السبت , نوفمبر 23 2024
تؤكد على أنك شخص انطوائي

علامات واقعية تؤكد على أنك شخص انطوائي ولو أنكَـرْت!

علامات واقعية تؤكد على أنك شخص انطوائي ولو أنكَـرْت!

في عالم يقودنا دوماً إلى الاعتقاد أن الاجتماعية يجب أن تكون صفة لدى بني آدم إن رغبوا بالنجاح في الدنيا، فإنه ليس من السهل أبداً أن تتعايش في ذلك العالم وأنت انطوائي. إن كنت انطوائياً بالفعل فسوف تعلم بنهاية المقال أنك لست وحدك في تلك المعاناة.

ربما تكون انطوائياً وأنت لا تدري! في الحقيقة أنا نفسي لم أكن أدري إلى ربما عامين من الآن أنني انطوائي، وقد كنت أحسب أن الانطوائي شخص خجول منزوٍ عن الناس ويخشى الاختلاط بهم، ويتلعثم في حديثه معهم، لا يعرف كيف يزن كلمة ولا يضبط منطقاً.

إلا أنني تعرضت لنظرية في علم النفس غيرت مفاهيم كثيرة لدي مما كنت أعتقده عن نفسي، بل فسرت لي كثيراً مما كنت أفعله دون إدراك حقيقي لسببه، ولأزيل اللبس عنك دعني أوضح لك بعض المفاهيم قبل أن نبدأ.

الانطوائي في كلمات بسيطة هو شخص لا يختلط بالناس كثيراً، ربما لا يحب ذلك، ربما لا يشعر بالراحة بين الجمع الكبيرة، ربما يحب الهدوء، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون خجولاً أو أن يكون متردداً أو يتلعثم في كلامه أو لا يستطيع التفاعل مع الناس من حوله!

الحيي –من الحياء-، من ناحية أخرى، هو شخص قد يكون اجتماعياً أو انطوائياً، لا يهم، الفرق أن صفة الحياء هنا تكون مكتسبة ويستطيع المرء تطويرها، وهي نوع من الأدب الممزوج بالكف عما قد يعيب المرء.

والآن نأتي لموضوع المقال، هذه المشاكل التي أذكرها قد يشعر بها الانطوائيون بصورة أكبر من غيرهم، هذا إن لم يكونوا وحدهم في ذلك.

تشعر بقلة التقدير

هذا الشعور يكون بسبب أنك لا تتحدث كثيراً، ربما لأنك لا تشعر برغبة في ذلك، ربما لأنك لا تجد ما تقوله، ربما لأنك لا تعرف كيف تصوغ كلماتك في صورة مفهومة لمن أمامك، أو لأنك ببساطة لا تشعر بطاقة كافية في جسدك لتتكلم وتتحمل ذلك الوقت الذي سينقضي في المحادثة.

لكن برغم ذلك فإنك تتمنى أحياناً أن لو بذل الناس من حولك جهداً أكبر لمعرفتك والتقرب إليك، أو لو أنك أحياناً كنت أكثر اجتماعية لتشعرهم بقدر اهتمامك بهم.

تختفي في المحادثات

حين تلتقي بمجموعة جديدة من الناس فإن بعض الانطوائيين يحاولون جهدهم أن يتركوا انطباعاً جيداً لدى من أمامهم بالانخراط في الحديث مع باقي المجموعة، لكن لأن ذلك ليس من طبيعتك في الغالب، فإن اهتمامهم بك يقل بالتدريج نظراً لقلة ما لديك لتقوله.

وينتهي الأمر بلومك لنفسك أو تركك للمجموعة لفقدك الرغبة في الإكمال معهم، ربما يجب أن أذكر أن تلك الحالات تحدث مع بعض الانطوائيين فقط، البعض الآخر لا يرغب أصلاً في الانخراط في جماعات أو يهتم أن يترك انطباعاً جيداً لديهم.

لا تحب الحفلات، خاصة في منزلك

لا زلت أذكر تلك المرات القليلة التي ذهبت فيها صغيراً إلى بعض الأعراس وانتهى الأمر ببكائي ورحيلي، كنت أظن أنني لا آلف تلك المشاهد أو هذه الأفعال أو أستنكرها، ثم تبينت بعدها أنني لا أحب الصخب والضجيج وتلك الأفعال الحيوانية التي يقوم بها البعض في أمثال تلك الحفلات.

ثم في منحة قريبة كنت أدرس فيها، كانت زميلاتنا من الفتيات في المنحة كلما حدث حادث يقيمون حفلة من أجله! فحفلة من أجل إنهاء أول قسم في المنحة وحفل آخر من أجل نهاية الأسبوع وحفل من أجل عيد ميلاد فلان، وحفل من أجل دوران الأرض حول الشمس و .. إلخ. تلك الأفعال ترهقني، ولعلها ترهقك أيضاً إن كنت انطوائياً.

