4 من عشيقات المشاهير اللاتي خلدهن التاريخ
يقول الكاتب الفرنسي جان دي لابويير: «الحب لا يبدأ إلا بالحب»، فلتلك العلاقة معادلة لا تقبل الإجابات المنطقية ولا تخضع أبدًا لأعراف المجتمع، وبمرور الوقت تتمكن أيضًا من مجابهة الزمن. ويخبرنا التاريخ عن الكثير من قصص الحب التي سُطرت بين طيات صفحاته، التي لم يكن المشاهير بعيدين عنها.
قصص عن تلك العلاقة التي يرفضها المجتمع في كثير من الأوقات، ومع ذلك تمكنت من تحدي الزمن والناس وأفسحت لنفسها مكانًا في سطور التاريخ. نحكي لكم في هذا التقرير بعض تلك القصص المثيرة عن عشيقات المشاهير.
ناتاليا ريفويلتا.. العشيقة الثائرة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو
كان الجميع يعرفها باسم ناتي؛ هي امرأة غاية في الجمال، ذات عينين خضراوين، تقضي وقتها إما في نادى التنس وإما تتناول الغداء بصحبة زوجها الجراح المتميز على متن اليخوت.
ولدت ناتي في العاصمة الكوبية هافانا، وكان والدها مهندسًا بريطانيًّا من مدينة نيوكاسل، وهاجر إلى كوبا في مطلع القرن العشرين. تلقت ناتي تعليمها في المدارس الكاثوليكية، ثم سافرت إلى بريطانيا لإكمال دراستها، وذلك قبل أن تتزوج من طبيب القلب أورلاندو فرنانديز، الذي كان ينتمي مثلها إلى الطبقة العليا الكوبية، التي بدورها كانت تشكل العمود الفقري لدعم الرئيس الكوبي فولجينسيو باتيستا.
بمرور الوقت انجذبت ناتي إلى فكرة التمرد على النظام الفاسد في كوبا، وسرعان ما فتحت غرفة معيشتها الأنيقة للطلاب الغامضين الذين تسللوا للتآمر من أجل إطاحة الحكومة الكوبية.
لكنها لم تفتح فقط غرفة معيشتها، بل فتحت قلبها أيضًا لأحد هؤلاء الشبان، وهو الثائر الكوبي حينها فيدل كاسترو، الذي وقعت ناتي في حبه بشدة فتبرعت بأموالها وباعت مجوهراتها من أجل مساعدته.
حين قُبض على كاسترو وجماعته السرية، لم تتوقف ناتي عن دعمه واستكمل الاثنان علاقتهما الغرامية بالرسائل العاطفية، كما زودته ناتي أيضًا وهو في محبسه، بالكثير من الكتب، وخاصة كتب كارل ماركس.
في عام 1955 أُطلق سراح كاسترو، وبقي مع ناتي لأشهر قليلة قبل أن يسافر إلى المكسيك للحصول على الدعم، وترك ناتي خلفه حاملًا في ابنته ألينا، ورغم قوة العلاقة وجذوة الحب التي اشتعلت بين كاسترو وناتي، فإنه لم يتزوجها قط، ولم يعترف بابنته منها إلا بعد سنوات طويلة.
رغم ذلك، لم تشتك ناتي من معاملته لها أبدًا، وكان أشد ما قالته عنه إنه: «كان دائمًا ما يضع عمله الثوري فوق حياته الشخصية».
كاميلا باركر.. عشيقة الأمير تشارلز التي حولت حياة الأميرة ديانا إلى جحيم
بدأت قصة وريث العرش البريطاني مع كاميلا باركر خلال عام 1971 وكان عمره حينها 24 عامًا؛ إذ وقع بشدة في غرام باركر، التي كانت تكبره بعام واحد، ونشأت بينهما علاقة سرية، سافر بعدها الأمير الصغير لإنهاء خدمته في البحرية الملكية ووعد باركر بالزواج فور عودته، ولكنها لم تنتظره لأنها كانت متأكدة أن الملكة لن تقبل بعلاقتهما أبدًا، وتزوجت باركر في ذلك الوقت من رجل آخر.
«كان خطأ فادحًا، وكنت أرغب بشدة في الهروب من حفل الزفاف وذلك حين اكتشفت مدى فداحة الخسائر المترتبة على ذلك».
–– الأمير تشارلز متحدثًا عن زواجه من الأميرة ديانا.
تعرف الأمير تشارلز بعدها إلى ديانا سبنسر، ورأى فيها الزوجة المناسبة لصغر سنها وعدم تورطها في علاقات سابقة مع الرجال، ولكن طيف كاميلا ظل ملازمًا لتشارلز، فبعد زواجه بأيام قليلة من الأميرة ديانا كان يضع أزرارًا في قميصه تحمل أحرفها الأولى.
