احتضنت مدينة حلب اليوم الخميس، شيوخ القبائل السورية ، في الملتقى الثالث للقبائل والعشائر السورية، بحضور ممثلين عن أكثر من 55 قبيلة وعشيرة عربية والذي حمل في دورته الحالية شعار “دعماً لانتفاضة العشائر ونصرةً لأبنائها في الجزيرة السورية ضد الاحتلالين الأمريكي والتركي وعملائهما”.
وركز الملتقى العشائري السوري، بالمجمل حول المحاور الرئيسية التي اختتم بها الملتقى السابق، والمتمثلة بدعم الجيش السوري والوقوف خلفه، والدعوة إلى الوحدة الوطنية والتماسك بين أبناء الشعب السوري، فيما تمحورت أبرز نقاط الملتقى التي أوضحها البيان الصادر عنه، حول مسألة رفض الوجود الأمريكي في الجزيرة السورية، ودعم الحراك الشعبي الذي تشهده مناطق الجزيرة السورية الواقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية و”قسد” شرق الفرات.
وتضمن بيان الملتقى الذي أقيم في فندق “شهباء حلب” وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من فيروس كورونا، نبذ الوجود الأجنبي غير المشروع في سوريا بشكل عام سواء التركي أو الأمريكي، ورفض العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد من قبل الولايات المتحدة، واستنكار محاولات بث الفتنة والشقاق بين القبائل العربية، من قبل “التحالف الدولي”، كما وجه ممثلو العشائر والقبائل مناشدة للرئيس السوري بشار الأسد لتشكيل مجلس للعشائر يكون رديفاً شعبياً تحت راية الجيش السوري.
وأوضح الشيخ أحمد الموح الشمّري شيخ عشيرة “البو ليل-شمّر” خلال حديثه لـ”سبوتنيك”، بأن العشائر السوري تهدف في الملتقى الحالي بحلب، لإيصال رسالة للداخل والخارج عن تصميم شيوخ العشائر والقبائل على “طرد القوات الأمريكية والتركية من الأراضي السورية”، مناشداً كل أبناء العشائر السورية للتكاتف ودعم الجيش السوري في مواجه الاحتلالين الأمريكي والتركي، مؤكداً دعم العشائر والقبائل لأبناء قبيلة “العكيدات” في مواجهة “قسد” والقوات الأمريكية.
وقال عيدان علي المحمد، أحد وجهاء قبيلة “الشرابين – عشيرة البوغالب” في القامشلي لـ”سبوتنيك”، بأن حضور ممثلي عشيرته للملتقى العشائري، يأتي لـ”مؤازرة أبناء قبيلة العكيدات الشرفاء في مواجهة الوجود الأمريكي الذي نهب الخيرات والثروة النفطية السورية”، معرباً عن تمنياته بأن تكون قرار الملتقى الحالي جدية وحاسمة لنصرة أبناء الجزيرة السورية.
بدوره إبراهيم الداير أحد شيوخ قبيلة “العكيدات-عشيرة الشعيطات”، وجه رسلة مقتضبة لأبناء الجزيرة العربية عبر “سبوتنيك”، أكد فيها بأن الكرامة لا يمكن أن تشترى بالمال، داعياً إياهم إلى الانتفاضة بشكل أكبر في مواجهة القوات الأمريكية و”قسد”.
ويعتبر الملتقى الأضخم من نوعه الذي تشهده البلاد منذ نحو عام، حيث يعد استكمالاً للمؤتمر التأسيسي الذي عقد في أثريا مطلع العام الماضي، إلا أن الملتقى الحالي يكتسب أهمية خاصة في ظل الحراك الشعبي الذي يشهده ريف دير الزور وخاصة من أبناء قبيلة “العكيدات”، الذين كانوا شكلوا مؤخراً، جيشاً عشائرياً تنوط به محاربة القوات الأمريكية و”قسد”، إبان إقدام مسلحي الأخيرة على تنفيذ عدة عمليات اغتيال بحق شيوخ وأعيان القبيلة.
وتسود مناطق سيطرة القوات الأمريكية ومسلحي “قوات سوريا الديمقراطية” الخاضع له في ريف دير الزور الشرقي منذ أكثر من أسبوع تظاهرات شعبية مطالبة بطرد الجيش الأمريكي ومسلحي “قسد” التي أمعنت في التنكيل بالأهالي وحصار عدد من القرى والبلدات واعتقال عشرات الشباب واستهدافها وجهاء وشيوخ العشائر وسرقة مقدرات وثروات منطقة الجزيرة من نفط وغاز وقمح.
سبوتنيك
اقرأ أيضا: السيسي يصدر أوامر للجيش المصري بـ “الاستعداد القتالي”