لافروف يكشف رؤية موسكو للعقوبات الأمريكية على دمشق
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، حوارا خاصا مع وكالة “سبوتنيك”، كشف خلاله عن رؤية موسكو للعقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق، والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الليبي.
ما هو تقييمكم لخطة عقوبات “قيصر” الأمريكية التي لم تؤثر على سوريا فحسب، بل أثرت أيضاً على حلفاء دمشق؟ ما هي الحلول الجديدة التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع الإنساني في البلاد، مع مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة للغاية؟
لافروف: هذه الخطة، أو كما يسمونها” قانون قيصر”، تتضمن فرض عقوبات يرغبون في رؤيتها كأداة خنق للقيادة السورية. أصابت هذه العقوبات، في المقام الأول، المواطنين السوريين.
ناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، في نيويورك الوضع الإنساني في سوريا. دافع زملاؤنا الغربيون بحماس شديد عن القانون، قائلين إن العقوبات تهدف فقط إلى الحد من تصرفات المسؤولين السوريين، ولكن لنفترض أن الشعب السوري لم يتأثر بالعقوبات، لأن القانون ينص على وجود “استثناءات” والتي تتمثل بتوصيل الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى… ولكن هذه الدول لا تقدم أي امدادات من المنتجات إلى سوريا.
من جهة أخرى، يتزايد عدد الدول التي تدرك الحاجة إلى إعادة العلاقات مع سوريا، حيث أن العديد من الدول تدرك أن الاستمرار في فرض عقوبات خانقة على سوريا أمر غير مقبول على الإطلاق من منظور حقوق الإنسان، ونحن سنستمر في إدانة هذه الممارسة.
تتبنى الأمم المتحدة قرارات تتلخص في أن العقوبات أحادية الجانب غير شرعية وغير قانونية، كما أن العقوبات لا يمكن فرضها إلا من خلال مجلس الأمن وهذا هو الصك القانوني الوحيد القائم على القانون الدولي، وحاليا يتصدر جدول أعمالنا، حل المشاكل الإنسانية الحادة واستعادة الاقتصاد الذي دمرته الحرب، كما نعتبر أنه من الهام إشراك منظمات الأمم المتحدة في المساعدة الإنسانية لإعادة بناء سوريا، أما المرحلة التالية فتتمثل في تعزيز الجهود الدولية لاستعادة الاقتصاد والبنية التحتية”.
استأنفت السفارة الروسية في ليبيا عملها. هل ستكون قادرة بدرجة أو بأخرى على أن تصبح منبرًا للحوار بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق؟
لافروف: سفارتنا لا تزال تعمل من تونس. آمل أن تستأنف عملها في طرابلس قريبًا، الأمر متوقف على توفير الأمن هناك. وتتواصل السفارة مع جميع الأطراف الليبية وتعمل موسكو بالتعاون مع وزارة الخارجية والدفاع على بناء جسور الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة.
سعى معظم اللاعبين الخارجيين على مدى فترة طويلة، إلى التركيز والتعامل مع قوة سياسية واحدة التي كانوا يراهنون عليها، لقد تخلينا عن هذا النهج منذ البداية وكنا نتواصل ونستمر في التواصل مع جميع القوى السياسية في ليبيا دون استثناء، حيث زار المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج موسكو بداية العالم الجاري عشية مؤتمر برلين، والذي خلق أساسا جيد جدا. وقبل أيام أجرينا مشاورات مع زملائنا الأتراك في أنقرة. نواصل العمل بما في ذلك مع مصر والمغرب.سنحاول دعم هذه العملية والمساهمة في التسوية السياسية في ليبيا.
كيف تقيّمون آفاق التعاون الدولي بين روسيا ودول الخليج بشكل عام؟ ما هي الدول ذات الأولوية بالنسبة لروسيا في هذه المنطقة؟ هل تدرس روسيا إمكانية الوساطة لحل الأزمة القطرية؟
لقد كنا أول الدول التي عرضت البدء في وضع خطة طويلة الأجل للتنمية المستقرة لهذه المنطقة. في التسعينيات، اقترح الجانب الروسي مفهومًا لضمان الأمن والتعاون في منطقة الخليج الفارسي. منذ ذلك الحين، تم تحديث المفهوم عدة مرات.
المشكلة هي أن الإدارة الأمريكية الحالية شيطنت إيران في السنوات الأخيرة. وصنفتها بكونها المشكلة الرئيسية لهذه المنطقة ومناطق أخرى من العالم. تسعى الولايات المتحدة إلى اختزال الحوار برمته حول مشاكل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى “التهديد الإيراني”.
المشاكل تحتاج للتوصل إلى حل بطريقة مستدامة وموثوقة ومن خلال الاتفاق بين جميع الأطراف، في حين أن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تقوم على مبدأ معاقبة إيران، مشددة على أن تغيير النظام سيسمح للمنطقة بأكملها بالتنفس بحرية. هذا طريق مسدود. نحن على استعداد لتقديم الوساطة في أي قضية نزاع، إذا طلب جميع الأطراف منا ذلك. حتى الآن، لم نتلق مثل هذه الطلبات. نحافظ على علاقات جيدة مع جميع الدول دون استثناء، بما في ذلك مع جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي. الإدارة الأمريكية تحاول إقناع السعودية وحلفائها بعقد سلام مع قطر، نتمنى النجاح لأي جهود تهدف إلى توحيد الدول”.
اقرأ ايضاً: لبنان يعلن فتح حدوده للسوريين بشروط .. تعرّف إليها