا يبقى أمام إسرائيل إلّا الاستعداد وتحسين القدرات على الردّ مع تعديلات في بناء القوة وتشغيلها، لتحسين القدرة على المواجهة في حال الترجمة العملية للتهديدات.
وفي معرض ردّه على سؤال شدّدّ على أنّ التهديدات على الأمن الإسرائيليّ تغيّرت عمّا كانت عليه في الماضي، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ حزب الله لم يكن في سوريّة وهو اليوم هناك، مع سؤالٍ كبيرٍ حول اليوم الذي يلي الحرب السورية: هل يبقى أمْ يعود إلى لبنان؟ أنا لا أعرف كيف أتنبأ حول هذه المسألة، طبقًا لأقواله.
ولجهة التواجد الإيرانيّ، الذي بات يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قادةً وشعبًا، لفت حايموفيتش إلى أنّ الوجود الإيرانيّ في سوريّة لم يكن في الماضي، وهم الآن يتمركزون فيها، مُضيفًا أنّ السؤال حول هذا الوجود أيضًا يتعلّق بما إذا كانوا سيختفون من هذا لبلد العربيّ أمْ لا!
وشدّدّ قائد سلاح الجوّ السابق على أنّ إسرائيل تعمل على تحقيق ذلك عبر الجهود السياسيّة والعسكريّة والإستراتيجيّة، مُوضحًا أنّه يرى صعوبةً كبيرةً في رؤية الإيرانيين يتنازلون عن وجودهم في سوريّة وتركها، لكنّه استدرك قائلاً في رسالةٍ حادّةٍ كالموس إنّ هذا هو الهدف الإسرائيليّ رقم واحد في الجبهة الشماليّة، أيْ إبعاد الإيرانيين ومنع نقل قوّاتهم إلى الجزء المُحرّر من الجولان، أيْ إلى الـ”حدود” مع فلسطين المحتلة.
وعندما سُئل عن تهديد حزب الله وتمدّدّه في الساحتين السوريّة واللبنانيّة، شدّدّ حايموفيتش على أنّ الجبهة الشماليّة باتت مختلفةً بشكلٍ تامٍّ، مُقارنةً عمّا كانت عليه في الماضي، لافتًا إلى أنّها أصبحت تشمل ربط سوريّة ولبنان بجبهةٍ واحدةٍ من دون حدود، مؤكّدًا أنّ حزب الله نفسه موجود في سوريّة وفي لبنان، ومن الصعب معرفة مركز ثقله الرئيسيّ في الساحتين.
حايموفيتش، ربمّا بهدف طمأنة الإسرائيليين، عاد إلى تكرار الأسطوانة الصهيونيّة المشروخة، حيثُ أكّد على أنّ جيش الاحتلال يعمل كلّ ما بوسعه لكي يمنع التمركز الإيرانيّ في سوريّة، وكذلك منع حزب الله من التزود بسلاحٍ إستراتيجيٍّ من شأنه أنْ يتّم استخدامه ضدّ كيان الاحتلال، مُشدّدًا على أنّ هذه الإستراتيجيّة لم تتغيّر في السنوات الأخيرة، مع أنّها أمسَتْ أكثر تعقيدًا، وتحمل في طيّاتها الكثير من التحدّيات الجديدة، على حدّ تعبيره.
حايموفيتش قال أيضًا للصحيفة العبريّة إنّه في ظلّ وجود المُركّبات الثلاثة: سوريّة، إيران وحزب الله، فإنّ الجيش الإسرائيليّ لا يُمكنه بأيّ حالٍ من الأحوال ألّا يكون مُستعِدًا لكلّ طارئٍ والردّ على أيّ عدوانٍ، وهذا الجواب، على الأغلب، يُفسّر السبب الذي دفع الجيش الإسرائيليّ مؤخرًا لإجراء أربع مُناوراتٍ لمُحاكاة حربٍ على الجبهة الشماليّة، التي تُشير الدلائل إلى أنّها ستكون “حرب الشمال الأولى” لمُشاركة سوريّة، إيران وحزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، ضدّ إسرائيل.
إقرأ أيضاً: واشنطن بوست: سوريا هي القصة المأساوية في كتاب بولتون
رأي اليوم