الجمعة , نوفمبر 22 2024
لماذا يؤمن البعض بوجود الله بينما لا يؤمن آخرون؟ دراسة تجيب!

لماذا يؤمن البعض بوجود الله بينما لا يؤمن آخرون؟ دراسة تجيب!

لماذا يؤمن البعض بوجود الله بينما لا يؤمن آخرون؟ دراسة تجيب!

درجات الإيمان بدين ما تؤثر بشكل جوهري على حياة البشر، بداية من بناء الإنسان هويته والانتماء إلى مجموعات اجتماعية بعينها والاقتراب من أشخاص واستبعاد آخرين، ووصولاً لعالم السياسة بكل ما فيه سواء، على المستوى المحلي أو الدولي.

ولهذا سعت مجموعة من العلماء في جامعة جورج تاون الأمريكية بواشنطن إلى التعرف على طبيعة العملية المعرفية بمخ الإنسان التي تختلف على أساسها درجات التدين والإيمان.

ووفقاً للدراسة المنشورة مؤخراً في مجلة “Nature Communications” العلمية، يرى العلماء أن الإيمان بدين ما وتشكيل المعتقدات الدينية لدى الإنسان هو عملية ذات طبيعة إدراكية وحسية بالأساس، ما دفع الباحثين للاعتقاد بأن دراسة الاختلافات الفردية بين البشر من شأنها المساعدة في فهم الاختلاف في درجات إيمانهم.

وفي هذا السياق يقول الأستاذ المساعد بقسم علم الاجتماع ومدير مختبر جورج تاون للإدراك الاجتماعي، آدم غرين الذي تولى الإشراف على الدراسة: “الإيمان بوجود إله يتدخل في العالم لخلق نظام يعتبر المكون الرئيسي للأديان”.

ولكنه يوضح أن الدراسة لا تستهدف إثبات وجود الله، بل تستهدف التعرف على أسباب الإيمان وكيفية حدوثه، كما ينقل موقع “ديلي سيانس” العلمي عن غرين.

ويضيف غرين: “فرضيتنا هي أن الأشخاص من ذوي الفطنة والقدرة الجيدة على إدراك البيئة المحيطة بهم بشكل غير واع ربما ينسبون كل ما يحدث ليد عليا أكبر”.

وتم إجراء الدراسة على 199 مشاركاً مسيحياً من واشنطن في الولايات المتحدة و149 مشاركاً مسلماً من كابول في أفغانستان، واعتمد الباحثون في دراستهم على اختبار معرفي معتمد لقياس عملية التعلم والإدراك لدى المشاركين بالدراسة، إذ كان مطلوباً من المشاركين الضغط على زر بمجرد رؤية مجموعة من النقاط التي تظهر وتتحرك سريعاً على شاشة كمبيوتر.

ولاحظ الباحثون أن المشاركين ممن يتمتعون بقدرات إدراكية وحسية مرتفعة تمكنوا من تتبع حركة النقاط جيداً، لدرجة أن بعضهم ضغط على الزر حتى من قبل ظهور النقاط، لتمكنهم من التنبؤ بحركة النقاط القادمة. بينما لم يتمكن الأشخاص الآخرون من أصحاب القدرات الإدراكية والحسية الأقل من القيام بالشيء نفسه، بالرغم من أن بعضهم لديه قدرة كبيرة على التعلم.

لمشاهدة فيديو لرئيسة مؤتمر أديان من أجل السلام تدعو للتركيز على القيم الدينية التي تبني التعايش من هنا .

ويشير غرين إلى أن ملاحظة ما يحدث للإنسان منذ الطفولة وحتى البلوغ هو أمر “مثير للاهتمام”. ويوضح أنه وفي حالة إدراك الأطفال بشكل غير واع للبيئة المحيطة والأنماط السائدة فيها، من المحتمل أن تزيد درجات إيمانهم مع مرور الوقت، حتى وإن تربوا في منزل غير متدين.

والعكس صحيح، فإن لم يكن لدى الأطفال قدرة على إدراك البيئة المحيطة وما فيها من أنماط سائدة، فمن المحتمل أن يضعف إيمانهم مع مرور الوقت، حتى وإن تربوا في كنف أسرة متدينة.

وتوصل العلماء في النهاية إلى أن القدرات الإدراكية والحسية لدى البشر من شأنها أن تقوم بدور أساسي في تحديد درجة الإيمان بالله وقدرته على تنظيم شؤون البشر، وأن قوة الإيمان منذ الطفولة وحتى البلوغ لا تتوقف بالضرورة على معتقدات الأسرة وما يحصل عليه الطفل من تعليم.

ويرى غرين أن الجانب الأكثر إثارة في الدراسة هو “رؤية كيفية تكرر أنماط الإدراك ما بين تلك الثقافتين المختلفتين”، مضيفاً أنه “ربما يتشابه الأمريكان والأفغان فيما بينهما أكثر مما يختلفان، على الأقل بالنسبة لعمليات ذهنية تتعلق بالإيمان بالأديان وفهم العالم المحيط بنا”.

د.ب

اقرأ أيضا :اليكم قصص أشهر 6 لعنات في العالم؟