طبيب سوري يوجه انتقادات لاذعة لوزارة الصحة!
كورونا…والاوبئة….والصحة, إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا
د هشام ديواني
مع بداية حديث العالم عن كورونا كنت في جلسات الأصدقاء أقول(الله يسترنا لو دخلت لعندنا فستنتشر انتشار النار في الهشيم) واستبشرنا خيرا بالإجراءات المتخذة وإغلاق الفعاليات التي تؤدي إلى الانتشار….وفجأة الفريق الذي نصب نفسه مسؤول يعلن عن إلغاء كافة الإجراءات والعودة للمربع الأول بالرغم من كل التحذيرات…. وها هي كورونا تأخذ أبعادها من جديد وتنتشر بشكل سريع وخاصة في الجسم الطبي وفريقنا يقف عاجزا أو خائفا من التصريح فمرة يؤكد على الربح بالدولار من المسافر وتارة أخرى يحاول تشغيل فندق المطار وكل ذلك لم يخطر بباله عزم الفريق عن التصدي وإجراء المسحات أو الفحوصات لمن تظهر عليه أعراض ويتم صرف المريض للمنزل وما كتب عن وضع المشافي كثير لدرجة أن المواطن صارت لديه قناعة مسبقة بعدم الذهاب وهذا اراح كثير الفريق وما يدعي أنها مشاف مجهزة وبدأنا نتلقى الاتصالات الهاتفية عن الأدوية والإجراءات ولا نستطيع إخبار من يتواصل عن المكان المناسب للمراجعة …وبهذا الصدد أذكر المسؤولين عن بعض الحقائق لوزارة الصحة:
أولا لايوجد مطلقا في البلد قانون صحة عامة وهذا أمر له أهميته في كل دول العالم وعندما عملنا على العمل عليه تم ضربه عرض الحائط ولم يهتم رأس الهرم في الوزارة بذلك بسبب بسيط أنه لايعرف ماذا تعني الصحة العامة وكل مايعرفه وجود مخابر صحة عامة لاتقوم بواحد بالمئة مما هو مناط بها.
ثانيا مايشاع عن وجود فرق تقصي هو على الورق فقط ولم نقرأ أي تقرير علمي بذلك.
ثالثا كانت الوزارة بالسابق تصدر تقارير دورية عن الأمراض السارية والمعدية والجائحات وتلزم الأطباء بتعبئة تقرير عن اي مرض معد ولكن هذا اختفى بفضل العمل لجهابذة الصحة بسبب بسيط عدم المعرفة.
رابعا هنالك أمراض تنتشر في القطر وتفتك بالمواطنين مثلها مثل الكورونا ولا متابعة ولا علاج ولا تقرير مثل اللايشمانيا والبلهارسيا وغيرها.
خامسا أين نحن من اللوائح الصحية العالمية ومتابعتها فقد كانت يوما ما مشروع وفجأة اختفى!
سادسا لغة الأرقام غائبة في وزارة الصحة ومؤسساتها فاتحداها أن تعطي نسب للامراض ونوعها وانتشارها في المحافظات وكل شيء بفشلهم يردونه على الحرب الكونية والإرهاب طيب بدنا إحصاءات مدينة دمشق فقط واين مركز متابعة السرطانات مثلا ولماذا اغلق وما هي الأورام المنتشرة…طيب نسبة مرضى السكري أو التصلب اللويحي او التهاب الكبد وهي مشاريع تصرف عليها مئات الملايين.
سابعا هلكونا بتصاريحهم عن المعالجة المجانية للمواطن وهي كذبة كبيرة يتذرعون بها دائما فهل مشافينا العامة تقدم الخدمات اللائقة للمواطن وهل يوجد تعقيم كاف بها وهل يتوفر الشرشف النظيف والمخدة والحمامات اللائقة والطعام المناسب والفحوصات المخبرية والأدوية ولماذا تنتشر المخابر والصيدليات حول مشاف القطاع العام ؟ واين هو التوزع الجغرافي للمشافي ففي دمشق كل المشافي تقريبا على خط واحد طوله ٣ كم وعرضه فقط ١٠٠ إلى ٢٠٠ متر فعلى سبيل المثال مشفى المجتهد ومشفى التوليد الجامعي والمواساة والأسد الجامعي ومشفى الاطفال وال٦٠١ كلها ضمن هذه الحدود اما مشفى ابن النفيس وما يحيط به فهو بالأصل مركز لامراض السل وبالمقاييس لا يعتبر مشفى وبنيت حوله عشوائيات لمشفى عيون وكلية ومركز يحمل اسما كبيرا هو مركز الدراسات الاستراتيجية وكأن من الاجدى أن يكون هذا المكان مدينة طبية متكاملة.
ثامنا ونحن بصدد الحديث عن الكلف فقد أجريت دراسة عام ٢٠١٠ بالتعاون بين وزارة الصحة وجامعة دمشق والاتحاد الأوروبي عن كلفة المواطن السوري بالعلاج وبالاختصار تصرف الدولة ١٠٢ دولار على كل مواطن وكل مواطن يصرف من جيبه ذات الرقم فتصور كمية الإنفاق على الصحة في القطر إن رتبت بقانون ضمان صحي اليست كافية للتصدي لكل الأمراض والجائحات وإعطاء الفريق الذي يعمل بهذا القطاع الاجر الحقيقي الذي يغنيه عن العمل بالقطاع الخاص والعام كي لايستغل القطاع الخاص جهود القطاع العام من كوادر مدربة وتجهيزات وتحويل مرضى كما ورد في الخطة الخمسية العاشرة والأخيرة والتي طبق منها لقطاع الصحة ١% فقط …
في الجعبة أحاديث كثيرة واقول فقط كفى كذبا واعملوا بما يرضي الله والوطن ومن نصبكم بهذه المواقع…كونوا صادقين مع انفسكم والا تنحوا وتذكروا المادة ٢٢ من الدستور والتي تنص على أن الدولة تكفل المواطن في حال المرض والعجز والشيخوخة والكفالة تعني الالتزام
منذ يومين صديق اخبرني هاتفيا وقال تعال نعود للعمل بالصحة لأن الأمور تبدو مزرية…فأخبرته لن يقبلونا لأننا نؤمن بالعمل الجماعي المخطط له وليس القرارات الارتجالية التي تخدم مصالح البعض
أقول قولي هذا واستميحكم عذرا على الاطالة ولكن مايدور من وباء وتقصير أوجب الكتابة
دمتم بخير وانشاء الله تمر الأزمة بدون كوارث على الوطن
الدكتور هشام ديواني – المصدر: صاحبة الجلالة
إقرأ أيضاً: وفاة الطبيب السوري باسم عمران بفايروس “كورونا” في السعودية