الأربعاء , نوفمبر 27 2024
روتشيلد.. العائلة التي تمتلك نصف العالم وتعمل في الخفاء

روتشيلد.. العائلة التي تمتلك نصف العالم وتعمل في الخفاء

روتشيلد.. العائلة التي تمتلك نصف العالم وتعمل في الخفاء

ترجع عائلة روتشيلد إلى مؤسسها تاجر العملات اليهودي الألماني إسحاق إلشانان روتشيلد في القرن السادس عشر الميلادي. وبدأت العائلة نشاطها المالي الدولي على يد مائير أمشيل موسى روتشيلد المولود منتصف القرن السابع عشر بمدينة فرانكفورت الألمانية.

تمكن مائير روتشيلد من بناء إمبراطورية مصرفية دولية ضخمة في فترة الستينيات من القرن الثامن عشر، وعبر أبنائه الخمسة توسعت أعماله المصرفية عبر العالم، ليتم توريث هذه الإمبراطورية الضخمة والتوسعية لجيل بعد جيل.

قام مائير عام 1821 بتنظيم العائلة ونشرها في خمس دول أوروبية هي إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، فأرسل كل واحد من أولاده الخمسة إلى دولة من هذه الدول، وأوكل إليهم مهمة السيطرة على مفاصل الحياة خاصة في مجالي المال والأعمال في أهم بلدان العالم آنذاك. وتصنف تقارير مالية وإعلامية روتشيلد كأغنى عائلة في العالم.

حصلت عائلة روتشيلد على لقب، سادة أوراق المال والسندات كما أنهم قد استغلوا الحروب والصراعات الدولية لتحقيق الأرباح وزيادة الثروة فاستطاعوا أن يمكروا بكافة الأطراف خلال فترات الحروب ويحصلوا على ما يصب في مصالحهم الشخصية وحدهم فقط.

اشعال الحروب وجني الملايين

كانت القواعد التي تلعب عليها العائلة، هي جني المال الوفير، وتوسيع الثروة بأي طريقة، فكانت الحروب مصدر أمانهم وملاذهم الأكثر قوة، حيث علمت العائلة بانتصار انجلترا على فرنسا، خلال معركة وترلو، قبل أن يعلم بها أي شخص، من خلال شبكتهم الخاصة .

وبمجرد علمه بالخبر، جمع المصرفي ناثان روتشيلد، كافة أوراقه وسنداته المالية، في حقيبة ضخمة وانطلق صوب بورصة لندن، منتظرًا أن تفتح أبوابها، فظن الجميع أن انجلترا قد هُزمت في حربها، فبادر الجميع ببيع سنداتهم وعقاراتهم ولكن ناثان قام بحصد تلك السندات، عن طريق عملائه ورجاله السريين، في مقابل أسعار زهيدة للغاية، وبحلول الظهيرة كانت الأخبار قد وصل، بشأن انتصار انجلترا فارتفعت أسعار السندات والأسهم، بشكل جنوني، فباع ناثان سنداته ليحقق من خلفها ثروة طائلة، خلال ساعات قليلة للغاية .

قامت بتمويل عدد كبير من الأطراف المتنازعة في أكبر الحروب التي حدثت في المئتي سنة الأخيرة، بدايةً من حروب نابليون بونابرت مرورًا بحروب الإمبراطورية البريطانية والحربين العالميتين وحتى الحروب المعاصرة، حيث تقوم عائلة روتشيلد بإقراض الحكومات المال الكافي لشراء السلاح لتحصل الأسرة على نفوذ أكبر وربما مال أكثر بعد انتصار الطرف الذي مولته.

عائلة روتشيلد ووعد بلفور

كان “ليونيل روتشيلد” (1868-1937 م) هو المسؤول عن فروع إنكلترا، وزعيم الطائفة اليهودية في إنكلترا وتقرب إليه كل من حاييم وايزمان عضو منظمة وعصابة الهاجاناهوأول رئيس لإسرائيل فيما بعد وناحوم سوكولوف ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، ولم يتردد ليونيل بل سعى بالإضافة لاستصدار وعد بلفور إلى إنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى

وقام “جيمس أرماند روتشيلد” (1878-1957 م) بجمع المتطوعين له ثم تولى رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين والتي تسمي بالوكالة اليهودية وتولّى والده تمويل المشاريع الإقتصادية في فلسطين ومنها مبنى الكنيست الإسرائيلي الحالي في القدس تم إصدار وعد بلفور بعد تقديم عائله روتشيلد مساعدة مالية ضخمة لبريطانيا التي كانت على وشك اعلان هزيمتها على يد الالمان وكذلك اثرت على الحكومات الأوربية بشكل عام.

الاستثمارات والثروات

استثمرت العائلة منذ البداية ثروتها ، في مجالات السكك الحديدية بكافة أنحاء أوربا، كما قاموا بتسليم قرض مالي، لحكام مصر قديمًا، من أجل بناء شبكة السكك الحديدية، التي تربط بين الإسكندرية إلى السويس ولم تتوقف العائلة عند هذا الحد ، بل عملوا في مجالات السفن والأدوية وتصنيع الأسلحة، إلى جانب إقامة شركتي الهند الشرقية والغربية، التي عملت على رسم خطوط الاستعمار الهولندي والبريطاني والفرنسي .

