الجمعة , نوفمبر 22 2024

سوريا: العزل وسيلتكم الرخيصة لشتاء دافئ دون تكاليف الطاقة

سوريا: العزل وسيلتكم الرخيصة لشتاء دافئ دون تكاليف الطاقة

على الرغم من كثرة الضغوط على سلّة الإنفاق الاستهلاكي للأسرة، إلا أن الإنفاق على وسائل التدفئة في وقت يقرع الشتاء الأبواب والنوافذ يصبح الأكثر ضغطاً والأهم تلبية، ولاسيما مع نقص مصحوب بارتفاع حوامل الطاقة، ما يحدّ من قدرة هذه الأسرة على تأمين نفقات التدفئة، ويقلّل من الخيارات المتاحة أمامها!.

معروض وغالٍ

طرحت محال بيع المدافئ في منطقة المناخلية، وسط دمشق، ما لديها من أنواع وموديلات جديدة، بيد أن أسعارها المرتفعة جداً حالت دون اجتذاب زبائن، كما يؤكد الباعة، حيث يشير أحدهم إلى أنه يبيع خلال اليوم بين 6-7 مدافئ انخفاضاً من نحو 20-30 خلال السنوات الفائتة، عازياً ذلك إلى ارتفاع الأسعار، التي يقول عنها -متندراً- إنها كانت تبدأ بخمسة آلاف ليرة سورية، واليوم تبدأ بخمسين ألفاً، والشيء نفسه بالنسبة للمستلزمات المرافقة للمدفأة من بوارٍ وقواعد.. وغيرها.

بينما يؤكد بائع آخر، أنه في ظل الغلاء الحالي، يلجأ كثير من الزبائن إلى إعادة تدوير المدفأة لأطول فترة ممكنة، عبر صيانتها وإصلاحها، وهو أمر بات شائعاً أكثر من السابق، كما باتت المدافئ الصغيرة والتي توفر مادة المازوت على نحو أكبر هي الأكثر طلباً ورواجاً، في وقت لم تعد تُطلب فيه الأحجام الكبيرة التي يزيد معها استهلاك المازوت.

 

العزل كحل مساعد

ينصح معاون المدير العام للمركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور سنجار طعمة الأسر بمراعاة إجراءات عزل البيوت، ما يساعد على توفير استهلاك الطاقة بنسبة قد تصل إلى 50%، فضلاً عن توفير قيم الأجهزة واهتلاكها، مبيناً أن البيوت تحتاج شتاءً إلى عزل مؤقت عبر الأرضيات والجدران والسطح، وذلك بفرش الممرات والمساحات المكشوفة كلها، وتدفئة الحيّز المخصّص للجلوس، دون بقية أركان البيت، كما يجب أن يكون للبيت بابان، من أجل خفض التبادل الحراري، بمعنى ألا يكون الباب في مواجهة تيارات الهواء الباردة مباشرة.

ويضيف طعمة أنه لا بد من منع التدخين في الأماكن المغلقة داخل البيت، لأن فتح البيت للتهوية، يعني إعادة تدفئته من جديد، ومزيداً من الإنفاق والتكاليف، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من الطاقات المتجدّدة، فهي ليست مرتبطة بمصادر محدّدة وقابلة للنضوب، كما أنها مصدر مهمّ للتدفئة حول العالم، فضلاً عن تأمين الطاقة النظيفة للقطاعات المختلفة.

ما زالت صفراً..!

ألزم قانون الحفاظ على الطاقة الجهات الراغبة بالبناء بالكود الحراري، وهو موجّه للقطاع العام والخاص معاً، بحيث يتمّ التعاون في تطبيقه مع الجهات المعنية، ولكن نسب التنفيذ في هذا الجانب ما زالت قريبة من الصفر، ولا مؤشر مهماً على ذلك، وفقاً لطعمة، الذي يبدي استعداد المركز للتعاون وتقديم أية دراسات أو دعم فنيّ، علماً أن أية وفورات في استهلاك الطاقة تعود فوائدها، بالدرجة الأولى، على صاحب البناء وقاطنيه.

ويُعزل الغلاف الخارجي للسكن، دون الداخلي، ما يحدّ من تعرّض المكان المعزول للتيارات الباردة، التي تستوجب التدفئة أو إعادة التدفئة، وهناك عزل بيني من خلال عزل الجدران التي تفصل الأبنية المتجاورة، إضافة لعزل البللور بتركيب زجاج مضاعف، علماً أن تنفيذ مثل هذه الإجراءات أثناء الإكساء، يكون أسهل من تنفيذها عند الترميم، وبالرغم من ذلك كله، قلّما يعزل المقاولون المباني الجديدة أو حتى المعاد ترميمها!.

البعث..