السبت , نوفمبر 23 2024

طريق “ترانزيت” بين السعودية وسوريا عبر العراق

طريق “ترانزيت” بين السعودية وسوريا عبر العراق

أكد الاتحاد السوري لشركات شحن البضائع الدولي أن افتتاح معبر عرعر على الحدود السعودية العراقية خلال الأيام القليلة القادمة، سيكون له آثر إيجابي على حركة نقل البضائع والشاحنات السورية من وإلى دول الخليج العربي.

وأوضح عضو مجلس إدارة الاتحاد حسن عجم في تصريح لـ”سبوتنيك” أن الرياض طلبت من الجانب العراقي تأمين طريق ترانزيت يربط سوريا بالمملكة العربية السعودية عبر العراق، مؤكداً أن افتتاح المعبر السعودي العراقي وتأمين الطرقات الواصلة بين المعبر والحدود السورية، سينشط حركة نقل البضائع والشاحنات بين سوريا ودول الخليج، خاصة في حال تفعيل بغداد قانون الترانزيت الذي يسهل الكثير أمام النقل التجاري.

ومنذ افتتاح معبر “نصيب” الحدودي بين سوريا والمملكة الأردنية قبل نحو العامين، عانت الحركة التجارية بين سوريا ودول الخليح من عنق زجاجة جراء تقييد المملكة المتكرر لحركة الترانزيت، وتشددها إزاء مرور الشاحنات السورية بشكل خاص.

وأشار عجم إلى أن عبور البضائع والشاحنات من سوريا إلى دول الخليج وبالعكس عبر معبر “عرعر” يعتبر أفضل وأسرع من عبورها للأراضي الأردنية عبر معبر نصيب وذلك بسبب اختصار أيام الانتظار الطويلة التي تقضيها الشاحنات السورية وغير السورية على الجانب الأردني من الحدود حتى يُسمح لها بالمرور بسبب المزاجية والروتين لدى سلطات الأردنية، وهو ما يعيق حركة النقل التجاري بين سوريا والخليج.

وأضاف أن الشاحنات تنتظر في بعض الأحيان على الحدود مدة تصل إلى أسبوع حتى تستطيع الدخول إلى الأراضي الأردنية الأمر الذي يسبب التلف في بعض أنواع البضائع وخاصة الفواكه والخضار، إضافة إلى التكاليف المرتفعة المترتبة على سائقي الشاحنات بفعل هذا التعطيل، وتابع بالقول “ليس من المنطقي أن تدخل إلينا يومياً 50 شاحنة، بينما الأردن لا يسمح بمرور سوى 5 إلى 10 شاحنات يومياً، وهو ما يشكل مشكلة كبيرة على الحدود”.

ولفت عضو مجلس إدارة اتحاد شركات الشحن خلال حديثه لـ “سبوتنيك” إلى وجود طريقين داخل الأراضي العراقية يربطان معبر عرعر بالحدود السورية، أحدهما يصل إلى معبر البوكمال (حصيبة) بريف دير الزور الجنوبي، والثاني إلى معبر التنف (الوليد) بريف حمص الجنوبي، لافتاً إلى أن معبر البوكمال جاهز لاستقبال الشاحنات السورية وغيرها المتجهة إلى دول الخليج أو بالعكس عبر الأراضي العراقية وصولاً إلى معبر عرعر السعودي.

وأضاف أن معبر البوكمال يعمل بشكل نظامي ويشهد حركة تجارية مستمرة بين العراق وسوريا منذ إعادة افتتاحه رسميا في أيلول عام 2019، مؤكداً أنه يمكن الاعتماد عليه حالياً في تخديم مرور الشاحنات عبر العراق إلى دول الخليج، إلى حين إيجاد حل لمعبر التنف (الوليد) الذي يعتبر أفضل الطرق لأنه يختصر جزءاً كبيراً من المسافة أمام الشاحنات المتجهة إلى دول الخليج.

وبيّن عجم أن طريق معبر التنف (الوليد) غير مهيئ في الوقت الحالي ويحتاج إلى مزيد من العمل، وإعادة افتتاحه يتطلب تنسيقاً بين الجانبين السوري والعراقي، وتفاهماً دولياً بسبب وجود قوات الاحتلال الأمريكي في المنطقة التي تمنع مرور الشاحنات.

وتسيطر واشنطن على منطقة التنف على الحدود (السورية- الأردنية)، حيث توجد قاعدة غير شرعية للجيش الأمريكي، كما تنشط في المنطقة فلول تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل كبير وعلى مقربة من القوات الأمريكية.

وكانت كشفت “لجنة النقل والمنافذ الحدودية والموانئ” بمجلس التنسيق السعودي العراقي، في وقت سابق عن إتمام الجوهزية لافتتاح معبر عرعر السعودي العراقي خلال الأيام القليلة القادمة، الذي من شأنه أن يُسهم في توفير الإمكانات كافة التي ستُسهل حركة العابرين والاستفادة من جميع الخدمات، وبما يُحقق أيضاً تسهيل حركة التجارة البينية ويُعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول المنطقة.