جنون ترامب يضع المنطقة على كفّ عفريت!
من الآن وحتى 20 كانون الثاني من بداية عام 2021 تقف المنطقة، ومن ضمنها لبنان، على فوهة بركان يغلي، وهي مفتوحة على كل الاحتمالات وصولا الى الحرب الشاملة، في ظل قرار اميركي ترامبي واضح وصريح ومعادلة عنوانها القبول بالشروط الاميركية قبل أن يتسلم جون بايدن مقاليد السلطة في واشنطن، الأمر الذي سيفرض عليه التعامل مع واقع جديد لا يمكنه معه التراجع إلى الوراء، وهذا ما يهدف إليه ترامب، الذي لا يزال رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، وفي مقدوره أن يخلق واقعًا جديدًا في المنطقة بدأها في أيامه بصفقة القرن ومشروع ضم الضفة الغربية ونقل سفارة بلاده إلى القدس، وإستكمال سياسة التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل.
فهذه “المعادلة الترامبية” تفتح المنطقة على كل السيناريوات ولا يمكن لمحور المقاومة ان يقف متفرجاً او يتعامل مع الحصار الاميركي عبر دفن الرؤوس في الرمال حتى تمر العاصفة، وهذا ما أكد عليه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، عندما تحدث عما يحكى عن خشية مما يمكن أن يقدم عليه ترامب في الشهرين الأخيرين من ولايته، ودعا الى “الحذر واليقظة وأن نبني على أسوأ الاحتمالات، وعلى درجة عالية من الاستعداد، ورد الصاع صاعين اذا ذهبت الإدارة الاميركية في ارتكاب حماقة من هذا النوع”.
وفي المعلومات المتوافرة أن محور المقاومة سيواجه المشروع الترامبي ويملك اوراق القوة، ولا يسقط اي احتمال من حساباته بما فيها الحرب الشاملة وانزلاق الامور الى المواجهة الكبرى، خصوصًا أن عامل الوقت ليس لصالح ترامب وادارته مطلقا، فترامب يريد أن يقوم بأي عمل من أجل تغطية خسارته في الإنتخابات وهو مستعد لإشعال المنطقة قبل تسليم مفاتيح البيت الابيض إلى بايدن.
وما تحريك الأسطول الأميركي في المياه الدافئة سوى حلقة من ضمن مسلسل واضح المرامي والأهداف، وهو ينذر بأسوأ الإحتمالات، وتأتي المناورات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود مع لبنان من ضمن السيناريو “الترامبي”، والذي قال عنها نصرالله “لقد كانت مناورة ضخمة وكبيرة، وكان هدفها الرئيسي وجود قوات للمقاومة الاسلامية في لبنان، وقد دخلت الى مواقع في الجليل”، مبديا “ملاحظة تتعلق بأهم إنجازات الشهداء، وهي مخاوف هذا العدو وتبدل نظرته وتوجسه من احتمال عدوان من لبنان، وانتقاله الى الدفاع عن مستوطناته ومواقعه، وهذا أكبر دليل على قوة المقاومة في عين العدو”.
وأشار إلى “إصرار العدو على إجراء هذه المناورة في زمن كورونا إنما هو دليل على أزمة جهوزية ونفسية في صفوف العدو وبخاصة في صفوف القوة البرية الاسرائيلية”، كاشفا عن أن “المقاومة كانت في حالة استنفار أثناء قيام العدو بمناورته، وقد عرف به الاسرائيلي، وكان هذا الموضوع يهمنا أن يعرفه العدو، وأن ردنا سيكون جاهزا إذا ارتكب العدو أي حماقة”، مشيرا إلى أن “أحدا من الناس لم يشعر بالاستنفار الذي قمنا به”، لافتا أيضا إلى أن “في سوريا حصل استنفار وفي ذات السياق”.
فهل سيقدم ترامب على مثل هذه الحماقة، وهو الذي اقال وزير دفاعه وعددًا من المسؤولين في الوزارة، لأنهم لم يوافقوه الرأي في ما هو ساع إليه؟
تجارب الماضي القريب مع هذا الرجل لا تشجع كثيرًا على التفاؤل، وإن كان البعض يقلل من إحتمال قيامه بما يرسمه في رأسه؟
اندريه قصاص- المصدر: لبنان 24
اقرأ أيضا: سياسة الشيطنة تنتقل من ترامب الى سوريا