لا يقتصر عمل عائلة روتشيلد على الصرافة فلها مشاريعها الكبرى في المناجم والتعدين والمقاولات وشركات التأمين والحماية على مستوى قارات العالم أجمع تعمل على التخلص من عقبتي كوريا الشمالية وكوبا وتخشى جهاديي العراق وسوريا كي تتفرغ لإذابة القطب الأورثوذكسي بزعامة موسكو .

أما الآن فتعتبر عائلة “روتشيلد” هى أغنى عائلة عرفها العالم وتسيطر على نصف ثرواته وهى المتحكمة بأسعار الذهب حول العالم، والمتحكمة فى الإعلام الأمريكى وتملك معظم بنوك العالم وتمتلك محطة الـ(CNN)، كما تمتلك هوليوود، والغريب فى الأمر أن أفراد العائلة لا يظهرون للعلن كثيرا ولا يتعاملون بأسمائهم الحقيقة.

ما صرحت به العائلة هو أن مجمل ممتلكات أفرادها يبلغ 350 مليار دولار، لكن التقارير تخبرنا بأن هذا الرقم أقل بكثير من ثروتهم الحقيقية، فمن غير المعقول أن يكون هذا هو إجمالي ثروتهم عندما يمتلك شخص واحد في العائلة مثل السير إيفيلين دي روتشيلد ثروة تبلغ 20 مليار فقط، لذا فإن الرقم الحقيقي قد يصل إلى تريليون دولار، وهو رقم خيالي قد يعادل ميزانيات دول ضخمة.

روتشيلد القرن الحادي والعشرين

ناتنيال تشارلز جاكوب روتشيلد ولد في 29 أبريل/نيسان 1936في بريطانيا، ودرس في كلية إيتون وجامعة إكسفورد في بريطانيا.

بدأ حياته المهنية عام 1963 بالعمل في بنك العائلة “بنك روتشيلد” في لندن، واستقال منه عام 1980 بسبب خلافات عائلية، وبعد أن باع حصته تولى السيطرة المستقلة على شركة روتشيلد، المجموعة المالية “ريت كابيتال بارتنرز”، وهي شركة استثمار ضخمة مدرجة في بورصة لندن.

يشغل جاكوب منصب رئيس مجلس الإدارة في المجموعة المالية، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة شركة “روتشيلد كابيتال مانجمنت”، وهي شركة تابعة للمجموعة المالية.

وهو أيضا عضو في مجلس اللوردات منذ عام 1990، فضلا عن عضويته في المجلس الاستشاري الدولي لمجموعة بلاكستون.

ومن 2003 إلى 2008، شغل جاكوب منصب مدير شركة “ريج إنترناشيونال” ، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس مجلس إدارة قناة بي سكاي بي التلفزيونية البريطانية.

نسج جاكوب روتشيلد بفضل نفوذه علاقات مع شخصيات دولية نافذة، وكان صديقا وثيقا للأميرة ديانا، وبنى علاقات قوية مع المفكر الأميركي هنري كيسنجر، إضافة إلى أن ممتلكات عائلته كانت مقصدا منتظما لشخصيات ورؤساء دول على رأسهم الرئيسان الأميركيان السابقان رونالد ريغان وبيل كلينتون.

أظهر روتشيلد -الذي لا يتحدث في العادة لوسائل الإعلام- انتماءه اليهودي القوي في دفاعه عن وعد بلفور، ففي مقابلة تلفزيونية وصفت بـ”النادرة” أجراها معه السفير الإسرائيلي السابق دانيال طوب ونشرتها صحيفة “جويش نيوز” في 8 فبراير/شباط 2017، وصف جاكوب إعلان بلفور بـ”المعجزة”، وقال “كان هذا الحدث الأكبر في الحياة اليهودية منذ آلاف السنين، معجزة.. استغرق الأمر ثلاثة آلاف سنة للوصول إلى هذا”.

واعتبر أن الطريقة التي تحقق بها “وطن” لليهود “كانت فرصة لا تصدق، وحاييم وايزمان (رئيس منظمة الصهيونية العالمية) كان يتردد كثيرا على إنجلترا، ويلتقي بعدد قليل من الناس -بما في ذلك أفراد عائلتي- لإغوائهم بفكرته. لديه هذا السحر والاقتناع، للحصول على وعد بلفور، وبشكل لا يصدق، أقنع جيمس بلفور، ولويد جورج، رئيس الوزراء، ومعظم الوزراء، أنه ينبغي السماح لفكرة خلق وطن لليهود أن ترى النور”.

وفي مقابلة صحفية أخرى نادرة، أجمل جاكوب روتشيلد لصحيفة تايمز الإسرائيلية مساهمة عائلته في تأسيس إسرائيل بأنها “كانت حاسمة”، مضيفا “عائلتنا أسست لإسرائيل”.

العلاقة مع إسرائيل

وفي عام 2011، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -خلال الاحتفال بمشروع تجديد المكتبة الوطني- “جاكوب روتشيلد” لدعمه السخي لعدة مشاريع في إسرائيل، وقال “أقدم لك الشكر لك باسم حكومة إسرائيل.. أنت تمضي في أعقاب أسلافك الذين كوّنوا تقليدا عريقا.. لتشكل قدوة عظيمة لأولئك الذين يتبعونك أيضا. شكرا لك”.

صوت بيروت

اقرأ أيضا :هل تأهبت إسرائيل لضرب دمشق بقنبلة نووية عام 1973؟