الخميس , أبريل 25 2024

أحرار الشام: صراع نفوذ وأجنحة ومسيرة متتالية من الإنشقاقات

أحرار الشام: صراع نفوذ وأجنحة ومسيرة متتالية من الإنشقاقات

محمد عيد
عانت حركة أحرار الشام بعد مقتل مؤسسها حسان عبود مع أكثر من ثلاثين من قيادات الصف الأول العسكريين والشرعيين في مقرهم برام حمدان قرب مدينة إدلب بطريقة غامضة في نهاية 2014 الكثير من الصعوبات بالأخص بعد تسلم هاشم الشيخ قيادة الحركة بعد مقتل عبود.

خلافات بالجملة

نشبت الكثير من الخلافات داخل الحركة على خلفية تولي الشيخ القيادة، وأجمع معظم القادة العسكريين داخل الحركة أنهم أحق منه،
حسام طالب الباحث في الشؤون الإسلامية ذكر لموقع “العهد” الإخباري أن هاشم الشيخ لم يستمر طويلاً كقائد لأكبر التنظيمات المسلحة في سوريا حيث تم التدخل السعودي والتركي لحل الخلافات الداخلية، وتم الاتفاق على مهند المصري كقائد جديد للحركة تُجمع عليه الاطراف الداعمة للحركة الإرهابية. استطاع مهند المصري إعادة هيكلة الحركة إدارياً وتوحيدها قبل أن يظهر الخلاف التركي السعودي نهاية 2016 والذي أعاد الخلاف لقيادات الحركة وبدأت بالانهيار التدريجي حتى انتصر الطرف التابع لتركيا على حساب السعودي. ومنذ ذلك الحين قام الجولاني باختراق الحركة بزرع قيادات و”شرعيين” موالين له، من أبرزهم الشرعي أبو اليقظان المصري والقيادي العسكري في النصرة حسن صوفان الذي تسلم القيادة العسكرية بحركة أحرار الشام بعد خلاف مع الجولاني حسب زعمه،
وهذا الخرق أنهك الحركة حتى باتت المجموعات التابعة لها تعمل بشكل إفرادي على مختلف المستويات بما فيها التحالفات دون الرجوع للقيادة، ما نتج عنه الترهل والفشل في الهيكلية والإدارة، بالإضافة إلى عدم القدرة على مخاطبة عناصر الحركة بشكل متوازن وجامع.

الجولاني ينتهز الفرصة

طالب لفت إلى أن هذه الظروف الصعبة التي مرت بها الحركة فتحت شهية زعيم هيئة تحرير الشام الإرهابية أبو محمد الجولاني للسيطرة على كامل الشمال السوري ليفرض نفسه الطرف المسلح الوحيد القابل للتفاوض، واستغلال هذا الأمر لتصنيف هيئته المتشددة كتنظيم معتدل، الأمر دفعه لإنهاء الحركة بشكل كامل هذه المرة، حيث افتتح صوفان والمصري باب الانشقاق من الحركة بدعم كامل وعلني من هيئة تحرير الشام التي أرسلت مئات العناصر مع الأسلحة الثقيلة للسيطرة على مقرات ومستودعات الحركة في الفوعة وأريحا
ليتبعهم القائد العسكري البارز بالحركة أبو منذر الشامي الذي علل أسباب الانشقاقات عن الحركة بهشاشة “التأهيل العقائدي” عند الأحرار في الآونة الأخيرة، مقابل عمق عقائدي عند عناصر “هيئة تحرير الشام”، على حد قوله.

أما القيادي أبو محمد الجنوبي فقد برر انشقاقه مع مجموعته عن الحركة بقوله: “لم نترك “الأحرار” اتهاما لهم وحبا بمنهج “الهيئة”، ولكن شلال الدماء لا يقف إلا بتنازل أحد الطرفين”، مشيرا إلى أن “خسارة الفصيل أهون من خسارة الساحة وأهون من فشل “الثورة”
لتلتحق بعد ذلك بركب الانشقاق عن الحركة كتيبة “مجاهدو أشداء” والبالغ عددهم 135 عنصراً وهم من عناصر “داعش” الذين التحقوا بصفوف الحركة بعد هزيمتهم في البادية على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، وقالت الكتيبة في بيان إنها لم تعد تثق في مرجعية الحركة الشرعية ممثلة في المجلس الشرعي و”بسبب انحرافات الحركة الأخيرة”.

الباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية أكد أن أهداف الجولاني ورغباته تحظى بمباركة تركيا التي منعت مليشيات “درع الفرات” من مؤازرة الحركة التي تعد من ضمن هذا التجمع الإرهابي التابع لأنقرة.

لا يُستبعد طالب أن تقوم “هيئة تحرير الشام” بضربات أخرى لإنهاء بقية من صمد من “أحرار الشام”، مدعومة بإرادة من الدول الداعمة للجماعات المتشددة في سوريا، بهدف توحيد الفصائل الإرهابية في الشمال السوري وتشكيل غرفة عمليات موحدة تحت قيادة الجولاني لمواجهة الجيش العربي السوري الذي استعد لمعركة عسكرية بعد المماطلة التركية بتنفيذ اتفاق ملحق سوتشي، وابعاد الجماعات الإرهابية عن ضفتي طريق M4، وفتحه أمام حركة المدنيين.
العهد