الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز
تعرفوا على أشهر الأساطير الفرعونية

تعرفوا على أشهر الأساطير الفرعونية

شام تايمز

تعرفوا على أشهر الأساطير الفرعونية

شام تايمز

تعد الأساطير صورة من عقيدة المصريين القدماء، التي يعرفها رجال الدين والمثقفون، لا تلك الأفكار الساذجة التي تتلاءم مع عقلية الجماهير، اخترعها الكهنة لتقريب الدين إلى عقل الشعب. وقد جمعت هذه الأساطير بين الخيال، والحكمة، والفلسفة. وتناولت الصراع الأزلي بين الخير والشر، كما في أسطورة إيزيس وأوزيريس، أشهر الأساطير المصرية القديمة.

شام تايمز

ولكن تلك الأسطورة ليست الوحيدة؛ فالتاريخ المصري القديم عامر بفنون الأدب، التي تنم عن براعة المصري القديم وحكمته. في السطور التالية، نتناول بعض تلك الأساطير الخالدة، التي تتوافق في مغزاها مع جميع الأديان، وتتخلل كافة العقائد.
4 أساطير مصرية عن «كيف بدأ الخلق؟»

تعددت أساطير الخلق عند المصريين؛ وكان السبب في ذلك أن ديانتهم كانت محلية الطبع. يقول أوجين كروز، الباحث بجامعة أريزونا الشمالية: «كان لكل مدينة أو منطقة معبودها الراعي لها. وكانت المعابد تُقام على المواقع التي يفترض أن الخلق قد تم فيها. وكانت تتخذ كل مدينة قصة للخلق، يكون معبودها فيها هو الخالق».

وإجمالًا توجد أربع أساطير مصرية رئيسية حول نشأة الكون، إلى جانب نظريات أخرى فرعية، وترتبط كل واحدة منها بالمدينة التي نشأت بها. وفي مدينة «هليوبوليس»، مدينة الشمس، الواقعة جنوب الدلتا، والتي كانت مهد كافة الآلهة، نشأت واحدة من تلك الأساطير الرئيسية.

تقول الأسطورة الأولى، إن الكون نشأ من ماء غير مشكل يسمى «نون»، انبثق منه الإله آتوم الذي ظهر فوق ربوة تسمى «الربوة الأولى» أو «ربوة الخلق». وأن الإله آتوم، سيد السماء، خلق مدينة هليوبوليس، وخلق أيضًا ثمانية آلهة آخرين، هم: شو، وتفنوت، وجب، ونوت، وإيزيس، وأوزيريس، وست، ونفتيس. وكان يُطلق على هؤلاء الآلهة الثمانية ومعهم آتوم، «التاسوع المقدس».

في حين جرت الأسطورة الثانية في مدينة «منف (ممفيس)»، وتمركزت حول الإله «بتاح». وحاول كهنة منف تمجيد الإله بتاح، وجعلوه في أسطورة نشأة الكون الخالق الأكبر. واعتقدوا أن بتاح كانت لديه القوة ليخلق أعضاء التاسوع المقدس، بما فيهم آتوم، فقط من خلال التلفظ بأسمائهم.

أما الأسطورة الثالثة، تأتينا من «هيرموبوليس»، مدينة الأشمونيين، والتي تضمنت قصة الخلق بها مجموعة أخرى من الآلهة. ضمت هذه المجموعة ثمانية أعضاء، هم: نو، ونونت، وحو، وحوحت، وكوك، وكوكت، وآمون، وآمونت. وكونت هذه الآلهة «ثامون هرموبوليس».

وأخيرًا في طيبة، تلك المدينة المهمة الواقعة على بعد بعض مئات الأميال من هيرموبوليس، اجتمع الكهنة على آمون وحده. ومع أنه كان أحد أعضاء الثامون، فإن كهنة طيبة اعتقدوا أنه هو الذي وُجد قبل باقي الأعضاء الثمانية. لذلك؛ أصبح عندهم الأول الذي منح الوجود للأوائل، كما يروي دون ناردو في كتابه «الأساطير المصرية».

أسطورة أوزيريس وسِت.. خطيئة المكر والغيرة

في هذه الأسطورة، نرى كيف ينتصر الخير على الشر حتى وإن علا الشر لفترة من الزمن؛ فإن الحق يظهر في النهاية ويدمغه. تحكي الأسطورة أن الإله المحارب سِت وزوجته نفتيس، أعدا وليمة كبيرة لم تشهد مصر مثلها من قبل، في قاعة مزينة للاحتفال، يتوسطها صندوق خشبي بديع. ودعيا جميع الآلهة المهمين، وبعض الأقل أهمية منهم، إلى جانب عدد من ملوك البلاد المجاورة. وكان من أبرز المدعوين الإله أوزيريس، الذي حكم مصر كلها وجلب لأهلها الرخاء.

