“قانون قيصر” هو مرحلة جديدة من العدوان على سوريا، وحرق المحاصيل الزراعية والاعتداءات الاسرائيلية، غير منفصلة عنه هذا ما أكده الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمته أمام أعضاء مجلس الشعب.
الأسد قال إنه “لا تمييز بين الصهيوني والأخونجي التركي واللص الاميركي”، هم اجتمعوا على هدف واحد، هو تدمير سوريا ونهب ثرواتها، فهي جزء من صراع دولي يقوده الغرب لإبقاء سيطرته التي اهتزت في العالم مع صعود قوى كبرى أخرى.
وكانت لفلسطين رسالة من الأسد أنها باقية في قلب دمشق، مشدداً على حق بلاده في استعادة الجولان المحتل فهي أرض سورية، لا يغير من وضعها قرار ضم من كيان غير شرعي أو تصريح من نظام أميركي غير أخلاقي.
الأسد تحدث في كلمته عن ترافق “قانون قيصر” مع حرق المحاصيل، وأضاف أن قيصر حالة إعلامية أكبر من إجراءاته الفعلية، لافتاً إلى أن الضربات الإسرائيلية في البادية هي عنوان لمرحلة جديدة من التصعيد.
في سياق موازٍ، إدلب وشمالي حلب والقامشلي، أبرز مناطق الوجود التركي المباشر في سوريا، وهي مناطق أكدت أنقرة مؤخراً نيتها زيادة عديد قواتها فيها.
أنقرة تدعم بشكل علني، عدداً من الجماعات المسلحة في تلك المناطق، وعلى رأسها ما يسمى “الجيش الحر”.
الاحتلال التركي في سوريا لا يقتصر على الحضور العسكري، فأنقرة تتصرف مع المناطق التي تتوغل فيها على أنها خاضعة لسيادتها، كإدخال اللغة التركية في المناهج الدراسية، وإجبار السكان على التعامل بالليرة التركية، فضلاً عن إنشاء مقار حكومية تابعة لها مباشرة، أو عبر المجموعات المسلحة، وذلك في إطار سياسة تتريك تلك المناطق.
و”التتريك” أحد أهداف أنقرة للوصول إلى ضم المناطق التي تتمركز فيها، ما يكرس واقع الانفصال الذي تريد تركيا فرضه بتوطين فئة محددة على حساب سكان المناطق الأصليين.
وسبق أن اتهمت جهات عديدة، بينها حقوقية، القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها بالتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي شمال سوريا.
يقول عضو مجلس الشعب السوري، خالد العبود، إن “مقاربة الأسد بشأن وصفه للتركي والصهيوني والأميركي دقيقة”.
ويضيف في حديث مع الميادين، أن “العنوان الذي يجمع تركيا وأميركا وإسرائيل هو احتلال الأراضي السورية”، مؤكداً أن واشنطن “فشلت في لي ذراع الرئيس الأسد بشأن موقفه من تل أبيب، ولذلك وقفت بوجهه”.
وأشار العبود إلى أن “الولايات المتحدة والدول التي شاركت في العدوان هدفها السيطرة على سوريا”، موضحاً أن “السياسة التي تعتمدها أميركا جعلتها تهزم في أكثر من ملف دولي”.
ولفت إلى أن “العدوان على سوريا سبق قانون قيصر عبر فرض الحصار لسنوات”، مشدداً على أن الأسد كان يدرك أن إردوغان سعى من خلال المحادثات إلى انتزاع ما فشل عن تحقيقه في الميدان”.
من جهته، محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة “واشنطن تايمز”، دان بويلان، قال إنه “من منظور الإسد، فإن تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل هم على نفس القارب”.
وأضاف بويلان للميادين، أن “في واشنطن وتل أبيب وأنقرة، يعتبرون أنه لولا الدعم الإيراني لما بقيت القيادة السورية الحالية في السلطة”، محذراً من أن إردوغان “بات بإمكانه شراء الكثير من الممتلكات شمال سوريا مع انهيار الليرة السورية”.
بدورها، مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ايلينا سوبونينا، قالت إن “الوجود التركي والأميركي في سوريا غير شرعي”.
وأوضحت سوبونينا للميادين، أن “تركيا تعرف موقف موسكو بأنه عليها الانسحاب من سوريا في نهاية المطاف”، لافتةً إلى أن “الولايات المتحدة راهنت على تغيير النظام في سوريا، لكنها فشلت”.
وشددت على أنه “بالنسبة لموسكو فقد دقت ساعة إطلاق قطار الحل في سوريا”، منوهة إلى أن “السياسة الأميركية ما زالت متضاربة وغير واضحة بشأن سوريا والمنطقة بشكل عام”.
وذكرت سوبونينا، أن “الولايات المتحدة لم تشارك بدور إيجابي لحل الأزمة السورية”، مؤكدة أن “هدف روسيا هو انسحاب القوات التركية من شمال سوريا في أقرب وقت”.
وأشارت سوبونينا إلى أن “القضاء على الإرهابيين في محافظة ادلب هو من أولويات روسيا”، داعيةً إلى “طرح موضوع التتريك في سوريا في جامعة الدول العربية”.
الميادين
اقرأ ايضاً: انفجار المرفأ: بالأسماء… هؤلاء كانوا يعلمون