لماذا يقرع الطلاب الألمان طاولاتهم عند نهاية المحاضرة الجامعية؟
إن كنت طالبا جامعيا جديدا في ألمانيا، سيكون سؤالك الأول بعد أول محاضرة: فما قصة هذا العرف الطلابي المتمثل في ضجة قرع الطاولات عند نهاية عرض أستاذ جامعي أو زميل دراسة؟
لا شك أن طلاب هذا الجيل مروا جميعا بتجربة النوم خلال محاضرة جامعية! نوم يغالبهم خلال محاضرة صباحية غالبا ما يكون سببها سهرة لوقت متأخر من الليلة السابقة. لكن غفوة سريعة أثناء المحاضرة تبقى مجازفة، فإذا لم تستيقظ في الوقت المناسب، يمكنك أن تجد نفسك وسط قاعة محاضرات فارغة أو تستيقظ على صوت أستاذ غاضب.
لكن الأمر في الجامعات الألمانية ليس بهذا السوء، فقيلولة داخل الفصل الجامعي الألماني، غالبا ما تنتهي بانطلاق صوت قرع قوي على طاولات الزملاء. فالأمر يعد تقليدا ألمانيا قديما، يحير الطلاب الأجانب الوافدين حديثا على البلد.
الطرق الأكاديمي
حسب موقع “iamexpat” الألماني، تُعرف ممارسة قرع الطاولات في نهاية محاضرة جامعية في ألمانيا باسم “الطرق الأكاديمي” (Akademisches Klopfen). ويعبر الطلاب الألمان بهذه الطريقة عن تقديرهم للأستاذ أو زميل الدراسة على عرضه، إنها بديلهم عن التصفيق داخل الحرم الجامعي الألماني.
وشرح فريدلم غولوك، الرئيس المؤسس لجمعية تاريخ الطلاب الألمان (GDS)، لموقع “iamexpat”، أن “عادة قرع الطاولات بدأت خلال القرن الثامن عشر في صيغة أخرى. إذ كان الطلاب يضربون مكاتبهم بعصي خشبية إذا لم تعجبهم محاضرة الأستاذ، لتتحول هذه العادة وتتطور مع مرور الوقت لتصبح بديلا عن التصفيق، للتعبير عن العكس”.
أما نوتكر هاميرشتاين، أستاذ التاريخ المتقاعد من جامعة غوته في فرانكفورت، فأشار في تصريحه لموقع “iamexpat” إلى أن “طلاب الجامعات عادة ما يشغلون إحدى أيديهم بالتدوين طيلة المحاضرة، ويستعملون اليد الأخرى للتعبير عن رأيهم في المحاضرة، لتصبح العادة عندهم القرع على الطاولات بيد واحدة بدلاً من التصفيق”.
معنى الضربة
وتحول معنى الضربة على الطاولة من التعبير عن الرفض وعدم الإعجاب بمحتوى المحاضرة الجامعية، لتصبح عادة “الطرق الأكاديمي” في العرف الجامعي الألماني تعبيرا عن الاحترام. لدرجة أن بعض الأكاديميين الألمان يعتبرون التصفيق أمرًا غير محترم من قبل الطلاب. كما يمكن تفسيره بإعلان وصول وافد جديد إلى مكان المحاضرة، حسب ما نشره موقع “the local ” الألماني.
ومنذ القرن الثامن عشر كان القرع في جامعات ألمانيا يستخدم كأداة للترحيب بالطلاب الجدد، إذ كان زملاؤهم القدامى يستعملون العصي للضرب على الأرض. لكن تبقى كل هذه عادات متوارثة بين الأجيال لم يتم دراستها أو تأريخ مراحل التحول فيها كتابيا. لأنها ببساطة تقليد وعرف طلابي نشأ في مرحلة ما من التاريخ واستمر حتى اليوم.
م.ب