تتفنن الوزارات السورية كل حسب اختصاصها بتعذيب المواطن وبهدلته.
صيفا وشتاء ينعم السوريون باستفراد كل وزارة بإصدار القرارات القراقوشية التي تتجاهل أبسط حقائق الحياة اليومية وليتحمل المواطن.
يوم أمس الخميس سيّرت شركة أجنحة الشام رحلة إجلاء من دمشق إلى موسكو، على أن تعود خالية من دون ركاب ، لأنها لم تحصل على موافقة وزارتي النقل والصحة، معززتين بالرؤية الثاقبة للفريق الحكومي الخاص بحماية سورية من جائحة كورونا. “حرصاً على صحة المواطنين الذين يعيشون داخل سورية ومنعا لاستيراد الفايروس وعدوى كورونا من الخارج، متجاهلين حجم انتشار المرض داخل سورية”.
اي رؤية صائبة تلك اتي تمنع عودة السوريين الراغبين بالعودة إلى سورية والذين سجلوا أسماءهم في السفارة السورية في موسكو، وعودة الطائرة بلا ركاب من موسكو إلى دمشق، وبالمفارقة المضحكة والمحزنة في نفس الوقت، فهناك خط جوي لعودة السوريين من موسكو عبر اسطنبول مع انتظار ترانزيت عدة ساعات في مطار اسطنبول والعودة عن طريق مطار بيروت، مع حجز فندقي لمدة يومين وفحص PCR . ثم التوجه من بعدها إلى سورية . على حين تعود أجنحة الشام خالية الوفاض من موسكو.
أي حكمة وعبقرية تفتق بها عقل وزير الصحة ووزير النقل والفريق الحكومي في تعذيب المواطن بالعودة من موسكو عن طريق دول وخطوط طيران أخرى والانتظار ساعات في اسطنبول فبل الوصول إلى بيروت، والجميع يعرف حجم المعاناة التي يعانيها من يعود بهذه الطريقة فضلاً عن الكلف المادية.
ياللعجب وياللعبقرية والتفنن بوضع العصي في عجلة المواطن إذا بقي له عجلة أو نفس، أينما حل وأينما كان فهو تحت رحمة القرارات التعسفية التي يتخذها وزراء ومسؤولون لا علاقة لهم بمصلحة المواطن ومصلحة الدولة.
أي حكمة في أن يعود المواطن السوري من موسكو عبر اسطنبول، وبيروت بدلاً من العودة على طائرة بلاده مباشرة وليجري له اختبار PCR في مطار دمشق، لماذا نعذب المواطن بالسفر عبر دول أخرى وعلى خطوط طيران أخرى ونكلفه دفع ليلتين في فندق لبناني وتكلفة اختبار بعد تعذيبه وبهدلته في رحلة ماراثونية مرهقة في ظروف شديدة الصعوبة.
أي عقل جهنمي تخريبي يدير الحياة اليومية للسوريين الذين يمنع بعضهم من العودة على طائرة سورية؟ عبر مطار بلادهم بحجة الحفاظ على المواطن من فيروس كورنا، في الوقت الذي يجبرونه على الوقوف في دور يومي وكأنه يوم الحشر من الازدحام ليحصل علي ربطة خبر او كيلو رز أو علبة زيت.؟؟
المصدر: المشهد أونلاين
اقرأ أيضا: تأسيس معمل إسمنت في ريف دمشق