بقايا بشرية ربما تحل واحدا من أهم ألغاز موقع ستونهنغ الشهير
تمثل أحجار ستونهنغ، القائمة منذ عصور ما قبل التاريخ، لغزا محيرا للعلماء، وكان سبب إنشائها أحد الأسئلة الملحة التي لم يجد لها العلم أي تفسير حتى الآن.
وفي جنوب غرب إنجلترا، تم بناء موقع ستونهنغ الصخري، على شكل دائري، قبل 4500 عام. ولطالما فتن هذا الموقع الغامض علماء الآثار والسياح، وأثار أسئلة كثيرة من قبيل، على يد من تم بناؤه؟ ولماذا؟. ويعتقد البعض أنه كان نصبا جنائزيا، بينما يعتقد البعض الآخر أنه ملاذ مخصص لعبادة الشمس.
وادعى عدد من العلماء الآن أنهم حلوا هذا اللغز، بعد أن تمكنوا ولأول مرة، من تأريخ بقايا جثث بشرية محروقة وقع التنقيب عنها في الموقع باستخدام الكربون المشع.
وتشير النتائج إلى أنه لمدة 500 عام من بداياتها الأولى، أي نحو 3000 سنة قبل الميلاد، تم استخدام ستونهنغ كمقبرة.
وقال مايك باركر بيرسون من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، والذي قاد العمل في الموقع في عام 2004: “من الواضح أن المدافن كانت مكونا رئيسيا في ستونهنغ في جميع مراحلها الرئيسية. وكانت مقبرة نمت على مدى عدة قرون”.
وافترض علماء الآثار سابقا أن الموقع كان يُستخدم أساسا كمقبرة فقط بين 2800 و2700 قبل الميلاد.
وكانت البقايا المؤرخة بالكربون والتي تمت دراستها في عام 2004 عبارة عن ثلاثة من أصل 52 مدفنا تم التنقيب عنها في الأصل خلال عشرينيات القرن الماضي.
ووقع تخزينها في متحف محلي، في حين أعيد دفن الـ 49 المتبقية لأنه كان يعتقد أنها ليست ذات قيمة علمية.
وعثر على أقدم البقايا في ستونهنغ في واحدة من 56 حفرة، تسمى Aubrey Holes، تستضيف بقايا تعود إلى ما بين 2930 و2870 قبل الميلاد، والتي تعود إلى المراحل الأولى من ستونهنغ، نحو 3000 قبل الميلاد.
ومع ذلك، فإن حقيقة أن ستونهنغ كانت موقع دفن ليس بالضرورة دليلا على أن الغرض الأساسي منها كان مقبرة، حيث أوضح كريستوفر شيبندال، أمين متحف جامعة كامبريدج للآثار: “على سبيل المثال، الكنائس مليئة بالمدافن لأنها أماكن مقدسة، لكن هذا ليس هدفها الأساسي”.
وأضاف شيبندال: “هذا جزء آخر من اللغز، لكنه ليس الحل النهائي”.
المصدر: إكسبرس