4 أزياء عسكرية لجيوش تسببت في مقتل مرتديها
الزي العسكري هو زي موحد ومميز من الثياب يميز الجنود عن المدنيين، وتحدد كل دولة الزي العسكري لجيشها، وتمثل الأزياء العسكرية قيمة كبيرة للجنود، إذ تساعدهم على الانضباط، ويمنحهم الإحساس بالانتماء. ولكن، قد لا توفر الأزياء العسكرية الراحة والحماية الجسمانية لمرتديها، في بعض الأحيان وهنا قد يكون خطرًا في حد ذاته، وهذا ما حدث من قبل، نوضح هذا من خلال استعراض عدد من الأزياء العسكرية التي كان لها دور في هزيمة مرتديها خلال هذا التقرير.
1- المعاطف الحمراء جعلت الجنود أهدافًا سهلة
ظهرت المعاطف الحمراء زيًا عسكريًّا للجنود البريطانيين في أواخر القرن السابع عشر، وظلت علامة مميزة للجيش حتى نهاية القرن التاسع عشر حين تغير الزي العسكري إلى اللون الكاكي (الترابي). بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بصفوف الجيش البريطاني في حرب البوير الأولى في جنوب أفريقيا (1880- 1881)، اعتقد البريطانيون أن المعاطف الحمراء التي ارتداها الجنود جعلتهم أهدافًا سهلة للبنادق الدقيقة الموجودة بحوزة الطرف الآخر.
وكانت القوات البريطانية قد ارتدت الزي الكاكي خلال حملة الحبشة (1867- 1868)، إلا أنها لم تتخل عن المعاطف الحمراء إلا بعد معركة جينس التي خاضتها القوات البريطانية مع قوات المهديين في السودان عام 1885، فقد كانت آخر المعارك التي يرتدي فيها جنود البريطانيين المعاطف الحمراء.
ازدادت شعبية الزي العسكري الجديد، وأصبح زي الخدمة الميداني للجيش البريطاني رسميًا منذ عام 1902. وقد كان للزي الكاكي دورًا في حماية الجنود البريطانيين في الحرب العالمية الأولى، فقد تمكنوا من الاختباء والتمويه على عكس الجنود الفرنسيين الذين ارتدوا سراويل حمراء.
2- السراويل الحمراء لم تصمد أمام الأسلحة الحديثة
بحلول الحرب العالمية الأولى في عام 1914، كانت معظم الدول الأوروبية قد غيرت بالفعل أزياءها العسكرية ذات الألوان الزاهية إلى الرمادي والألوان المحايدة من أجل التمويه والاختفاء وتفادي كون الجنود أهدافًا سهلة للقناصة. ولكن، بالنسبة لفرنسا لم تكن قد غيرت السراويل الحمراء الزاهية لجنودها، وبعد زيارته جبهة حرب البلقان (1912- 1913) رأى وزير الحرب الفرنسي «أدولف ميسيمي» المزايا التي اكتسبها جنود بلغاريا بألوان زيهم المحايد، وحينها أدرك ومعه القليل من القيادات أن السراويل الزاهية للجيش لا تواكب الحرب التكنولوجية وظهور المدفعية الثقيلة والمدافع الرشاشة مما تجعلهم أهدافًا سهلة للقنص.
ولكن، رغم المطالبة بتغيير الزي، إلا أنه لاقى معارضة شديدة من الصحافة الشعبية، فقد ربطوا الروح القتالية للجنود الفرنسيين بزهوة زيهم العسكري وتاريخ انتصاراتهم، وبقيت السراويل الحمراء زيًا عسكريًا للجنود الفرنسيين في الحرب العالمية الأولى.
وقد كانت هناك سابقة في عام 1902 جرّب فيها الجيش الفرنسي زيًا بألوان محايدة (الرمادي والأخضر) ولكن دون اعتمادها بشكل رسمي، ومع قدوم الحرب، شعر قادة الجيش أن التغيير المتسرع للزي بشكل رسمي قد يفسره العدو على أنه جبن. ولذا، لم يتغير البنطلون الأحمر للجنود بشكل رسمي إلا في عام 1915، بعد أن قُتل مئات الآلاف من الجنود الفرنسيين، فقد كانت بنطلوناتهم الحمراء الزاهية تجعلهم هدفًا سهلًا أمام الرشاشات الألمانية.
3- الأزياء العسكرية الخفيفة عرضت الجنود للصقيع المميت
خلال الحرب العالمية الثانية، شنت ألمانيا النازية عملية «بارباروسا» لغزو الاتحاد السوفييتي في يونيو (حزيران) 1914، وأمر زعيم الحكومة الإيطالية «بينيتو موسيليني» بإرسال جنود إيطاليين للمشاركة في الغزو. ولأن العملية بدأت في فصل الصيف، لم تنقل المندوبية الألمانية أي أزياء عسكرية شتوية مثل القبعات الصوفية، والقفازات، والمعاطف إلى مقر الجنود في روسيا؛ ظنًا منها أن الغزو سينتهي سريعًا قبل بداية الشتاء.
ولكن، حدث ما لا يحمد عقباه، فمع دخول الشتاء، كانت النتائج مروعة، فقد خسر آلاف الجنود أطرافهم، وآذانهم، وأنوفهم، وأصابعهم، وجفونهم جراء التعرض للصقيع. وبعدما كانت الغلبة للألمان في المعركة، تحولت النتيجة إلى هزيمة، فقد تمكن الروس من اختراق الصفوف الألمانية الإيطالية، وأجبروا القوات على التراجع.
4- القبعات العادية في بدايات الحرب العالمية الأولى
في بدايات الحرب العالمية الأولى، شارك الجنود دون وجود حماية حقيقية لرؤوسهم، فقد كانوا يرتدون القبعات العادية المصنوعة من القماش، مما تسبب في زيادة أعداد إصابات الرأس في صفوف الجنود نتيجة اصطدام الشظايا خاصة في الصفوف الأمامية، حينئذ، بدأت الدول في البحث عن وسيلة لحماية رؤوس الجنود، وكان بداية التغيير حينما أدخل الفرنسيون الخوذة الفولاذية في أوائل عام 1915 ليرتديها الجنود تحت قبعة الكيبي المميزة للجيش الفرنسي.
ولكن، رأى البريطانيون بعض العيوب في القبعة الفرنسية، واعتمدوا خوذة برودي المكونة من قطعة سميكة واحدة من الفولاذ، والتي تميزت بوجود حافة عريضة تحمي العنق والكتفين، لكنها كانت ضحلة بحيث يمكنها الانزلاق عن الرأس، ولامعة مما يجعلها هدفًا سهلًا لقنص العدو.
استمرت التعديلات على الخوذة لتفادي الأخطاء، وظهرت خوذة مارك، وبعدها عُدلت أيضًا لتضاف إليها بطانة وحزام ذقن مشدود. ولكن كانت الخوذة الألمانية التي يطلق عليها مكوك الفحم أكثرهم نجاحًا، فقد صممت بناءً على طلب طبيب ألماني قد درس إصابات الرأس الناجمة عن شظايا القذائف في بدايات الحرب.
اقرأ أيضا: كوكب اليابان: تعرفوا على طقوس الـ “هارا كيري” لدى الساموراي
شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك