بعد ليبيا.. تركيا ترسل مقاتلي المعارضة السورية الى أذربيجان!
عبد الله سليمان علي
تتزايد المؤشرات على بدء تركيا تنفيذ خطة لإرسال جيش من المرتزقة إلى دولة أذربيجان في القوقاز، لينضم هذا الجيش إلى قائمة جيوش المرتزقة التي سبق لتركيا أن زجّت بها في عدد من الجبهات الساخنة في المنطقة أهمها الجبهتان السورية والليبية.
وفي تسجيل لقيادي في الفصائل المسلحة السورية، ذكر فيه المتحدث أنه “تمت الموافقة بحمد الله على تسفير ألف شخص إلى أذربيجان”، وأضاف أنه “من 27 حتى 30 الشهر الجاري ستنطلق الطائرات”. وفي التسجيل الذي نشرته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على المعارضة السورية، طلب المتحدث الذي لم تُعرف هويته أن يجري تبليغ الأشخاص بالموافقة وأن يتم العمل على توزيع العدد الذي تمت الموافقة عليه على الكتل التي يمثلها هؤلاء، وشدد على أن “الأمور مشت مية بالمية بإذن الله تعالى” لتتبع ذلك صيحات التكبير من قبل الحاضرين.
وتواصل “النهار العربي” مع حساب سوري معارض على موقع “تلغرام” قام بنشر التسجيل، فأكد صحته مشيراً إلى “أن جهود أنقرة لحشد مئات المقاتلين من أجل إرسالهم إلى أذربيجان بدأ قبل أشهر عدة”.
ومنذ التصعيد الأخير بين أذربيجان وأرمينيا في تموز (يوليو ) الماضي، تضاربت الأنباء حول نية أنقرة تأسيس جيش جديد من المرتزقة من المقاتلين السوريين وإرساله إلى منطقة النزاع، وذلك ضمن مخطط واسع لإحياء طموحاتها العثمانية. ففي حين ذكرت تقارير إعلامية، أن المخابرات التركية بدأت عمليات تسجيل أسماء المرتزقة في مدينة عفرين التي تحتلها القوات التركية منذ العام 2018 من أجل الزجّ بهم في أذربيجان للقتال ضد الأرمن، صدر نفي لهذه المعلومات من سفارة أذربيجان في القاهرة.
ونقلت وسائل إعلام عربية، في شهر تموز (يوليو ) الماضي، عن مصادر في مدينة عفرين شمال سوريا والواقعة تحت سيطرة تركيا ان المخابرات التركية عمدت الى تسجيل أسماء المرتزقة وفي مقدمهم مرتزقة الفصائل التركمانية لزجهم في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.
ووفق موقع “أحوال تركية” تم تجميع عدد من المرتزقة التركمان وسط مدينة عفرين برعاية مسؤولين ساميين أتراك أتوا بعربات مصفحة من نوع جيب ووسط حراسة مشددة.
وأمام تصاعد الحديث عن تجنيد مرتزقة لمساندة الجيش الأذري نفت سفارة دولة أذربيجان لدى مصر تلك التقارير حيث قالت السفارة في تصريح صحافي “إن أذربيجان لديها قدرة على تحرير أراضيها بجيشها المقتدر، ولا تحتاج إلى مثل هذه الخطوات”.
وتدعم تركيا جيش أذربيجان فيما تدعم روسيا أرمينيا، حيث أسفرت الاشتباكات الحدودية في الأيام القليلة الماضية عن مقتل عدد من الجنود بين الطرفين.
وفي شهر آب (أغسطس) نقلت “وكالة أنباء هاوار” الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، الذراع السياسية لـ”قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، عن مصادرها أن أنقرة أرسلت الدفعة الأولى من المرتزقة السوريين إلى اذربيجان في نهاية شهر آب (أغسطس) عقب شهرين من التحضيرات لهذه العملية.
وفي منتصف الشهر الجاري أيلول (سبتمبر)، اتّهم وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان، تركيا بنقل مقاتلين أجانب إلى أذربيجان، لدعم السلطات المحلية في الصراعات الدائرة بين الدولتين، تنفيذاً لتهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتصدي لأرمينيا ومناصرة أذربيجان. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مناتساكانيان مع نظيره المصري سامح شكري في إطار زيارة قام إلى القاهرة، آنذاك.
وقد اعُتبر اتهام مناتساكانيان أنقرة بمثابة ردّ على تصريح لأردوغان في تموز (يوليو) الماضي قال فيه: “لن نتردد أبداً في التصدي لأيّ هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان”، كما صرّح إسماعيل دمير مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية في 20 تموز (يوليو) أن “صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائماً”.
وقد اعتبرت أرمينيا هذا التصريح تهديداً تركياً ضمنياً باستخدام القوة في النزاع القائم مع أذربيجان حول إقليم قره باغ الجبلي.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يصدر فيها دليل صوتي مسرّب يثبت صحة ما أشيع عن وجود خطة تركية لإنشاء جيش من المرتزقة من المسلحين السوريين وإرسالهم إلى أذربيجان.
ويكاد الأمر يتطابق مع الأداء التركي في إرسال مرتزقة إلى ليبيا، حيث بدأ الأمر بمجرد إشاعات غير مثبتة وسط إنكار تركي تامّ، إلى أن بدأت التسريبات الصوتية والصور والفيديوات المصورة تكشف حقيقة تواجد مقاتلين سوريين على الجبهات الليبية، الأمر الذي أصبح في ما بعد من العناصر الثابتة في المشهد الليبي.
النهار العربي