لجنة أمنية خلف الكواليس بين سورية وواشنطن
يبدو أن فتح قناة خاصة في المسار الأمني تحديدا بين المؤسسات السورية والأمريكية هي الخطوة الأكثر أهمية في السياق السوري الداخلي الإقليمي والتي تتفاعل اليوم على نطاق واسع.
ويؤشر دبلوماسيون غربيون على أن الحكومة السورية وبعد سلسلة التفاهمات الأمريكية الروسية على مفاصل محددة مؤخرا في المسألة السورية بدأ يطور من حسه البراغماتي في التعامل مع الواقع الموضوعي خصوصا بعد تطبيق قانون قيصر المثير للجدل والوضع الاقتصادي الصعب والمعقد في الداخل السوري.
مؤخرا اطّلعت لجنة المتابعة للملف السوري على تقييمات مهمة لمؤسسات وفرق واطقم تتبع المفوضية السامية للاجئين والامم المتحدة على حيثيات قد تكون حساسة وخطيرة بخصوص الوضع الوبائي ليس فقط في الداخل السوري ولكن في الأطراف وفي صفوف اللاجئين.
قبل أربعة أيام تم الإعلان عن أربع إصابات بالفيروس كورونا في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.
ويبدو أن 11 إصابة رصدت أيضا في صفوف النازحين السوريين في لبنان وعددا أكبر رصد في المخيمات الملاصقة لتركيا.
وتلفت التقارير الميدانية حول الوضع البيئي وسط النازحين واللاجئين السوريين في خمسة مواقع على الاقل نظر المجتمع الدولي الى الاحتمالات الابعد تحت عنوان انهيار محتمل للنظام الصحي السوري في العمق، الامر الذي بدأ يبحث على لجان المتابعة واحيانا على غرف العمليات حيث اطلعت راي اليوم على تقارير في هذا الاتجاه.
ومن المرجح أن المحطة الأهم في تطورات الملف السوري الصامتة الان هي تلك المؤشرات على سلسلة تفاهمات امنية الطابع عبر وساطة المانية وبالتعاون مع لجنة امنية وغرفة عمليات خاص تم تشكيلهما مؤخرا ويرعي الجانب السوري منهما الجنرال علي مملوك.
ويبدو أن عملية تبادل المعلومات عبر وسطاء أوروبيون تسير بشكل متزايد خصوصا وأن الجانب الأمريكي وجه رسائل بضرورة عدم التصعيد مقابل التلويح باستخدام مباشر وقوي لنصوص قانون القيصر ممّا يدفع دمشق بالنتيجة إلى الاضطرار للتفاهم مع أي وسطاء يُرسلهم الأمريكيون.
يتحدّث الخبراء الدبلوماسيون هنا وفي ظل أزمة فيروس كورونا عن خطوات بناء ثقة صغيرة يمكن أن يكون لها أهداف أعمق مستقبلا وعلى أساس تجنّب خيار الانهيار الشامل في الداخل السوري وتمكين المؤسسات المعنية من تقديم بعض أنواع المساعدة للاجئين.
لكن تعرف المؤسسات السورية أن مجمل هذه التداخلات والضغوط قد يكون لها أهداف سياسية أعمق وعلى مستوى ترتيبات كل ملفات الشرق الأوسط وبالتالي يتنامى في عمق نخبة دمشق الإحساس بضرورة فتح نوافذ على المسار الأمني بسبب المصالح المترتّبة على ذلك.
وهو ما يُعتقد أن الجانب الألماني تحديدا انشغل به لصالح الأمريكيين وبالتنسيق معهم ومع المؤسسات الأمنية السورية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
رأي اليوم