الخميس , أبريل 25 2024
البابور

“البابور” السوري يواجه “قيصر” أمريكا… فيديو وصور

“البابور” السوري يواجه “قيصر” أمريكا… فيديو وصور

تكتنف السوريين مشاعر مختلطة إزاء (بابور الكاز)، إذ لطالما صنعت لهم الظروف القاسية علاقة وثيقة مع هذه الأداة التراثية.

فعلى الرغم من شهرتهم المشهودة بالحنين الدائم إلى التراث، إلا أن (البابور) يثير مشاعر مضادة لديهم، فهذه الأداة المنزلية التي تعمل على مادة الكاز وتستخدم لطهي الطعام، تعود إليهم بشكل قهري مجددا، كبديل لأدوات الطهي باستخذام الغاز الذي أصبح الحصول عليه أمرا غاية في الصعوبة في ظل استمرار سرقة ثرواتهم النفطية والغازية بشكل معلن من قبل الجيش الأمريكي الذي يسيطر، مع ميليشيات موالية له، على أبرز معامل وحقول الغاز والنفط شرقي البلاد.

وخلال العقود القليلة الماضية، تراجع حضور (البابور) بشكل تام ليتحول إلى أداة تراثية تعرض في بعض المحال المتخصصة في بيع (الأنتيكا)، وأيضا في بعض المطاعم كأحد مكملات الديكور.

أما اليوم، ومع تزايد ضيق حال المعيشة بشكل استثنائي جراء اشتداد الحصار الغربي على السوريين، وفرض الولايات المتحدة الأمريكية لما يسمى (قانون قيصر) بالتزامن مع استمرار سرقة ثرواتهم النفطية والغازية التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي وميليشيات محلية تابعة له.. بدأ السوريون بالعودة إلى قديمهم مجددا.

في الحسكة، وهي المحافظة التي تعد خزان النفط الوطني للسوريين، بدأت منعكسات تدني القدرة الشرائية للرواتب والأجور جراء تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار، وما نجم عن ذلك من نقص حاد في الاحتياجات الحياتية وصعوبة حصول البلاد على حاجتها من المشتقات النفطية، عاودت صناعة (البوابير) للاتنعاش في سياق اجتراح البدائل الممكنة.

أبو محمد، صاحب مهنة تصويج وإصلاح برادات في الحسكة سابقا، قال لـ سبوتنيك: “فقدت مهنتي الأساسية نتيجة ارتفاع تكاليف العمل وتراجع قدرة الزبائن على إصلاح أدواتهم المنزلية، فاتجهت لمهنة اصلاح البوابير التي لاقت رواجا في الفترة الأخيرة ولا يكاد بيت إلا وفيه (بابور)، وهذا يتطلب مع الاستعمال الدائم، حدوث أعطال فيه.. وهنا يأتي دوري”.

استفاد أبو محمد من أحد الارصفة العريضة في أحد شوارع المدينة الفرعية ليفتتح (بسطة) يترزق منها عبر إصلاح (البوابير) مستفيدا في ذلك من أدواته الصناعية التي كان يستخدمها في مهنته السابقة.

أما أبو رعد، وهو صاحب محل بيع (بوابير) في السوق الرئيسي للمدينة، فأكد لـ سبوتنيك على ما يراه “ميزة لدى السوريين الذين يستطيعون إيجاد بدائل لكل الأزمات الحاصلة لهم.. فعند انقطاع الغاز وارتفاع سعره اتجهوا لاقتناء البوابير التي تعمل على الكاز المستخلص من النفط الخام وبطرق بدائية ويعتبر رخيص الثمن اذا ما قورن بغيره من المشتقات النفطية وحتى حطب الأشجار”.

وحول تصنيع البوابير وكلفتها، يضيف أبو رعد: “جميع مراحل تصنيع البابور تتم في سورية، وقسم منها يتم في محافظة الحسكة عبر ورش صغيرة مختصة استفادت من تصنيع البابور الأصفر ذو المنشأ الروسي ويكون شكله دائري يسمى (بابور أصفر بريموس).

وعرف العالم (البابور) منذ العام 1892 كأول موقد يعمل بالكيروسين، ووفق المصادر التاريخية فقد صممه وطوره الميكانيكي السويدي “فرانك ويلهلم لنكويست” وكانت علامته التجارية تحمل اسم (بريموس) وتعني “الأول” باللاتينية، ومن هناك انتشر عالميا.

تأخرت معرفة سكان سوريا بهذه الآلية الحضارية حتى منتصف القرن العشرين، قبل أن يختفي تدريجيا منذ ثمانينيات القرن الماضي مع انتقالهم إلى الغاز كمصدر آخر للطاقة، وكان جهاز العروس السورية قديمًا لا بد وأن يحوي ضمنه (بابور الكاز) كقطعة أساسية من أثاث البيت (الجهاز).

وفي تلك الأيام، رافق انتشار (البوابير) مهنة خاصة بإصلاح أعطالها، حيث كان هناك ما يعرف بـ (السمكري)، وهو خبير إصلاح (البوابير)، وعادة ما كان يتجول بين الأحياء ويصيح مناديا لتنبيه ربات البيوت ممن لديهن (بابور) يحتاج إلى إصلاح، لكن هذه المهنة الجوالة اختفت كليا بسبب شيوع مواقد الغاز.

ويتألف بابور الكاز (أو الكيروسين) من ذراع الضغط (مضخة الهواء) وحلقة خاصة لفك المضخة لإصلاحها والمستوعب الخاص بالكاز وصمام يمكن تحريكه عن طريق التدوير، وصحن بدء الاشتعال ورأس الاشتعال، بالإضافة إلى أنابيب تسخين الكاز وتحويله إلى غاز قبل اشتعاله وفتحة صغيرة جدًا يخرج منها الكاز المضغوط.

المصدر: سبوتنيك

اقرأ أيضا: الجيش الأمريكي ينشئ مطارا عسكريا شمال شرقي سوريا

شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك