“المال” قال كلمته..تسوية مشبوهة وغير معلنة تسبق انتخابات غرفة تجارة دمشق!
أثارت نتائج انتخابات غرفة تجارة دمشق سؤالين رئيسيين..
الأول: هل التوافق بين حيتان المال الذين أمسوا خارج الشأن العام، وبين نظرائهم الذي أضحوا داخل الشأن العام، أنتج أسماء لم نكن نتوقع أن تتولى مقاليد قيادة الغرفة..؟.
الثاني: يا ترى ما العبرة التي يمكن استخلاصها من تفوق تاجر مشهود له بسمعته الحسنة وأخلاقه الحميدة، على أحد أكبر حيتان المال، علماً أن الأول ليس من أصول دمشقية، وإنما من إحدى بلدات ريف دمشق، كما أنه تفوق أيضاً على أكبر أعضاء الغرفة سناً وأكثرهم خبرة باللعبة الانتخابية..؟.
سبق أن حذرنا ولكن..!.
بالنسبة للتساؤل الأول فقد أكدت بعض المصادر أنه تمت خلال الساعات القليلة السابقة للانتخابات تسوية غير معلنة وغير بعيدة عن الشبهات، بين بعض من كبار رجال الأعمال من غير المرشحين للانتخابات، وبعض نظرائهم من المرشحين، ونجحوا باستبعاد بعض ممن لديهم تاريخ ونشاط تجاري مشهود له، لحساب آخرين من ذوي عديمي الحظ بالفوز،
ما يعني بالنتيجة تأطير الغرفة وفق مزاجية تخدم المصالح الضيقة بشكل غير مباشر، وقد سبق لنا وحذرنا من هذا المطب، وذكرنا أهل كار التجارة، بأهمية وعراقة غرفة دمشق، وركزنا عبر صحيفتنا لأكثر من مرة على التعاطي المسؤول مع الانتخابات، ولكن على ما يبدو أن سلطة المال قالت كلمتها، وكانت مسموعة بالفعل..!.
للعمل كلمته أيضاً
أما بالنسبة للتساؤل الثاني، فإن شعبية التاجر الذي استحق بالفعل الظفر بمقعد بعضوية مجلس إدارة الغرفة وبتفوق ملحوظ –وبشهادة الكثيرين من زملائه- كان لها الدور الأبرز في ذلك رغم أنه ليس دمشقياً كما أسلفنا، مشيرين إلى أنه مهما بلغت قوة المال المسخّر في هكذا مناسبات لحرف بوصلة الصواب، إلا أن للنشاط التجاري المدعوم بالأثر المعنوي وصدق التعامل قوته أيضاً في بعض الأحيان، وإن كان ليس دائماً..!.
تمنٍّ
رغم إبداء عدد من التجار عدم رضاهم التام عن نتائج الانتخابات، إلا أنهم تمنّوا أن يضطلع الفائزون بمسؤولياتهم تجاه الغرفة، وتحديداً لجهة تحريك العمل التجاري، داخلياً وخارجياً، وإنعاش التصدير كركن أساسي في العمل التجاري، وعدم الاستكانة إلى الاستيراد كما هو حاصل اليوم تحت ذريعة تأمين احتياجات السوق المحلية، والأهم من هذا وذاك تفعيل الاتفاقيات التجارية مع النظراء في دول العالم وخاصة الصديقة منها.
البعث-حسن النابلسي
اقرأ ايضاً: باخرة الزهراني: لبنان يسرق البنزين السوريّ؟