مصاعب كثيرة تنتظر بوتين مع إدارة بايدن
قال موقع “فورين بوليسي” الأمريكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوقع مواجهة طويلة مع أمريكا جوزيف بايدن.
وأضاف الموقع في مقال لألكسندر كابويف الزميل في مركز كارنيغي- موسكو، أن بوتين يرفض توجيه التهنئة للرئيس المنتخب بايدن في وقت تتركز فيه أنظار الكرملين على فريق إدارته. وقال إن سبب تأخر بوتين في إرسال التهنئة، له علاقة بالتحدي القانوني الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب ورفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات.
وبحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي قال يوم الإثنين: “نعتقد أنه من الأفضل الانتظار حتى يتم الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات”، فإنه حتى بعد الإعلان الرسمي عن النتائج فالكرملين يتوقع مواجهة طويلة مع الولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن.
ومع أن الكثيرين في أروقة السلطة بالكرملين لن يتأسفوا على رحيل ترامب، رغم خطابه اللطيف تجاه موسكو، خاصة مع بوتين إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا وافقوا على سلسلة من العقوبات ضد روسيا كما أن الرئيس ترامب وقع على قانون معاقبة أعداء أمريكا من خلال العقوبات بشكل لا يمكن تغيير الأمر.
وبناء على الرأي الواسع في الكونغرس والكرملين فهذه العقوبات موجودة لتبقى. بالإضافة إلى هذا قام ترامب بتخريب الاتفاق الأمريكي- الروسي بشأن التحكم بالأسلحة مما خفض من درجة التعاون الثنائي بين البلدين والذي أصبح نادرا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2014 وقرار موسكو ضم شبه جزيرة القرم.
وكان العامل الإيجابي المهم لرئاسة ترامب أنها زادت من حالة الاستقطاب داخل أمريكا وعززت من نفور حلفائها. كما أدت انتخابات 2020 الرئاسية وفوز بايدن إلى نتائج إيجابية بالنسبة لروسيا. وكشفت النتائج عن عمق الانقسام داخل المجتمع الأمريكي وأنه لن يختفي قريبا، مما يعني أن الإدارة الجديدة ستكرس جهدا كبيرا لمعالجته.
كما أن سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ ستضعف من الإدارة المقبلة. وفوق كل هذا فقد منح تحدي ترامب للنتائج نقاطا مهمة للإعلام والدعاية المحلية في روسيا للحديث عنها، وإقناع المواطن الروسي العادي أن نظامهم السياسي أقوى وأفضل من فوضى الديمقراطية.
ويأمل البراغماتيون في حكومة بوتين أن يكون موقف بايدن من روسيا والعقوبات المفروضة عليها قائما على استراتيجية لا عداء. ويأملون أن تكون العقوبات في المجالات التي تعتبرها الإدارة تجاوزات خطيرة وتأخذ بعين الاعتبار أثر هذه العقوبات على المصالح الاقتصادية لحلفائها في أوروبا أو الاعتماد الروسي المتزايد على الصين والتي وصفها بايدن بأنها أكبر تحد للسياسة الخارجية الأمريكية. وهناك فرصة لتوسيع معاهدة خفض التسلح الإستراتيجي التي وعد بايدن بعملها وبدون شروط.
وعند هذه النقطة تنتهي التوقعات المتفائلة لرئاسة بايدن وتبدأ عندها قائمة من مظاهر القلق الروسية. فبوتين لديه مواقف سلبية من الرئيس المنتخب تعود إلى زيارته لموسكو عام 2011 عندما كان نائبا للرئيس.
ففي لقاء مع قادة المعارضة الروسية نقل عنه قوله إن على بوتين ألا يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى عام 2012. وعليه السماح لديمتري ميدفيدف، الرئيس في حينه بالترشح لمرة ثانية، خاصة أن ميدفيدف كانت له علاقة ودية مع أوباما. وأغضبت تعليقات كهذه بوتين، خاصة أنها أصبحت معروفة من خلال المعارض الروسي الذي اغتيل لاحقا بوريس نيمستوف.
ثم هناك مواقف بايدن ومساعديه المتعلقة بروسيا والتي أصبحت معروفة طوال الحملة الانتخابية. وكتب بايدن في مقال إنه سيحاول إعادة الثقة الدولية بالديمقراطية. وبالنسبة للكرملين فهذه محاولة لنشر الديمقراطية وتهدد بكشف الثروة الخفية للنخبة الروسية المرتبطة بالنظام. كما تعي مؤسسة السياسة الخارجية الغضب من التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 الأمريكية خاصة بين الفريق المساعد لبايدن.
كما تعي الرغبة بمعاقبة الكرملين ووضع ثمن على سلوكه السيء. وبعد كل هذا، فمن المتوقع أن تركز الإدارة المقبلة على القضايا المحلية والتنافس مع الصين. ولن تتحدد سياستها من روسيا إلا بعد تعيين الفريق الذي سيدير آلة الأمن القومي. وعليه فستعرف موسكو الموقف بشكل جيد بعد تعيين الفريق الموكل بالسياسة الخارجية والسياسة المتعلقة بروسيا.
عربي 21
اقرأ ايضاً: لماذا ضحّى إردوغان بصهره بيرات ألبيرق؟