الثلاثاء , نوفمبر 26 2024
هكذا يمكن فصل أسعار الغذاء عن الدولار لمواجهة توسع الجوع في سورية

هكذا يمكن فصل أسعار الغذاء عن الدولار لمواجهة توسع الجوع في سورية

هكذا يمكن فصل أسعار الغذاء عن الدولار لمواجهة توسع الجوع في سورية

إن فصل أسعار الغذاء عن الدولار هي ضرورة ملحّة لمواجهة توسّع الجوع، وهو لا يمكن أن يبقى مقتصراً على ربطة الخبز المدعوم التي أصبح الحصول عليها أعقد، أو حتى مخصصات السكر والرز بسعر أقل في مؤسسات التجارة الداخلية… لقد أصبحت هذه الإجراءات قاصرة وهامشية، وتحديداً مع كل ما يرافق عمليات توزيعها من نقص وتسريب وازدحام، يجعل الحصول عليها مشقّة بل ومذلّة في كثير من الأحيان.

عملية فصل الغذاء عن الدولار لها شقان أساسيان، الأول: زيادة الإنتاج المحلي، والثاني: تقنين الاستيراد ووجود طرق أخرى له، وفي كلتي الحالتين نحتاج إلى دور جهاز دولة فعّال يفصل المضاربة والربح عن حاجات الغذاء.

تقليل وزن الدولار في السلة يتطلب إعادة إنتاج الأساسيات الغذائية المستوردة وفق ما يمكن، فإن كنا لا نستطيع أن ننتج الشاي والقهوة… ربما علينا أن نستعيد إنتاج السكر! حيث من الضروري استعادة المنظومة الغذائية السابقة لإنتاج السكر في سورية، والقائمة على دعم زراعة الشوندر، وشرائه من المزارعين، وتصنيعه في معامل السكر مع كل المنتجات الأخرى الناتجة المرافقة (الخميرة، الكحول، وغيرها).

ليس فقط للانتهاء من كلفة استيراد تقارب 170 مليون دولار سنوياً كما في 2018، بل لتحويل كتلة كبرى من الليرة إلى دخل يُستثمر في الزراعة والصناعة والاستهلاك الغذائي المحلي، وهي منظومة مستدامة تستطيع أن تحوّل هذا المكون الغذائي الأساسي إلى استثمار ودخل بالعملة المحلية موزع على شرائح واسعة، عوضاً عن منظومة الاستيراد الحالي،

حيث يتمركز ربح تجارة السكر المستورد لدى المستورد الاحتكاري للمادة والمصارف الخارجية والداخلية التي تخدم استيراده، مع عائدٍ أقل لشريحة ضيقة من تجار الجملة والتجزئة، مساهماً بربط مكون الحلويات في سلة غذاء السوريين بالدولار ومتيحاً ربحاً كبيراً لشريحة أقل تتعامل بالدولار وتمتهن المضاربة به.

وعلى هذا المقياس ينبغي أيضاً استعادة إنتاج الزيت النباتي، والبحث عن بدائل عن زيت بذر القطن في حال عدم كفاية القطن المزروع، كما ينبغي البحث في تقليص مستوردات الحبوب الأساسية، مثل: زراعة الرز التي كانت موجودة سابقاً في الجزيرة السورية والغاب، كما تم العمل البحثي على اختيار أصناف وبذار لزراعته الهوائية غير المغمورة بالمياه وبكلف قليلة نسبياً، يضاف إلى ذلك الأعلاف المستخدمة في تربية الدواجن (الذرة الصفراء وكسبة الصويا) التي ينبغي العمل إما على زراعة جزء منها، أو البحث عن بدائلها إذا ما كانت تتطلب موارد مائية كبيرة.

من الضروري تخصيص الموارد المالية بالليرة السورية لاستعادة وتعزيز أو حتى خلق منظومات غذائية زراعية- صناعية مع كل ما تتطلبه من خدمات بحث علمي ونقل وتخزين، لأنها الطريق الأساس لمواجهة الجوع ولربط الليرة بالغذاء وعزل الدولار عنه. كما أنها الطريقة الأهم لإعادة توزيع الموارد على شرائح اجتماعية واسعة، عوضاً عن تركز الموارد الدولارية لدى قلة قليلة في سوق الغذاء، كما في أغلب عمليات الإنتاج والتداول السورية حالياً.

اقرأ ايضاً :قادة “السلطان مراد” يسرقون رواتب المرتزقة السوريين في ليبيا

قاسيون

للمزيد تابعوا صفحتنا على فيسبوك شام تايمزshamtimes.net