جوجل تضيف ميزات ادعت سابقًا بأنها لا تحتاجها
يتضمن هاتف بكسل 5 من شركة جوجل لهذا العام كاميرتين خلفيتين بمستشعر رئيسي بدقة 12.2 ميجابكسل، ومستشعر واسع الزاوية بدقة 16 ميجابكسل، مع مجال رؤية يبلغ 107 درجة.
واختارت جوجل تكوينًا مشابهًا لأجهزة سامسونج وآبل الحديثة، التي أعطت الأولوية للعدسات الواسعة الزاوية على حساب العدسات المقربة ضمن بعض أجهزة الهواتف، مثل (Galaxy A51) و (iPhone 11).
ويتناقض قرار جوجل مع ما قالته الشركة قبل عام واحد فقط عند إطلاق بكسل 4.
وقال مارك ليفوي (Marc Levoy)، من أبحاث جوجل، في شهر أكتوبر الماضي أثناء الترويج لعدسة بكسل 4 المقربة: في حين أن الزاوية الواسعة يمكن أن تكون ممتعة، فإننا نعتقد أن التقريب أكثر أهمية.
ويبدو أن الكثير قد تغير في الاثني عشر شهرًا الماضية، حيث غادر (مارك ليفوي) جوجل، وتم إيقاف بكسل 4 بعد 10 أشهر فقط، ومن الواضح أن جوجل تعتقد الآن أن العدسة الفائقة الاتساع أكثر أهمية من المقربة.
ولدى عملاقة البحث عادةُ التحدثِ عن الميزات التي من المفترض أن تظهر في هاتفها التالي، حيث تفاخرت بأن أول هاتف بكسل تضمن منفذًا لسماعة الرأس بقياس 3.5 مم، وذلك في العام نفسه الذي تخلت فيه آبل عن المنفذ.
وأصدرت الشركة هاتف بكسل 2 بدون منفذ لسماعة الرأس، وعندما تم إطلاق هاتف بكسل 3، وصف مدير منتج جوجل عدسة الكاميرا الثانية بأنها غير ضرورية بسبب ميزات برنامج كاميرا الهاتف، وبعد ذلك كان لدى هاتف بكسل 4 كاميرتان.
وانتقلت جوجل مع هاتف بكسل 5 إلى تقديم العدسة الواسعة الزاوية بدلًا من العدسة المقربة “الكثيرة الأهمية” التي قدمتها العام الماضي.
ويشار إلى أن عملاقة البحث ليست الشركة الوحيدة التي غيرت المسار بهذا الشكل، حيث قللت آبل على مر السنين من أهمية العديد من الاتجاهات، مثل (NFC) والشحن اللاسلكي، إلى أن تتبناها في أجهزتها المستقبلية.
وسخِرت شركة سامسونج أيضًا من آبل بسبب التخلي عن منفذ سماعة الرأس في تسويقها لهاتف جالاكسي نوت 9، وفعلت الشيء نفسه بعد عام مع جالاكسي نوت 10.
واستغرقت شركة آبل سنوات قبل أن تتبنى تقنية (NFC) مع إطلاق (iPhone 6) في عام 2014، والشحن اللاسلكي مع (iPhone 8) في عام 2017، وذلك بعد أن قللت الشركة من أهمية هذه الميزات في عام 2012.
ولا تتميز جوجل بعدد مرات التراجع، بل بالسرعة التي يحدث فيها ذلك، حيث غيرت جوجل مسارها بشكل متكرر كل عام.
وتعتبر هذه التغييرات الواضحة جزءًا لا يتجزأ من التسويق الحديث إلى حد ما، حيث لن يعترف أي مسؤول تنفيذي بأن الهاتف لا يحتوي على ميزة جديدة مثيرة لأن الشركة قللت من شأنها سابقًا.
ويتغير سوق الهواتف باستمرار، ويمكن أن تصبح الميزات التي بدت غير ضرورية في بداية التطوير أساسية في المراحل اللاحقة من دورة حياة المنتج، كما تحتاج التقنيات الجديدة أيضًا إلى فرصة لتنضج، لكن بعد فوات الأوان.
وتمنح جوجل نفسها الآن مساحة أكبر للمناورة فيما يتعلق بجهازها التالي، وذلك من خلال استخدام نقطة السعر الأرخص لهاتف بكسل 5 لتبرير اختياراتها، بدلاً من الادعاء بأن الميزات المفقودة غير ضرورية أو أقل جودة.
وقال ريك أوسترلوه (Rick Osterloh)، رئيس أجهزة وخدمات جوجل: لا يبدو أن العالم بحاجة الآن إلى هاتف آخر بقيمة 1000 دولار.
ولا يحتوي هاتف بكسل 5 على شريحة الرادار الخاصة بهاتف بكسل، ولا يحتوي على ميزة بصمة الوجه، ويستخدم مستشعرًا للبصمة مثبتًا في الخلف بدلاً من مستشعر بصمات الأصابع المدمج في الشاشة.
ويقول أوسترلوه: إن بعض هذه الميزات ستعود في الأجهزة المستقبلية، ويمكن أن تظهر أخرى، مثل مستشعر بصمات الأصابع المدمج في الشاشة، عندما تنضج التكنولوجيا.
ولا تحاول جوجل حاليًا صنع الجهاز المليء بالميزات، بل تحاول صنع أفضل هاتف بأقل من 700 دولار، ويعني السعر الأرخص لهاتف بكسل 5 أنه كان على عملاقة البحث إجراء بعض المقايضات.
ومن السهل الإشارة إلى الميزات المفقودة، لكن جوجل كانت صريحة هذه المرة بشأن سبب اتخاذ هذه الخيارات، حيث صنعت جهازًا ميسور التكلفة ويتضمن الميزات التي يحتاجها معظم الناس.
اقرأ أيضا: هل فشل النسخ الاحتياطي إلى iCloud ؟ إليك كيفية حل المشكلة