سوريا.. هل هذا معقول؟!
هل يعقل اليوم في القرن الحادي والعشرين، زمن الأتمتة والمعلوماتية، أن يذهب مواطن يريد إجراء فحص PCR قبل سفره، إلى مكان الفحص ليقدم طلباً، ثم يأخذ منهم وصلاً، لينطلق بعدها إلى المصرف التجاري كي يدفع المبلغ في مكان آخر من دمشق، ومن ثم ينتقل إلى مكان ثالث في منطقة الزبلطاني ليعطيهم وصل الدفع ويستلم النتيجة..!؟. كذلك هل يعقل أن المواطن العائد إلى وطنه، والذي عليه أن يدفع 100 دولار فيزا دخول، أن يدفعها عند الحدود ويستلم الوصل، ثم يذهب للمصرف في منتصف العاصمة ليستلم المبلغ بالعملة السورية!؟
لماذا تستطيعون استلام المبلغ منه عند الحدود ولا تستطيعون تسليمه المبلغ بالسوري في المكان نفسه..!؟
وهل يعقل أن تتعمد الطبيبة المسؤولة عن لجنة فحص العاملين، في الدولة في “باب مصلى”، إذلال المراجع و”شنططته”، بإدعائها إضاعة تقارير استراحات مرضية، لا تزال بين يديها، لمرضى يكفيهم ما فيهم وما يعانونه.. فقط لأن مزاجها عكر، وتشمئز من المواطن إن أراد استيضاح أمر ما، كيلا “يدوخ السبع دوخات”!؟
تفعل ذلك رغم أن المراجع ما يزال أمامها، وبمفرده في الغرفة الواسعة، وتم تسجيل تقريره أصولاً أمامها، وحين يقول أنه سيتقدم بشكوى، يبلغ بها الأمر مبلغ إعلانها بأنها لا يهمها الشكوى لوزارة الصحة، ولا حتى لوزيرها، علماً أن عدد المراجعين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ينتظمون بدورهم، ويلتزمون تطبيق الإجراءات الاحترازية..!؟
وهل يعقل أن يسمح للمواطن بالحصول على إخراج قيد من مراكز خدمة المواطن في دمشق، ومن غير المسموح حصوله على ما يسمى “قاعدة بياناته” العائلية، وهي وثيقة مرتبطة بإخراج القيد، إلا من منطقة نفوسه حصراً، مهما بَعُدت عن العاصمة، إن أراد استخراج ما هو مطلوب من الثبوتيات لتنظيم ضبط شرطة لإعادة الحصول على بدل ضائع لهويته..!؟ علماً أن هذه الخدمة (ونقصد مستند قاعدة البيانات) تُعطى لمواطني بعض المحافظات في نفوس دمشق، ما معناه بالإمكان إعطاؤها لكل مواطن سوري في دمشق..!
والسؤال: لماذا تكبدون المواطن عناء وتكاليف السفر التي تصل لآلاف الليرات كرمى مستند بسيط يمكن استخراجه من دمشق..؟! لسان حال المواطن يقول: لماذا لا تأخذون ذلك المبلغ فتريحونا وتربحون..!؟
غيض من فيض بيروقراطية غريبة عجيبة تنهك يوميات المواطن المنهكة أصلاً بمئات التفاصيل “الصغيرة” القابلة للحل بـ “شخطة” قلم، لكن – على ما يبدو – هناك من يتلذذ بألم ومعاناة المواطن، فأين أنتم أيها المسؤولون الذين طالما تفاخرتم بإنجازاتكم “المعلوماتية” في “حكومتكم الذكية”!؟ هل بلغت عتبة الإحساس حد العدم!؟
صحيفة البعث