الجمعة , نوفمبر 22 2024
ما بين لحية ولحية .. الضابط طارق الشامي يبصق في وجه عبدالله عزام

ما بين لحية ولحية .. الضابط طارق الشامي يبصق في وجه عبدالله عزام

ما بين لحية ولحية .. الضابط طارق الشامي يبصق في وجه عبدالله عزام

بعيداً عن الضجيج ، وكاميرات الإعلام العالمي التي لا تلتقط إلا ما يناسب قطر عدستها المنحاز نحو اليمين ، وقف عشر رجال بهامات مرفوعة ، ولحى كثة لم تتح لهم الحرب فرصة لحلاقتها ، يستمعون لقرار صدر من ” الهيئة الشرعية ” بإعدامهم ، في حلب.

ما بين لحى كثة مغبرة لرجال عافوا الحياة لأداء الواجب ، وبين لحى طويلة معطرة لرجال همهم الجنس على الأرض وفي السماء ، مسافة أكثر من ألف عام ، جسّدها اسم المتقابلين ، الضابط الشاب في الجيش العربي السوري طارق الشامي ، والشيخ في ” جبهة النصرة ” عبدالله عزام .

وقف طارق الشامي مع تسعة من رفاق السلاح ، عزلا في مواجهة رصاصات قيل أن الشيخ عبدالله عزام ، أمير النصرة ، وقع عليها بالنيابة عن الله ، وان جريمتهم هي ” الكفر ” .

لأكثر من 7 اشهر صمد طارق ورفاقه الذين زادوا عن الستين بقليل ، في مشفى الكندي ، في مواجهة الاف من المقاتلين القادمين من شتى أصقاع الأرض ، ليقيموا دولة الإسلام في بلاد الكفر ، وكأن محمد ابن عبدالله لم يقل يوما عنها أنها ” شامنا ”.

لم يعد سيناريو تفجير مشفى الكندي خافياً على أحد ، لكن رجالا لم يسقطوا إلا بأطنان من المتفجرات ، وما سقطوا لكن الحجر سقط ، ونقص المؤونة والذخيرة ، لجديرون أن يكونوا أنبياء ، يوزعون صكوك البراءة على العالم المتفرج .

وقف العشرة المبشرون بالنصر في مواجهة دين عبدالله عزام ، القائم على مواجهة ” الله ” للكرواسان ، رفع سلاحه ، تكبيرات ” الغوييم ” ترتفع ، ويطلق الرصاص ، فيرتقي الشهداء ، وتسقط الكاميرات المطلية باللون الاسود .

ينشغل الإعلام بحرب ” داعش ” مع ” الدواعش ” الاخرين ، المنضوين تحت اسماء مستعارة من تاريخ لم يقدم لنا أكثر من قصائد ، ومناسف لحم لأثداء من ” لم يسبقونا بالإيمان ” ، ويمر خبر استشهاد طارق ورفاقه غريبا ، نعم هم لم ياتوا من ” تورا بورا ” ليستحقوا التصفيق ، أو حتى الشتم .

في اليوم الرابع من الشهر الأول بعد 2014 عاما على ولادة السيد المسيح على هذه الأرض ، تم إعدام عشرة من رجال الجيش العربي السوري الذين صمدوا لأكثر من 7 أشهر في وجه شياطين الأرض القادمة باسم ” الله ” لتحرير الإنسان من إنسانيته .

طارق الشامي شهيد شاب من أرض الشام ، أما قتلته فهم عبارة عن كتل لحم متنفسة ، جاءت لتزرع نطافها القذرة في أرض مباركة ، كتل لحم تتشح بالسواد ، علمها اسود ، تاريخها اسود ، ثقافتها سوداء ، اعتقدت خطأ أن ” الله ” يمكن أن يفصل على قياس ” تحت الإبط ” .

وبعد إعدامهم ، حملهم القتلة على سيارة مكشوفة ، وطافوا بهم في أحياء حلب المغلوبة على أمرها ، فرحين بما فتح ” ربهم عليهم ” ، بينما أولئك الذين اختلطت دماؤهم ، وأجسادهم ، عيونهم مشرعة للسماء، يستغربون كيف لصدرها أن يتسع لكل هذا ” التكبير ”

عبد الله عبد الوهاب – رئيس تحرير تلفزيون الخبر

اقرأ أيضا :سببان سيوقفان مواجهات كاراباخ “حديقة بوتين الخلفية”.. حرب “مختلفة” ستندلع