السبت , نوفمبر 23 2024
الاعتداء على طبيبين في حلب يثير ضجة كبيرة

الاعتداء على طبيبين في حلب يثير ضجة كبيرة

أثارت حادثة الاعتداء على طبيبين معروفين في حلب أول من أمس زملاء المهنة الذين طالبوا بمحاسبة المعتدين وتشديد عقوبات التهجم عليهم بعد ازدياد مظاهر التنمر ضدهم، على حين دعت طبيبة نسائية إلى تدريس طلاب الطب البشري “مقرر الملاكمة والجودو والدفاع عن النفس حرصا على سلامة الأطباء”.

وبين المدير التنفيذي لـ “جمعية المشافي الخاصة بحلب” الدكتور عرفان جعلوك لـ “الوطن” أن أطباء المستشفى الطبي العربي قدموا كل الاجراءات الإسعافية اللازمة لمريضة مسنة “تعاني السكري والضغط والبدانة واعتلال العضلة”، إلا انه وعند إعلان الوفاة تهجم ذوو المريضة على الطبيب محمود ماردنللي (أستاذ القلبية في كلية الطب بجامعة حلب) وقاموا بالقائه امام درج باب المشفى على الأرض وضربه وركله بشكل وحشي، كما قاموا بدفع الدكتور جواد تركي (اختصاصي جراحة عامة وصاحب المستشفى)، ما أدى لإصابته برضوض أيضا، وأضاف إن هذا العمل “مدان اخلاقياً وحضارياً قبل أن يكون قانونياً، وللأسف فإن أحد أبناء المريضة وهو ضابط شرطة قد شارك في هذا الفعل الإجرامي بدلاً من أن يقوم بتهدئة المعتدين”! وحول وضع الطبيبين الصحي، أوضح جعلوك “أن الدكتور جواد تركي في طور الشفاء بعد إصابته برضوض في العمود الفقري “بينما الدكتور محمود ماردنللي لا يزال في المشفى، وقد أدخل أول من أمس إلى العناية المشددة بسبب حدوث ارتجاج دماغ، إضافة إلى رضوض وكدمات في نحاء الجسم مع جرح في فروة الرأس واختلال في التوازن”.

ولفت إلى أن الموضوع معروض أمام القضاء عند قاضي التحقيق الثامن عشر بعد ادعاء أصحاب العلاقة “ونحن عندنا ثقة بالقضاء لتحقيق العدالة وإدانة المجرمين، وستتدخل نقابة الأطباء بالدعوى المقامة، وكذلك جمعية المشافي الخاصة لكون الجرم والتعدي قد تما في أحد المشافي الأعضاء في الجمعية ويمس جميع الأطباء العاملين في المشافي، وتقوم الجمعية بتهدئة مشاعر هؤلاء الأطباء لمتابعة عملهم الإنساني من دون النظر لهذا الأمر الطارىء الذي لايعبر عن أخلاق شعبنا وممارساته”.

وطالب أعضاء مجلس الشعب ونقابة الأطباء “بإضافة مادة إلى قانون العقوبات تجرم التهجم على الطبيب، وتشدد العقوبة إذا حدث التهجم ضمن العيادة أو المشفى أسوة بالدول المجاورة مع دفع غرامة كبيرة في حال حدوث ذلك، لتكون العقوبة رادعة وإلا فإن الأطباء سيتهربون من معالجة أي مريض لديه مرض أو إصابة مميته خوفاً من تنمر وتهجم الأقارب والمرافقين”، وعزا التنمر ضد الأطباء إلى “ضعف الثقافة أولاً وعدم الثقة بالنظام القضائي، علاوة على الظروف العامة السيئة المحيطة بالمواطن، ما يجعله سريع الاستثارة”، وأشار إلى أنه وعلى الرغم من مطالبة العديد من الأطباء بتنظيم وقفة تضامنية تنديداً بما حدث مع زميليهم إلا أننا كجمعية “فضلنا اتخاذ الإجراءات القانونية فقط، وثقتنا عالية بمجلس نقابة الأطباء ورئيس فرع النقابة، وهم يتابعون تطورات القضية آنيا لإحقاق العدالة ومعاقبة المعتدين”.

وعلى الفور، تفاعل الكثير من أطباء حلب على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال الدكتور محمود العريان اختصاصي التوليد والجراحة النسائية والتنظيرية وأطفال الأنابيب وصاحب مشفى العريان الخاص تحت عنوان “أكلت عندما أكل الثور الأبيض”: “ماجرى في المشفى العربي يشكل تهديداً صريحاً لكل الأطباء والمشافي في حلب، وإذا لم تتحول القضية إلى قضية رأي عام فسوف يستسهل كل ماهب ودب إهانة الأطباء، يجب أن يكون للأطباء بقيادة النقابة موقف صارم وأبسط شي هو دعوة لوقفة تضامنية لكل أطباء حلب أمام المشفى العربي باللباس الأبيض مع تغطية إعلامية واسعة للموضوع … وإلا فسوف يتم لفلفة الموضوع والضابط يخرج بعد أيام بعقوبة مسلكية والخاسر هو الأطباء صحياً ومادياً ومعنوياً،وسوف يتكرر الموضوع وسوف يأتي الدور على الجميع ونحن نتفرج ونقول ياحرام والله ما بيستاهل، واعتبر هذا الكلام دعوة للنقابة لتأخذ دورها المكلفة به عند انتخابها”.

أما عضو مجلس نقابة أطباء سورية ونقيب أطباء حلب السابق الدكتور زاهر بطل، فكتب على صفحته في “الفيسبوك” حول الحادثة، قائلا: “برسم الجهات الحكومية والقضائية، لقد تغيرت الأخلاق وتبدلت وأصبحنا لانميز الصح من الخطأ، لقد بلغت الجرأة حد الوقاحة وعمت الفوضى في الأذهان حتى أصبحنا نرى التنمر والقدح والذم مسألة عادية لا بل يشارك البعض فيها وعلى الملأ وحتى على صفحات التواصل الاجتماعي التي أهم أهدافها التواصل والتقارب الاجتماعي، الأطباء الذين يهدرون أجمل أيام حياتهم بالدراسة والعمل والمثابرة والتضحية ويصلون الليل بالنهار من أجل العلم والمعرفة ويغادرون أوطانهم بحثاً عن الجديد في العلم .. بدل أن نكافئهم نرى أن البعض من أبناء جلدتنا يشتم ويسب ويسخر من الجيش الطبي وعلى العلن من دون رادع أو وازع أخلاقي ..

هذه كانت البداية التي فتحت المجال لأن يتجرأ البعض بأن يضرب ويركل ويهدد هؤلاء الأطباء.. اثنان من خيرة أطباء حلب والمشهود لهم بالعلم والمعرفة وحب الخير ومساعدة البسطاء وأساتذة جامعيون يتعرضون للضرب والركل على أيدي من ؟؟؟!!! على أيدي شباب بعيدين عن معاني الإنسانية. هذا ما حدث في المشفى الطبي العربي بحلب منذ يومين.. ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي وسنطالب كل الجهات القضائية والحكومية بالقصاص العادل ولن نرضى بأقل من ذلك”.

“الوطن”

اقرأ أيضا: الدكتور نبوغ العوا: قرار إزاحتي كان متوقعا وعلى وزير التربية الاعتذار لأطباء سوريا