الجمعة , نوفمبر 1 2024

حزن كبير في مصر على رحيل “طبيب الغلابة”.. تعرفوا إلى قصته

حزن كبير في مصر على رحيل “طبيب الغلابة”.. تعرفوا إلى قصته

فارق الحياة صباح اليوم الثلاثاء الطبيب المصري، محمد مشالي، عن عمر يناهز 76 عاماً، وهو طبيب اشتهر بأعمال الخير حتى لُقب بـ “طبيب الغلابة”.

وكتب نجله على مواقع التواصل الاجتماعي “انتقل الى رحمة اللة تعالى والدي الدكتور محمد عبدالغفار مشالي، والدفن بعد صلاة الظهر بالبحيرة”.

وسائل إعلام مصرية قالت إن طبيب الغلابة (الفقراء)، توفي في منزله، إثر تعرضه لهبوط مفاجئ في الدورة الدموية.

ويشتهر الفقيد في أوساط الفقراء بتقديمه الخدمات الطبية بأسعار زهيدة وإجراء الكشوفات بعيادته.

وكشف هاشم محمد مساعد الراحل “طبيب الغلابة” عن آخر وصية للفقيد قبل وفاته بأيام، مؤكداً أن الدكتور محمد مشالي كان دائماً يحدثه بأنه يتمنى أن يلاقي ربه وهو واقفاً على قدميه، وهو يخدم الغلابة المترددين على عيادته، مشيراً إلى أن هذه الأمنية كان يطلبها من الله دائماً وحقق الله له أمنيته التي طلبها.

وأضاف “هاشم” فى تصريحات خاصة، أن الدكتور محمد مشالي سخر وقته وعمره لخدمة الفقراء وكان ينفذ وصية والده الذي أوصاه بأن يكون عوناً وسنداً للفقراء طوال عمره.

وقال طبيب “الغلابة” الراحل عن نفسه في مقابلة صحفية أجريت في وقت سابق: “أنا طبيب بشري نشأت في بيئة متواضعة، وتخرجت من كلية طب القصر العيني في عام 1967″، وأضاف أنه “وهب علمه ليكون طبيب الغلابة، حيث يدفع المريض مبلغاً رمزياً لا يتجاوز الجنيهات، ليكون سبباً في علاج ملايين المصريين الذين لا يقدرون على مصروفات الكشف والأدوية”.

وكشف محمد مشالي حينها أن والده “وهو على فراش الموت أوصاني خيراً بالفقراء، وبمرضى الفقراء”.

ورُوي أن الفقيد في تلك المقابلة بكا حين تذكر واقعة مؤلمة عاشها، وقصّ وقائعها بقوله: طفل صغير مريض بمرض السكري يبكي من الألم ويقول لوالدته أعطيني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل: لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقي أخواتك، فقام الطفل بإحراق نفسه حتى لا تضطر أمه لشراء الدواء له، ومات وهو على ذراعي الطبيب مشالي، وقال “لا زالت أتذكّر هذا الموقف الصعب، الذي جعلني أهب علمي للكشف على الفقراء”.

بقيت قيمة الكشف عند الدكتور مشالي حتى رحيله 15 جنيه فقط. وقد بقي يعمل فى عيادته بطنطا من التاسعة صباحًا حتى العاشرة مساء يوميًا، ولا يستريح حتى أيام الجمعة حتى وافته المنية، وكان يقول أن قيمة الكشف كانت عنده عندما فتح العيادة عشرة قروش فقط، وظلت هكذا لسنوات طوال.

الأغرب من ذلك أن الدكتور مشالي لا يكتفي بذلك بل أنه حين ينتهى من عمله فى التاسعة مساء، يتجه ليواصل العمل حتى منتصف الليل فى عيادة أخرى بعيدة بمنطقة “شبشير الحصة”، والسبب فى ذلك أن أهالى تلك المنطقة كانوا يعرفونه حين عمل بينهم فترة، فتوجهوا إليه وطلبوا منه أن يكون معهم، ودبروا هم مقر العيادة على نفقتهم. هناك فى “شبشير الحصة” قيمة الكشف خمسة جنيهات فقط، وتحليل! ومشالى لا يكشف ويحدد العلاج فقط بل يتولى بنفسه القيام بالتحاليل اللازمة للمرضى، ليوفر عليهم نفقات المعامل.

لم يكن الدكتور مشالي يملك هاتف نقال أو سيارة خاصة إلا أنه ملك محبة الناس أينما تحرك.، فحين يغادر عيادة “شبشير”، كان يلوح بكفه لأي سيارة مارة، فتتوقف على الفور وتقوم بتوصيله، لأن الجميع يعرفون الدكتور مشالي.

وقد روى الدكتور مشالي قبيل رحيله إنه لا ينسى تأثير كتاب طه حسين “المعذبون فى الأرض” خاصة الإهداء الذى جاء فى مقدمته: “إلى الذين يجدون ما لا ينفقون، وإلى الذين لا يجدون ما ينفقون”.

الميادين