الإثنين , نوفمبر 25 2024

كيف تُعقّد أصوات البريد حسم نتائج سباق الرئاسة الأمريكي؟

كيف تُعقّد أصوات البريد حسم نتائج سباق الرئاسة الأمريكي؟

معارك انتخابية ضارية جرت بين ترامب وبايدن في يوم الاقتراع، غير أن انتخابات 2020 تعرف تحديا خاصا هو تضاعف أصوات البريد، التي ينظر لها كل مرّشح بشكل مختلف. وهناك توقعات بأن تحدد أصوات البريد الفائز بسباق الرئاسة.

تُعقّد الأصوات المدلى بها عبر البريد من عملية احتساب النتائج النهائية في سباق الرئاسة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، إذ أدلى أكثر من 100 مليون أمريكي بأصواتهم بشكل مبكر قبل يوم الانتخاب، منهم 64 مليونا حسب تقديرات إعلامية، لأسباب متعددة منها الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد في مواجهة جائحة كورونا.

وبدأ عدد من الولايات إحصاء الأصوات في يوم الاقتراع، ومن المتوقع أن يستمر احتساب هذه الأصوات لعدة ساعات وربما لأيام. وتشير صحيفة “نيورورك تايمز” التي أعدت تقريرا مطولا عن تعقيد نتائج الفرز، إلى أن عدد الأصوات بالبريد تضاعفت في انتخابات 2020 عن سابقتها.

ومن أكبر الولايات الحاسمة التي يُتوقع أن تكون لها الكلمة الفيصل في النتائج، ولاية بنسيلفانيا، التي قال حاكمها الديمقراطي توم وولف إن هناك أكثر من مليون صوت عبر البريد لم يتم فرزه بعد، في وقت كان ترامب قد استبق الأحداث وقال إنه واثق من الفوز في هذه الولاية.

موقع “أ ب إس نيوز” ذكر في توقعاته أن الأصوات في بنسيلفانيا لن تحتسب بالكامل إلّا يوم الجمعة على أقل تقدير. ولا يستبعد المصدر ذاته أن تتجه الولاية إلى المحكمة العليا في حال احتدم الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول احتساب الأصوات في هذه الولاية، خاصة الأصوات المعبر عنها قبل يوم الاقتراع لكن لم تستلم إلا لاحقا وقد تقضي المحكمة بأنها أصوات لاغية.

غير أن الأسوشتيد برس تقول إن هذه الأصوات يمكن أن تُحتسب في بنسيلفانيا إذا وصلت كحد أقصى ثلاثة أيام بعد الانتخابات.

وهناك مخاوف للديمقراطيين من عدم احتساب ملايين الأصوات التي وصلت عبر البريد، ونقلت “نيويروك تايمز” عن ميشيل ماكدونالد، أستاذ مراقب للانتخابات، أنه بحلول الثلاثاء لم يدخل 28 مليون صوت إلى نظام الاحتساب، غير أن الوقت لا يزال متاحا لاحتساب كل الأصوات.

كما بدأ احتساب الأصوات في ولايات ويسكونسن وميشيغان وجورجيا، وهي كذلك ولايات حاسمة. وتتوقع قناة “س أن أن” أن ترجح هذه الأصوات كفة بايدن الذي شجع الديمقراطيين والمتعاطفين معه على التصويت المبكر، لأسباب كثيرة منها تخفيف الضغط على الأقليات وعلى من يصوتون لأول مرة، خاصة أن التصويت في يوم الاقتراع يعطي أولوية لترامب.

ومن الولايات التي توجد فيها معضلة أصوات البريد، ولاية كارولينا الشمالية، إذ لم تعلن وكالة الأسوشيتد برس عن فوز أيّ مرشح رغم أن ترامب صرّح أنه حصل على فارق بحوالي 77 ألف صوت، متقدما بـ1.7 % في وقت لم يتبق فيه عدّ سوى 5 % من الأصوات. وتقول الوكالة إنه لا يزال هناك 200 ألف صوت عبر البريد لم يتم عدها بعد، ما قد يعطي لبايدن التقدم.

ويدرك ترامب هذا التحدي، لذلك طالب بوقف التصويت بعد إدراكه أن لديه تقدما في بعض الولايات الحاسمة، متحدثا عن “محاولة لسرقة الانتخابات” وعن رغبته باللجوء إلى المحكمة العليا، غير أن القانون الانتخابي الأمريكي يسمح بالتصويت عن بعد أو ما يعرف بالتصويت الغيابي.

وسبق للسيناتور الديمقراطي المخضرم بيرني ساندرز أن صرّح في لقاء تلفزيوني أن عددا من الولايات الحاسمة ستستقبل الملايين من الأصوات عبر البريد، وأن الديمقراطيين يفضلون هذه الطريقة، مشيراً إلى أن ترامب سيعلن عن فوزه بعد احتساب الأصوات التي صوتت له في يوم الاقتراع، لكن اليوم الموالي، قد يشهد انقلابًا في النتيجة لصالح بايدن بعد احتساب كل أصوات البريد.

إسماعيل عزام