القوات التركية تصل لسهل الغاب: تمهيدٌ لمواجهة شاملة مع روسيا؟
قامت القوات التركية بإدخال رتل عسكري إلى بلدة “قسطون”، الواقعة في سهل الغاب بالريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة، للقيام بمهام استطلاعية في المنطقة، وذلك بعد عبور عدة أرتال عسكرية تركية، من منطقة “كفرلوسين” شمالي محافظة إدلب، إلى النقاط العسكرية الموجودة داخل ريف المحافظة.
ويتألف الرتل من نحو عشرين آلية، تحمل معدات عسكرية ولوجستية، اتجهت نحو مناطق ريف إدلب الجنوبي، ومنها إلى سهل الغاب، حيث من المتوقع أن يتم انشاء نقاط عسكرية في مناطق “العنكاوي” و”قسطون” و”القرقور”.
وكانت قوات تركية انتشرت خلال الفترة الماضية قرب بلدة “بداما” غربي إدلب، على طريق حلب-اللاذقية M4″”، تمهيداً لتمركزها هناك، إضافةً إلى نشر نقاط عسكرية على طول الطريق من منطقة “الترنبة” بريف إدلب حتى منطقة “عين الحور” بريف اللاذقية.
إعادة نشر النقاط المنسحبة
يقول مصدر في “الجبهة الوطنية للتحرير” المعارضة: «تخلت تركيا عن نقاطها العسكرية المحاصرة من منطقة مورك بريف حماة الشمالي، ونقطة “معرة حطاط” بريف إدلب الجنوبي، ونقطة “شير مغار” بريف حماة الغربي، وبدلاً منها قررت نشر هذه النقاط في مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب ذات المواقع الاستراتيجية».
ويوضح المصدر في حديثه لموقع «الحل»: «منذ بداية الحملة العسكرية التي شنتها القوات السورية وحلفاؤها على مناطق المعارضة شمال سوريا، سعت روسيا للسيطرة على سهل الغاب، وذلك من خلال شن هجمات متعددة، نجحت من خلالها بالسيطرة على عدة قرى فيه، لذلك فإن النقاط العسكرية التركية الجديدة ستكون بمثابة رادع لتقدم روسيا وحلفائها إلى المنطقة».
ويضيف: «تنوي تركيا نشر نقاط في منطقة “العنكاوي”، وهي بلدة تقع بين سهل الغاب وجبل الزاوية، وفي “تل القرقور” ذي الموقع الاستراتيجي المرتفع، في حين أنها ستنشر نقاطاً أخرى في منطقة “قوقفين” وبلدتي “البارة” و”كنصفرة” في جبل الزاوية، وهي مناطق تماس مع القوات السورية».
إنشاء خط عسكري فولاذي
«تركيا تعمل على إنشاء خط عسكري فولاذي، من خلال نشر آلاف من مقاتليها على طول خط التماس مع ريف اللاذقية، مروراً بسهل الغاب وجبل الزاوية، وصولاً إلى ريف حلب الغربي، وذلك بهدف مواجهة أي حملة عسكرية محتملة، قد تشنها القوات السورية وروسيا على المناطق التي تقع تحت سيطرة القوات التركية»، بحسب العميد المنشق “محمد الخالد”.
وأضاف: «تركيا لم تنشر من قبل قوات عسكرية في سهل الغاب، لذلك استدركت الفراغ العسكري الحاصل في المنطقة، من خلال نشر وحدات قتالية في المواقع الاستراتيجية من السهل، وتدعيم خطوطها هناك، كما فعلت في جبل الزاوية».
وعن الاستراتيجية الجديدة التي تتعامل فيها تركيا مع ملف إدلب يوضح “الخالد”: «عندما أدخلت تركيا وحدات عسكرية لنقاط المراقبة، كانت مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار فقط، أما القوات العسكرية التي دخلت بعد إتفاق الخامس من آذار/مارس، فكانت مهامها قتالية، لذلك زجّت تركيا بآلاف الآليات والمقاتلين ووحدات الدفاع الجوي».
ويُعتبر سهل الغاب من المناطق التي تتداخل فيها القرى الموالية للجكومة السورية والمعارضة لها، فالقرى التي تقع على الخط الغربي من سهل الغاب موالية، فيما تسود أغلبية معارضة في القرى الشرقية من السهل، التي يقاتل كثير من أبنائها مع فصائل المعارضة.
روسيا ماضية في الحل العسكري
«أدركت تركيا أن روسيا ماضية في الحل العسكري حتى النهاية، وما الاتفاقات التي تعقدها سوى محاولة لكسب الوقت، لتجميع القوات السورية وإعادة نشرها على الجبهات، تمهيداً لفتح معركة السيطرة على مواقع جنوب طريق “M4″، الذي تريد روسيا الاستيلاء عليه بأي طريقة، سلماً أو حرباً، وقد ظهر هذا واضحاً خلال الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين التركي والروسي»، بحسب الصحفي والباحث التركي “مرتضى كوماك”.
ويضيف “كوماك” في حديثه لموقع «الحل»: «الهدف الروسي من المعارك القادمة هو السيطرة على مناطق “كبانة” في ريف اللاذقية، وسهل الغاب بريف حماة، وجبل الزاوية بريف إدلب، وهكذا تسيطر روسيا على المواقع الاستراتيجية، وتصبح القوات التركية مكشوفة على كل الجبهات، لذلك قامت تركيا بتعزيز نقاطها، واستطلاع نقاط أخرى، تحسباً للهجوم الروسي».