الجمعة , نوفمبر 22 2024

شهر العسل بين الحكومة والتجار انقضى.. والفاتورة سيدفعها المواطن..

شهر العسل بين الحكومة والتجار انقضى.. والفاتورة سيدفعها المواطن..

محمد الحلبي
انتهى وقت الغزل, وانقضى شهر العسل, وحبل الود انقطع, وكل ما قدمته الحكومة من تسهيلات سابقة للتجار والصناعيين بيدها اليمين ستأخذه بيدها اليسرى, بعد الفرصة تلو الأخرى ليلعب التجار والصناعيين دوراً فاعلاً في الحياة المعيشية للمواطنين, لكن معظم هؤلاء كان همه جمع المال وتضخم ثروته, ومن بعده ليكن الطوفان, لكن!… هل أصابت الحكومة بقرارها الأخير برفع سعر المازوت الصناعي؟..
من أول السطر
تعتبر مادة المازوت المحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد في البلاد, وزاد الاعتماد على هذه المادة بشكل كبير خلال سنوات الأزمة, وطرأ على أسعارها ارتفاعاتٍ متلاحقة أثرت على أسعار جميع السلع, حيث كان سعر ليتر المازوت عام 2011 خمس وعشرون ليرة سورية فقط, قبل أن يصل أمس الأول إلى 675 ليرة, وبقرارٍ اعتبره الكثير بأنه غير صائب وليس في وقته..
عصب الصناعة
مع الإنقطاعات المتكررة للكهرباء, ولفتراتٍ طويلة, زاد الاعتماد على المولدات الكهربائية العاملة على الديزل – المازوت- بشكلٍ أساسي, فأصبحت مادة المازوت العصب الأساس في أي صناعة أو أي مشروعٍ تجاري, وأي تغيير في سعر هذه المادة بات من الطبيعي أن ينعكس على جميع السلع في الأسواق, أما فكرة الحكومة من أنها رفعت سعر المازوت الصناعي والتجاري لأنها تتكبد تكاليف كبيرة لتأمين المشتقات النفطية لتامين حاجة الصناعيين, فهي تٌغيِّب المواطن مرة أخرى عن تفكيرها, وكأنها تضع غشاوة على عينيها, وكأنها لا تعلم أن هذا الصناعي وهذا التاجر سيعوض نسبة ارتفاع تكاليف إنتاجه بسبب ارتفاع سعر المازوت من جيبة عزيزي المواطن, وربما أيضاً ستغض الطرف عن رؤية انعكاس ارتفاع سعر المازوت على أسعار السلع في الأسواق التي سيشتريها المواطن بالأسعار الجديدة بعد أن يرفع التجار أسعارها لتعويض تكاليف الإنتاج بالنسبة لسلعهم..
آثار كارثية على الاقتصاد ككل
على صعيد آخر نجد أن قرار رفع سعر المازوت الصناعي سيزيد من معدلات التضخم التي ضربت في الآونة الأخيرة أرقاماً قياسية , وربما غابت هذه الفكرة أو النقطة عن بال الحكومة, إذ أن التجار والصناعيين سيضاعفون أسعار سلعهم كما أسلفنا, وبالتالي سيعزف المواطن عن شراء العديد من السلع التي هو أساساً استغنى عن الكثير منها, وبات لا يشتريها إلا للضرورة..
خبراء
الخبير المصرفي عامر الياس شهدا وفي حوارٍ خاص للمشهد أجرته معه الزميلة ريم غانم قال شهدا أن قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات سيؤدي إلى ازدياد معدلات التضخم, وبالتالي سندخل بحالة انكماش وتضخم اقتصادي أكبر مما نحن فيه..
وندد شهدا بالقرارات الحكومية الخاطئة, وتساءل.. أين السياسة النقدية والمصرف المركزي التي من المفروض أن تلجم التضخم؟ كما تساءل. هل سيكون هذا التسعير مشجعاً لعودة الصناعيين الموجودين خارج البلاد؟ وهل سيكون مشجعاً لاستقطاب الاستثمار؟..
فيما يرى الصناعي عاطف طيفور أن ارتفاع أسعار المازوت الصناعي كارثي على مستوى نسبة الإنتاج, وعلى أسعار المنتجات والتصدير, وأن دعم المازوت الصناعي ليس واجب على الدولة فحسب وإنما بالعقل الصناعي هو ربح مجدٍ..
فيما قال رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي بأن قرار رفع سعر المازوت الصناعي من قرابة ٣٠٠ ليرة إلى ٦٥٠ ليرة له تأثير سلبي كبير، إذ سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن وإلى ارتفاع الأسعار في الأسواق وإلى توقف عدد من المصانع التي تعاني أصلاً ركوداً، وضعفاً في التصدير، وخاصة أن العديد من المناطق الصناعية والحرفية لديها انقطاعات كبيرة في التغذية الكهربائية.
نقطة نظام
حكومتنا الجليلة.. رسالة من شعب انهكته الحرب, وبات يخجل من أفواه أطفاله الجياع.. الرجوع عن الخطأ فضيلة..

المشهد