تشعر بالوحدة أكثر وسط الجماعات!

مشكلة أخرى قد يعاني منها أغلب الانطوائيين، أن تكون في غرفة مليئة بالناس لكنك تشعر أنك معزول عنهم بطريقة ما، قد تكون محظوظاً لو استطعت الخروج بمحادثة استمرت أكثر من عشر دقائق، أتكلم عن محادثة حقيقية باستثناء مرحباً، كيف الحال؟ كيف الأولاد؟ ثم تكرار هذه الجملة لملء الفراغات!

مرة أخرى، هذا قد لا يمثل مشكلة لدى بعض الانطوائيين، فشخصيتي أنا مثلاً لا تفضل الاختلاط ابتداءً إلا إذا وجد ما يشغلها، وأستطيع توليد كلمات وأفكار من العدم تقريباً لملء الوقت إن أردت، وأفعل هذا أحياناً في زيارات صلة الأرحام التي يكون لي فيها أقارب من كبار السن الذين أعلم أنهم لن يهتموا بموضوعات مثل مشروعات إيلون ماسك أو إعلان جوجل أنها ستكون ضمن شركة أكبر!

تشعر بالإرهاق إذا قضيت فترات طويلة مع أشخاص لا تعرفهم

قد يبدو الأمر ممتعاً في البداية بالنسبة للانطوائيين أن يبقوا على اتصال مباشر بمن حولهم، لكنهم يدركون لم كانوا يكرهون ذلك بمجرد وضعهم في فرق عمل أو في مكاتب مفتوحة مع زملاء آخرين!

فالهرج الذي ينتج عن مثل تلك الحالات والصخب والتفاعل الإجباري الذي يتم بين الفرق وبعضها أو بين أفراد الفريق الواحد يدفع الانطوائي دفعاً إلى الانسحاب من مثل تلك الأماكن، أو العودة آخر اليوم إلى المنزل ورأسه يكاد ينفجر!

بت الآن أعلم لم كنت أقضي تلك الساعات الطوال وحدي في المكتبة أيام الدراسة منذ نعومة أظفاري، فقد كنت أحاول الخروج والاندماج وسط زملائي بضغط من نفسي وأهلي ومعلمي أحياناً، إلا أنني سرعان ما كنت أعود إلى كتبي الحبيبة، أضمها إلي وأغوص برأسي بين موجات صفحاتها.

تجد صعوبة في التفكير وسط الجماعات

كنت أريد أن أكتبها هكذا “تفضل التفكير وحدك”، لكني خشيت أن تفهم أنها تلمح إلى الغرور، والواقع أنني أقصد أننا نفقد التركيز تماماً مع أي مشتت خارجي، لذا نفضل العمل بمفردنا والتفكير في أماكن هادئة، بل ومحاولة السكن في أماكن هادئة إن أمكن.

ربما لا يكون كل الانطوائيين كذلك، فلدي صديقان يستطيعان التركيز وسط أكثر الملهيات صخباً، وبرغم أننا نحن الثلاثة نحسب على الشخصيات الانطوائية ضمن تصنيف مايرز-بريجز للأنواع، إلا أنني على عكسهما تماماً، لا أستطيع التفكير إلا في بيئة هادئة تماماً..

وكان أحد هذين الاثنين يقطن معي في نفس الغرفة أثناء الدراسة، وإذا أتى أحدهم سائلاً أو مستفسراً كان يأخذه بعيداً عن الغرفة حتى أستطيع التركيز. في نفس الوقت فإنني لا أمانع أن أغني أو أتكلم بصوت عال وأنا أفكر! هذا ليس من العدل أليس كذلك؟!

ربما تكون انطوائياً، ربما يكون أحد من حولك انطوائياً، فقط اعلم أنها ليست سُبة أو تقليلاً منك، بل إنها في أحيان كثيرة مدحاً لذاتك، إذا علمت كيف تستغل مواطن قوة تلك الصفة، وربما أكتب في ذلك المجال في الفترة المقبلة، فإنني وجدت أن كثيراً منا لا يعرف الكثير عن نفسه التي بين جنبيه، عن مواطن ضعفها وقوتها، عن الأسلوب الأمثل للتكيف سط الجماعات، عن الوصول بها إلى أقصى درجات التعايش الممكنة.

اراجيك

اقرأ أيضا: مأساة جديدة على “شاطئ مصري”.. غرق 4 من أسرة واحدة