عزا أصحاب مشافي خاصة في حلب لـ«الوطن» ارتفاع فاتورة استقبال مرضى فيروس كورونا المستجد إلى أعباء ومعوقات تعترض عملها وتلعب دوراً في زيادة تكاليف الغرف والأقسام المتخصصة بعزل هؤلاء المرضى ومعالجتهم.
وتتراوح الإقامة لليلة واحدة لمريض «كورونا» موضوع على منفسة لليلة واحدة في مشافي حلب الخاصة، التي وفرت خدمة استقبال مرضى الفيروس المستجد، بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ألف ليرة سورية وأقل من ذلك للمرضى المحتاجين إلى أوكسجين، مع تحملها تكاليف العلاج كافة.
ولمناقشة طرق تفعيل استقبال المرضى المصابين بمرض كورونا ومراجعة طرق العزل والحجر الصحي للمرضى ومناقشة وضع العاملين من أطباء وفنيين وغيرهم من ناحية الأجور ودفع تعويض أعمال خطرة لهم، عقدت «جمعية المشافي الخاصة بحلب» اجتماعاً تدارس فيه أصحاب المشافي الخاصة هذه المستجدات، بعد أن وفرت ١٢٩ سريراً و٤١ منفسة لمرضى «كوفيد- ١٩».
وعلمت «الوطن» من مصادر داخل الاجتماع أن أصحاب المشافي الخاصة تحدثوا عن معاناتهم في تأمين الأدوية الأساسية الخاصة بالمرض جراء النقص الشديد في بعضها، ولاسيما اللازمة للعنايات المشددة، ما يضطرهم إلى تأمينها بأسعار مضاعفة.
وأوضح مدير مشفى خاص لـ«الوطن» أن بعض مديري المشافي اشتكوا من تعطل العمل في أقسام الجراحة وغيرها «بسبب عزوف الأطباء والمرضى عن العلاج في المشافي التي تستقبل مرضى كورونا، عدا زيادة ساعات التقنين الكهربائي، الأمر الذي يضطر المشفى إلى صرف كميات كبيرة من مادة المازوت للمحافظة على التكييف في أقسام العناية ولاستمرار عمل التجهيزات الطبية، وهو ما ينعكس على زيادة تعرفة استقبال هذا النوع من المرضى».
وقال آخر: «ارتفاع سعر مادة الأوكسجين إلى الضعف، أدى إلى ارتفاع في أسعار الإقامة في المشفى أو العنايات المشددة، وخصوصاً أن أقسام الكورونا يجري فيها استهلاك كميات كبيرة من الألبسة المعقمة والأفارولات والكمامات الخاصة بالعاملين في هذه الأقسام، كما أن التكاليف الناجمة عن مواد التعقيم من محاليل والأعباء الناجمة عن حفظ الجثث وتسليمها إلى الأهل أضاف أعباء ومصاريف إدارية رفعت أسعار تكلفة التشغيل في هذه المشافي».
وفي ظل قصور وغياب التعرفة عن هذه الأعمال خلص الاجتماع إلى حث أصحاب المشافي «على مراعاة ظروف المواطنين المعيشية، وخاصة في ظل ارتفاع أسعار الأدوية والتحاليل إلى ثلاثة أضعاف على الأقل»، وفق قول المدير التنفيذي لـ«جمعية المشافي الخاصة بحلب» الدكتور عرفان جعلوك لـ«الوطن»، والذي شكر المشافي التي تقوم بواجبها في استقبال مثل هذه الحالات «رغم تعرض العديد من كوادرها للإصابة والتعطل عن العمل لمدد طويلة، إضافة إلى استشهاد عدد لا بأس به من هذه الكوادر نتيجة الإجهاد الذي تعرضوا له خلال عملهم واستنفارهم مع المرضى».
ولفت جعلوك إلى أن الاجتماع تمخض عن إضافة عدد من الأسرّة وغرف العناية المشددة الخاصة بالفيروس المستجد في مشافي حلب الخاصة «حيث انضم مشفيان إلى المشافي التي تستقبل حالات الإصابة بكورونا، وهما مشفى «الوطن» ومشفى «الأجاتي» بواقع ١٥ سريراً و٥ منافس».
إقرأ أيضاً: حلب تودّع خمسة من أطبائها في يوم واحد بسبب الكورونا