منتجون حلبيون يواجهون قيصر بمئات المشروعات الصغيرة
يحمل ما يقرب من مئة وأربعين من صغار الصناعيين والمنتجين الحلبيين منتجاتهم إلى العاصمة دمشق لعرضها في معرض أُقيم خصّيصاً لهم على مدى خمسة أيام في منطقة تاريخية وسط دمشق اسمها التكية السليمانية.
قبل عام فقط كان هؤلاء المنتجون يفكرون كيف يمكن لهم إحياء صناعاتهم الصغيرة وورشاتهم المنتشرة في أحياء عديدة من مدينة حلب التي عاشت أجزاء واسعة منها سنوات تحت احتلال المسلحين المدعومين من تركيا. واليوم استعاد هؤلاء إنتاجهم في مجالات عديدة أهمها الغذائيات والجلديات والألبسة بمختلف أنواعها والحلويات والأدوات الصناعية والتحف والفضّيات.
تلقى صغار المنتجين والمهنيين في حلب تسهيلاتٍ لاستعادة أعمالهم وورشاتهم المتوقفة عن الإنتاج. وداخل أقبية ومحالّ صغيرة راحوا يعملون خلال الأشهر الماضية، فأثمرت أعمالهم منتجات متميزة تجاوزت مدينتهم لتصل اليوم إلى دمشق عبر معرض يحمل اسم: «منتجو 2020».
يُدرك السوريون جميعاً أن عافية حلب تنعكس برداً وسلاماً على كل المحافظات السورية، وأن عودة الإنتاج والمهن والصناعات في حلب تنعكس مباشرة في أسواق المدن السورية المتعطشة أصلاً للإنتاج.
ولطالما كانت حلب هي الرئة الاقتصادية لسورية، فإن انتعاش الصناعات الصغيرة هناك يشكل أهم سلاح لمواجهة العقوبات الأميركية المعروفة باسم «قيصر».
يقول هؤلاء المنتجون: إن ما حصل معهم جاء في سياق اهتمام الرئيس السوري بشار الأسد باعتماد خطة المشاريع الصغيرة في بلاده كوسيلة ناجعة لكسر الحصار ومواجهة العقوبات وتحقيق جزء من الاكتفاء الغذائي والإنتاجي.
الرئيس الأسد نفسه كان قد قال لأعضاء البرلمان المنتَخَب حديثاً في آب الماضي: «إنه يجب أن ندعم اليوم الاستثمار الصغير لأنه أكثر قدرة على حَمل الاقتصاد الوطني، وأكثر قدرة على تحمل الضغوطات وعلى مواجهة الحصار».
داخل سورية هناك سعي تتبناه وترعاه القيادة السورية لإنعاش الاقتصاد الصغير ومشاريع الإنتاج الصغيرة، وهذا تكتيك المرحلة المقبلة التي تريد فيها القيادة السورية أن تكون دمشق قادرة على خوض المواجهات السياسية وكسبها أمام أعتى الخصوم والأعداء من دون أن تؤثر آلام الاقتصاد على تلك القدرة، وتكتيك لمواجه أثر العقوبات الأميركية على حياة السوريين وإمكانات العيش لديهم والتي تضررت إلى حد كبير بسبب تلك العقوبات.
اقرأ أيضا: أغزرها في قاسيون .. كمية الأمطار المسجلة في دمشق وريفها يوم الاثنين