الجيش السوري يشطر كعكة الغوطة الشهية ويبدأ بالتهامها
نضجت الكعكة التي تفنن الجيش السوري بتحضيرها، فبعد عشرة أيام من الطهو على نارٍ هادئة شطر الجيش السوري الغوطة الشرقية تحضيراً لإنهاء المهزلة الإرهابية على تخوم العاصمة.
أنهى الجيش السوري المرحلة الأولى من معركة الغوطة الشرقية بتقدم ساحق على حساب الجماعات المسلحة مسيطراً على 63 % من مساحة الجيب المسلح في الغوطة الشرقية، وكان لتحرير مزارع العب الاستراتيجية نقطة تحول كبيرة في مسار العمليات العسكرية التي مهدت لاحقاً لتحرير بيت سوى ومسرابا ومديرا وصولاً إلى إدارة المركبات جنوب حرستا، مما يعني شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين: قسم شمالي ويضم دوما ومزارعها والريحان وحرستا، وقسم غربي يضم عربين وعين ترما وجوبر وزملكا وحزة وكفر بطنا وجسرين وسقبا وحمورية والجزء الأصغر من مزارع الأفتريس الغربية.
هذا التحول الاستراتيجي في مسار المعركة سيوفر للجيش السوري مناورة أكبر في التحرك والانقضاض، كما حرم الإرهابيين من خط الإمداد الوحيد الذي يصل منطقة دوما بالقطاع الأوسط، فلم يعد بإمكانهم نقل العتاد والأفراد أو الاستفادة من فائض القوة على الجبهات النائمة.
إلى ذلك، تم فصل حرستا عن دوما نارياً عقب تقدم الوحدات المقاتلة على محور مزارع حرستا التي وصلت إلى مشارف أوتستراد دوما – حرستا، فعزل الجيش السوري لتنظيم (أحرار الشام) في مدينة حرستا يضع مسلحيه أمام خيارين إما الإستسلام أو الإنسحاب عبر الأنفاق – إن وجدت – إلى مزارع دوما، فبات من الصعب التثبيت في مدينتهم الساقطة عسكرياً.
المساحات الواسعة التي حررها الجيش السوري في شرق وجنوب شرق الغوطة وصولاً إلى عمقها وتحرير حوش الأشعري ومعظم مزارع الأفتريس، أعطى الجيش السوري أفضلية المبادرة إلى هجمات جديدة نحو القطاع الأوسط سنشهدها بالمستقبل القريب.
وبالحديث عن القطاع الأوسط الذي يشهد تطورات غريبة -نوعاً ما- استمرت لليوم الرابع على التوالي مظاهرات شعبية حاشدة ضد الجماعات المسلحة طالبت بكل وضوح بدخول الجيش السوري إلى مناطقها وخروج المسلحين.
المرحلة الثانية لمعركة الغوطة الشرقية ستعتمد على مبدأ القضم والعزل لمناطق انتشار المسلحين والعمل على إحداث خروقات جديدة من أجل حصار وضرب الجيوب الوليدة، مما يسرع قرب انتهاء معركة الغوطة الشرقية بعيداً عن المسارات الكلاسيكية المتعارف عليها التي تأخذ وقتا طويلاً.
على الأقل الجيش السوري أنهى التناحر الداخلي بين فصائل الغوطة الشرقية، وأصبح كل فصيلٍ محاصراً في مناطقه الضيقة وينتظر مصيره المحتوم، فالغوطة تتحرر.
المصدر: دمشق الآن