حرب الحرائق.. من الفاعل ولماذا؟
بشكل مفاجىء وبظروف مناخية أكثر من مواتية ( طقس جاف جدا ورياح شرقية قوية ) اجتاحت حرائق ضخمة مدروسة لا يمكن أن يقبل أي عاقل نسبها للصدفة أو للخطأ البشري أرياف محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وجاءت على الأخضر واليابس وحاصرت القرى والمنشآت والمشافي وأجبرت الناس في بعض القرى على النزوح.
الحرائق بدأت في أكثر من 50 موقعا ليلا وذلك بعد ساعات قليلة من بدء الطقس المناسب لانتشارها حيث بدأت في وادي النصارى حوالي الساعة 12 ليلا وهو وقت لا يوجد فيه أي نشاط بشري في تلك الأحراج والغابات وكذلك الأمر في منطقة القرداحة ووادي قنديل شمال اللاذقية وغابات بيت ياشوط الكبيرة وبانياس وطرطوس لتمتد على طول الشريط الجبلي الساحلي مع ملاحظة أن بعض تلك المواقع لا يمكن الوصول إليها نظرا لوعورتها فكيف بدأت فيها الحرائق ليلا ولا يستطيع الناس الوصول إليها نهارا..؟
وإذا طرحنا عدة نظريات لأسباب تلك الحرائق فسيكون أمامنا 3 نظريات لارابع لها فإما أن تكون خطأ بشري وهو أمر مستبعد في هذه الحرائق وإما أن تكون بسبب عمليات التفحيم الأمر الذي أوضحه أحد الذين يعملون في هذه المهنة لصاحبة الجلالة حيث قال ” نحن متضررون ..الناس ما بتعرف أنو انخرب بيتنا.. الحطب بس انحرق بهادا الشكل ما بيصلح ليكون فحم.. ولم يبق أي أغصان او حطب يمكن ان نستفيد منها كفحم”.
أما النظرية الثالثة والمرجحة أكثر من غيرها لعدة أسباب هي أن تلك الحرائق هي بفعل فاعل تمت بشكل مدروس ولاسيما أن بعض صفحات مواقع التواصل نشرت صور لأشخاص وسيارات كانوا متواجدين في بعض المناطق التي انطلقت منها الحرائق وبعض الأشخاص نشروا على صفحاتهم في تاريخ 29/9/2020 صورا لشيء يشبه الصاروخ له فتيل وعنونوا منشورهم “هدية لجماعة إطفاء النظام..تذكروا هذه القطعة النادرة ..والتفاصيل قريبا”.
وترجيح النظرية الثالثة يمكن ان نعزوه أيضا إلى أن الذين قاموا بهذه الحرائق هم أناس لديهم معرفة جيدة بعلم المناخ واتجاهات الرياح حيث اختاروا وقت كانت الرطوبة فيه بأدنى مستوى لها والرياح شرقية تزداد شدتها وسرعتها نهارا .
وبوجود هذه الاشارات على أن هذه الحرائق مفتعلة من أياد آثمة مجرمة أصدر وزير العدل القاضي المستشار أحمد السيد تعميماً للسادة المحامين العامين في كافة المحافظات لتطبيق النصوص القانونية بحدود عقابها الأقصى بحق كل متسبب في تلك الحرائق ومراقبة الأحكام الجزائية بدقة ومتابعتها حتى آخر درجات التقاضي.. لكننا لم نعرف ما هي أقصى تلك العقوبات .. والتي وبحسب ردود أفعال الناس على مواقع التواصل الاجتماعي طالبت بحكم الإعدام لمثل هؤلاء المجرمين .
وبالحديث عن مشاعر الناس وآرائها على مواقع التواصل كان ملفتا للانتباه أسئلتهم الكثيرة حول مساعدة الحلفاء والأصدقاء ولاسيما الروس الذين لا تبعد عنهم تلك الحرائق سوى مئات الأمتار وخاصة ان الجهات الحكومية تبذل أقصى جهودها بظل الامكانيات التي تملكها .
وختاما نسأل هل ما يحدث مجرد حرائق أم أنها حرب حقيقية ..؟
اقرأ أيضا :كرة نار الساحل السوري… هل من أدوار لتركيا وإيران و”داعش”؟