وفي أثناء الاحتفال، أعلن سِت مسابقة من يفوز بها، يربح ذلك الصندوق العجيب. وكانت شروطها بسيطة، أن يجرب الحضور الدخول في ذلك الصندوق، فإذا كان حجم من يدخله متوافقًا مع جسده، يصبح الصندوق له. وواحدًا تلو الآخر، حاول الحضور تجربة الأمر، ولكن الحظ لم يحالف أحدًا منهم.

وأخيرًا جاء دور أوزيريس، وبينما هو يجرب الصندوق، لاحظ الجميع أنه ملائم له تمامًا. إنه فوز جديد للإله الذي لا يخطئ. ولم يكن يعلم أوزيريس ولا أي من الحضور، أن الأمر كله محض خدعة. الصندوق الخشبي الذي خطف أنظار الجميع، كان تابوتًا. وبينما كان أوزيريس بداخله، أغلق سِت الغطاء وأقفل عليه بإحكام، وأمر بإلقائه في النيل.

كان سِت قد بنى ذلك التابوت خصيصًا للإيقاع بأخيه، وخطط الحفل للإيقاع به. ذلك لأنه لطالما شعر بالغيرة من حكم أخيه الناجح، وكان يأمل في أن يحل مكانه في حكم مصر بأكملها. وبعد أن أُلقي بالتابوت في النيل، حملته الأمواج إلى مياه البحر المتوسط، وأخذ يتحرك معها حتى وصل إلى البر بالقرب من شاطئ بيبلوس، حيث نمت شجرة كبيرة حوله. فما مصيره بعد ذلك؟ تخبرنا الأسطورة التالية بذلك.

أسطورة إيزيس وأوزيريس.. وفاء زوجة وعزيمة لا تخور

كسا جوهر الإله الذي بداخل التابوت الشجرة بهالة مقدسة حولها، وعندما لاحظها ملك بيبلوس؛ أمر بقطع الشجرة، وإحضارها إلى قصره، دون أن يعلم أن التابوت يحوي بداخله أقوى آلهة مصر.

بدا انتصار سِت مكتملًا بإطاحة أخيه من على العرش، وإخفاء جثته في تابوت ذهب مع الريح. ولكنه لم يضع في الحسبان أخته الإلهة إيزيس، زوجة أوزيريس، والتي كانت عازمة على تقفي أثره والعثور عليه. وبمساعدة نفتيس زوجة سِت، دون علمه. تحولت الشقيقتان إلى صقرين، وحلقتا بعيدًا فوق سماوات أراض عدة بحثًا عن الإله المفقود.

وفي أثناء بحثهم في بيبلوس، أرشدهم بعض الأطفال الذين رأوا التابوت يطفو بقربهم إلى حيث نُقل إلى قصر الملك. ذهبت إيزيس إلى القصر وكشفت عن هويتها، وطلبت أن تأخذ الشجرة. وعندما أخرجت التابوت من جذع الشجرة وفتحته، وجدت أوزيريس زوجها المفقود ميتًا بداخله.

حملت إيزيس المكلومة جثمان زوجها معها إلى مصر، وعيناها تقطر دموع الحسرة والأسى. ولدى وصولها أرض الوطن، أخفت جثمانه في مكان لا يصل إليه أحد. وانطلقت في رحلة جديدة عزمت فيها على إيجاد طريقة تعيد بها زوجها إلى الحياة. وبينما هي غارقة في بحثها، عثر سِت على الجثمان، وقطعه إلى عدة أجزاء، وألقى بها في مختلف أنحاء مصر.

ومرة أخرى، فقدت إيزيس زوجها الذي ما لبثت أن عثرت عليه حتى اختفى من جديد. لكنها لم تيأس وعادت لتبحث عنه هذه المرة بعزم من حديد. وفي قارب مصنوع من البردي، أبحرت الزوجة الوفية باحثة عن أجزاء جثة زوجها، التي توزعت على أرجاء مصر. وواحدة تلو الأخرى، نجحت إيزيس في العثور على القطع المتناثرة، واستعادت القطع عدا واحدة.

وبالعمل على الأجزاء التي عثرت عليها، تمكنت إيزيس من إعادة إحياء زوجها بمساعدة أنوبيس، إله الموتى. ولكن مع غياب تلك القطعة الأخيرة، ظل أوزيريس منتقصًا ولم يتمكن من البقاء مع الأحياء، والعودة إلى منصبه القديم حاكمًا لمصر. ونتيجةً لذلك، غادر الدنيا ليحكم «دوات»، عالم الأموات في الديانة المصرية القديمة. ولكنه لم يرحل قبل أن يترك من يثأر له.

