الجهاديون السوريون يتنازعون إدلب
كتبت ماريانا بيلينكايا وستانيسلاف كوجيمياكا، في “كوميرسانت”، حول نزاعات مسلحة مفيدة للجميع بين الجماعات الإسلامية المتطرفة في إدلب.
وجاء في المقال: يتنازع الجهاديون في إدلب السلطة، وسط تقارير عن استعدادات لعملية هجومية جديدة في هذه المنطقة السورية، من قبل دمشق وروسيا.
تواجه هيئة تحرير الشام مشكلة غير متوقعة: فعلى خلفية اعتبارهم الهيئة أقل راديكالية مما ينبغي، انسحب عدد من المسلحين منها وانضموا إلى غرفة عمليات “فاثبتوا”.
ويوم الجمعة الماضي، ظهرت معلومات تفيد بأن الجهاديين تمكنوا من الاتفاق على وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، يؤكد الخبراء أن الانقسام مفيد للجميع: روسيا وتركيا والسلطات السورية والمعارضة السورية.
جدير بالذكر أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قام بعدة عمليات في إدلب للقضاء على قادة حراس الدين، بالتزامن مع تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا”.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية، كيريل سيمينوف، لـ”كوميرسانت”: “بعد عملية دمشق الشتوية في إدلب، عززت الجماعات المرتبطة بالقاعدة مواقعها بسبب تدفق المسلحين من هيئة تحرير الشام إليها, وقد ردت الولايات المتحدة على ذلك”.
وبحسب سيمونوف، فإن هيئة تحرير الشام وجماعات قريبة من حراس الدين يسيطرون على حوالي 60% من محافظة إدلب، في حين تسيطر على الباقي قوى المعارضة (جبهة التحرير الوطني وميليشيا الجيش الوطني السوري) الموالية لتركيا. وأشار سيمونوف إلى أن الصراع في إدلب لم يعد يقتصر، كما كان في السابق على مواجهات بين المعارضة المصنفة معتدلة والمتطرفين، إنما دخل الجهاديون أنفسهم في مواجهة بعضهم البعض.
وأضاف: “أما بالنسبة لتركيا، فمن المربح لها تفكك هيئة تحرير الشام.
فبناء على الاتفاق مع موسكو، وعدت أنقرة قبل عامين بالفصل بين المعارضة المعتدلة والمتشددين المتطرفين.
وهذا ما يحدث الآن: ينضم المتطرفون إلى حراس الدين وعملياتها، وأولئك الذين يرفضون الجهادية يذهبون إلى المعارضة المصنفة معتدلة، التي، بعد أن عززت قوتها بدعم من تركيا، ستتمكن أخيراً من القضاء على المتطرفين. وهذا يرضي الجميع”.
وكالات