باتت حياة السوريين أشبه بدوامة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فما إن يخرج المواطن من مطب سالم معافى، حتى يقع بحفرة أكبر وأعمق..أما الطامة الكبرى في هذه الحياة فتكمن بالطبابة والمشافي، وبالأخص المشافي الخاصة، بعد توقف المشافي العامة عن استقبال المرضى بسبب ازدحامها بمرضى فايروس كورونا..
وهنا يجد المواطن نفسه أمام حلين أحلاهما مر، إما أن يترك مريضه يصارع الموت على فراشه حتى يلقى حتفه، أو يقوم بإسعافه إلى المستشفى ويدفع ما فوقه و تحته لانقاذه بعد أن باتت أسعار المشافي الخاصة تحلق عاليا” دونما هوادة..
مواطنون في مهب الريح
أشار فادي أنه عندما دخل إلى أحد المشافي الخاصة في دمشق لاسعاف أبيه إثر إصابته بنوبة قلبية مفاجأة، صدم بالأسعار التي أقل ما يقال عنها أنها سبع نجوم، فقد وصل سعر مبيت السرير الواحد في غرفة مشتركة 125 ألف ليرة سورية.. في حين أن وخز الإبرة ضمن المشفى قد وصلت تكلفتها نحو 15 ألف ليرة سورية..
أما أحمد الذي اضطر لإدخال والدته إلى قسم العناية المشددة في إحدى المشافي الخاصة أشار بأن تكلفة الغرفة لليلة الواحدة 350 ألف ليرة سورية.. ناهيك عن أسعار الأدوية اللاذعة داخل المشفى والتي لا تقارن أسعارها لا من قريب ولا من بعيد بأسعار أدوية الصيدليات خارج المشافي، على الرغم من ارتفاع أسعارها هي الأخرى..
في حين أكدت سحر أن بعض المشافي الخاصة تتمنع عن استقبال المرضى إذا لم يقوموا بتسديد مبلغ كسلفة قبل الدخول، والتي تتراوح ما بين 100 ألف حتى 300 ألف ليرة سورية حسب المستشفى..
أطباء في مهب الريح
من جانب آخر أشار خالد أحد الممرضين العاملين في أحد المشافي الخاصة بأن تعويضات الكوادر الطبية التي تحددها وزارة الصحة باتت قديمة ولا تتناسب مع الحياة المعيشية.. مضيفا أن من حق القطاع الطبي أن يتميز عن غيره من القطاعات الأخرى خاصة وسط جائحة كورونا التي بات يتعرض لها الكادر الطبي بشكل مباشر..
من جانبها أكدت الدكتورة ميس أن الحالة التي وصل إليها الأطباء باتت صعبة جدا” في ظل التوتر الذي يعيشونه، إثر إحتكاكهم المباشر مع مرضى كورونا.. وأضافت إن موت العديد من زملائنا أمام أعيننا دون أن يستطيع أحد مساعدتهم أمر ليس بالهين، كما أن فقدان أسرهم لهم يشكل عبء جديد عليهم.. فمن يعوض عائلاتهم المنكوبة ؟!!..
قرارات صعبة التنفيذ
قد نجد بأن قرار وزارة الصحة بإغلاق المستشفيات المخالفة أو التي تتقاضى تسعيرة عالية قرار مجحف، ويصعب تطبيقه، وخاصة في هذه الفترة الحرجة من ضعف القدرة الإستيعابية في المشافي العامة، والحاجة الماسة إلى منافس الأوكسجين، وغرف العناية المشددة إلى ما غير ذلك.. لكن بذات الوقت لا بد لوزارة الصحة أن تضرب بيد من حديد خاصة في هذه الأوقات العصيبة.. فطاقة المواطنين بدأت تتلاشى منهم رويدا” رويدا، وقواهم بدأت تنهار في ظل هذه الظروف الصعبة.. فهل من مجيب؟!!..
المشهد– رولا نويساتي
اقرأ ايضاً: جراء الصدمة.. وفاة والدة الطفل الذي قضى بحريق في جرمانا