أسطورة حورس وست.. ما ضاع حق وراءه مُطالب

تخبرنا هذه الأسطورة، كيف تمكن الإله حورس من هزيمة عمه الإله ست، واسترداد عرش أبيه، الذي استولى عليه ست بالخديعة والمكر. قبل مغادرة أوزيريس عالم الأحياء، كان قد أنجب من إيزيس ابنهما الإله حورس، الذي تعهد بأن ينتقم لأبيه، ويهزم ست الذي اغتصب العرش الذي كان من حقه. وكان حورس الإله الصقر، الذي تُنبئ له بأنه سيملك السماء، ويمحو عصور الظلام والإرهاب الذي ألحقه ست بمصر.

وبعد أن أصبح شابًا، طالب حورس بحقه في العرش الذي استولى عليه عمه. واستدعى حورس تاسوع الآلهة وطلب منهم النظر في شكواه المتعلقة بالعرش الذي كان ملكًا لأبيه. أقيمت محاكمة لحل النزاع، وشارك فيها الآلهة برئاسة رع إله الشمس. وبعد مجادلات طويلة، استقر الأمر على أن يجري القتال بين ست وحورس، ومن يفوز فيه يثبت أنه الأقوى، والأحق بالحكم.

دارت سلسلة من الاشتباكات الهائلة بين حورس وست؛ لتحديد من سيكون الأجدر بالجلوس على العرش. وبعد معارك ومشادات كثيرة، أنهى أوزيريس، سيد العالم السفلي، النزاع بين الجميع، بخطاب أرسله لهيئة المحكمة العليا. وقال فيه: «لم يكن يجدر بكم أن تمنعوا ابني من ميراثه الشرعي، ويجب أن تعطوه له على الفور. لا يدفعكم حمقكم لتحدي إرادتي؛ فهناك أفاعي ومخلوقات أخرى بغيضة يمكنني أن أعطيها الحرية في تدمير سطح الأرض. واعلموا أنه حتى أنتم أيها الآلهة لا بد أن تغوصوا في النهاية خلف الأفق في مملكتي، وهناك ستكونون في قبضتي جاهزين لتلقي غضبي وعقابي».

جعلت هذه التهديدات الآلهة يفكرون مرة ثانية، ونصبوا حورس ملكًا على مصر. أما عن عمه الإله ست، فأخذه رع في السماء. ومنذ ذلك الحين، وصوت ست يُسمع بوضوح على هيئة الرعد.

أسطورة أنوبيس.. إله التحنيط وحامي المقابر

يعد أنوبيس أحد أقدم الآلهة المصرية القديمة، وتقول الأساطير إنه الابن الرابع لرع، وقيل أيضًا إنه شقيق حورس، والابن غير الشرعي لأوزيريس من نفتيس زوجة ست. وحين ولدته نفتيس خشيت من بطش زوجها، وتخلت عنه؛ فعطفت عليه خالته إيزيس وربته مع ابنها حورس، وعلمته الطب، والتحنيط، ولغة البشر. لذلك؛ كان هو من حنط والده أوزيريس، بمساعدة والدته وخالته.

وكان أنوبيس إله التحنيط، وحامي المقابر، يتمثل في هيئة رجل برأس ابن آوى أسود اللون، يمكن ملاحظته في كثير من الرسومات الفرعونية، التي تصور الطقوس الجنائزية. ومن ألقابه، رئيس السرادق الإلهي حيث تجري عملية التحنيط، لأنه حنط أوزيريس، وصار راعي خبراء التحنيط. وكان أيضًا يقود الموتى في العالم الآخر، ويشرف على وزن قلوب الموتى بميزان العدالة.

وفي عهد المملكة القديمة (2575 – 2130 ق.م)، كان أنوبيس الإله الرئيسي للموتى، قبل أن يرتفع أوزيريس إلى الصدارة ربًّا للعالم السفلي. وفي أسطورة أوزيريس المصورة على تابوت سوبك عا، من الدولة الوسطى، في لوحة موجودة في متحف برلين، يظهر فيها أنوبيس وهو يُحنط جسد أوزيريس. ويظهر أنوبيس في المشاهد الجنائزية، وهو يرشد المتوفى إلى أوزيريس في ساحة العدالة.

ساسة بوست

اقرأ أيضا: هذا هو سرّ الشباب.. رجل عمره 53 عاما ويبدو في سن 25

شام تايمز
شام تايمز