السبت , نوفمبر 23 2024

كمال خلف: الفرع السوري لتنظيم الإخوان يتبرّأ من حُلفائه في سورية بعد أن قاتل معهم لأعوام

كمال خلف: الفرع السوري لتنظيم الإخوان يتبرّأ من حُلفائه في سورية بعد أن قاتل معهم لأعوام

كمال خلف:
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عن برائتها من تنظيمات القاعدة و”داعش” وإيران وكل الجماعات والحركات التي على صلة بهم. وقالت الجماعة في بيان لها بعنوان “براءة”: “نحبّ أن نؤكد في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، براءتنا من فكر الغلو والتكفير بمدارسه وتنظيماته ومنظماته على امتداد الجغرافيا الإسلامية والعالمية، نبرأ من هذا الفكر ومن كل ما يصدر عن حامليه من تكفير وتقتيل وتفجير”.
ودخلت الجماعة في الحياة السياسية السورية مطلع اربعينات القرن الماضي الا انها انتهجت مسار العنف الدموي ضد خصومها السياسيين ولا سيما البعثيون فقامت بعمليات اغتيال لشخصيات سياسية واكاديمية سورية قبل تنفذ مذبحة مدرسة المدفعية بحلب بعد ان قامت بفرز الضباط على أساس طائفي.
وقال بيان الجماعة ” نخص بالبراءة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة وكل المسميات الرديفة والموازية والتي تستحل باسم الإسلام دماء الناس وأعراضهم”. ورغم إعلان البراءة من القاعدة وفق البيان إلا أن الأجنحة العسكرية والجماعات التابعة للجماعة قاتلت لسنوات ضمن غرف عمليات مشتركة مع جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية حتى قبل ان يعلن الجولاني فك بيعته للتنظيم الدولي وبعد الاعلان . وتبدو هذه البراءة لتنظيم الاخوان المسلمين السوري تجاه الحركات السلفية موجها للسعودية في محاولة لارضائها بعد ان اعلنت الرياض تصنيف جماعة الاخوان المسلمين منظمة إرهابية.
وكانت هيئة “كبار العلماء” في السعودية قد اعتبرت أن جماعة الإخوان تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدى الدين، واصفةً إياها بالمنحرفة القائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام.
ومن الواضح أن الفرع السوري للجماعة يحاول كسب ود الرياض لاستثنائه من التصنيف خاصة أن البيان المذكور شن هجوما لاذعا على ايران وقال البيان بهذا الصدد ” نؤكد براءتنا على السواء وبالقدر نفسه من المشروع الصفوي، ومن نظرية الولي الفقيه، ومن دولة الملالي في طهران (التي تحتل بلادنا، وتعيث فيها فسادًا وإجرامًا وتخريبًا) وكذا من كل تنظيم ومنظمة وحركة وجماعة تَمُدُّ يَدَ الولاءِ إلى هذا المشروع وإلى هذه الدولة، تحت أي عنوان أو لافتة أو تبرير؛ أو تقبل أي شكل من أشكال العلاقة”. وبذلك يحاول التنظيم التودد ان جاز التعبير للسعودية من خلال مهاجهة ايران والتبرؤ من حلفائه في الميدان السوري فصائل القاعدة وجماعات السلفية الجهادية . وكانت الفرع السوري لتنظيم الاخوان المسلمين قد علق معارضته للحكم في سورية عام 2009 بسبب المواقف الوطنية ودعم القيادة السورية لقطاع غزة في العدوان الذي شنته اسرائيل نهاية العام 2008 بداية 2009 الا انها سرعان ما انخرطت في مشروع اسقاط النظام في سورية 2011.
وقد أيّد الفرع السوري لتنظيم الإخوان الحرب السعودية على اليمن في بيان رسمي، إلا أن ذلك لم يجنّب التنظيم التصنيف السعودي الذي يصف الجماعة وفكرها وممارستها بالإرهاب، فهل تنجح بيانات التوضيح والتبرؤ والهجوم على إيران وحركات المقاومة في المنطقة في إعطاء ورقة حسن سلوك للتنظيم الإخواني؟
رأي اليوم