وبسبب كاميلا لم يتمكن تشارلز أبدًا من حب الأميرة ديانا التي عاشت في تعاسة كبيرة انعسكت بوضوح في صورها التي كانت تُلتقط لها بصبحة زوجها.
في أحد الأيام، قررت ديانا التحدث مع باركر وقالت لها: «أعرف ما بينك وبين تشارلز، وأريدك فقط أن تعرفي ذلك»، لترد عليها باركر قائلة: «لقد حصلتِ على كلِّ ما أردتِ. جعلتِ كل الرجال في العالم يقعون في حبك، ولديك طفلان جميلان، ما الذي تريدينه أكثر من ذلك؟»، وهنا ردت الأميرة ديانا «أريد زوجي. أنا آسفة لأنني واقفة في طريقكما. ولا بد أن الأمر يُشبه الجحيم لكليكما. لكنني أعرف ما يحدث. فلا تعامليني كأنني حمقاء».
حتى بعد أن واجهت الأميرة ديانا باركر، ومن بعدها الأمير تشارلز، لم تصل إلى شيء، لتشكو بعدها الأمر برمته إلى الملكة إليزابيث، التي لم تحرك ساكنًا أيضًا، لتنتهي علاقة ديانا وتشارلز بالانفصال في عام 1996.
لقت الأميرة ديانا مصرعها لاحقًا في حادث مرور مأساوي في عام 1997، أما عن كاميلا باركر والأمير تشارلز فقد اجتمع شملهما مرة أخرى عام 2005 في حفل صغير احتفالًا بزواجهما المدني، بعد أن رفضته الكنيسة لأن باركر مطلقة.
آسيا ويفيل.. عشيقة الشاعر تيد هيوز التي خانت صديقتها الكاتبة سيلفيا بلاث
على مر الزمان، كان الوسط الأدبي والثقافي يحفل دائمًا بالثنائيات والعلاقات العاطفية وقصص الحب القوية؛ انتهت بعض تلك القصص نهاية سعيدة، وكانت نهاية بعضها مأساوية ومروعة.
ومن أكثر قصص الحب مأساة في التاريخ الأدبي العالمي، قصة الكاتبة سيلفيا بلاث وزوجها الشاعر تيد هيوز، وبطلة القصة هنا ليست بلاث، ولكنها آسيا ويفيل.
ولدت آسيا ويفيل في 15 مايو (أيار) عام 1927 لأب يهودي وأم ألمانية، وحين كبرت هربت مع أسرتها من ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، وهاجرت إلى فلسطين، حيث التقت بزوجها الأول الرقيب جون ستيل، وانتقلا معًا إلى لندن عام 1946، وبعد انتقالهما بفترة قصيرة انفصلت ويفيل عن ستيل بعد أن تعرفت إلى ريتشارد ليبسي وتزوجته، وخلال عام 1956 قابلت آسيا الشاعر تيد ويفيل ونشأت بينهما علاقة غرامية، لتترك زوجها ليبسي وتتزوج من تيد ويفيل عام 1960.
صورة سيلفيا بلاث على قبرها.
فيما بعد، استقرت آسيا ويفيل مع زوجها في لندن بشكل دائم، وهناك تعرفت إلى الشاعر تيد هيوز وزوجته الكاتبة والشاعرة سيلفيا بلاث، ونشأت بين العائلتين صداقة متينة. لكن سرعان ما اشتعلت شرارة الحب بين آسيا وهيوز، مخلفة قصة حب عصفت بكل كيان هيوز وترك بسببها زوجته سيلفيا بلاث وأساء معاملتها، وفي أحد الأيام قرأت بلاث رسائل زوجها إلى صديقتها آسيا ويفيل وظنت – بحسب ما كتبته في مذكراتها – أن الأمر لن يطول وسيعود إليها زوجها ثانية، لكن ذلك لم يحدث.
وقررت سيليفا بلاث الانتحار، فدسَّت رأسها في فرن الغاز، وتركت وراءها طفلين.
بعد وفاة بلاث، تزوج هيوز من عشيقته آسيا ويفيل، التي اكتشفت أيضًا خيانته لها مع نساء أخريات بعد سنوات، لتقرر هي الأخرى الانتحار بطريقة بلاث نفسها؛ دست رأسها في فرن الغاز، ولكنها قررت قتل ابنتها وابنة هيوز معها.
السلطانة هرَّم: عشيقة وزوجة السلطان سليمان القانوني التي أقنعته بقتل ابنه
بماذا تُخبرنا القصص السابقة؟ تخبرنا بأن العشيقة فكرة أكثر منها صفة، تُطلق على امرأة قررت أن توجد في حياة رجل ما، العشيقة تستحوذ بشكل كبير على قلب عشيقها وتسلب لبه إلى الدرجة التي تجعله لا يرى سواها في هذا الكون، وينفذ بكل أريحية جميع ما تطلبه، وهذا يقودنا إلى القصة الرابعة؛ قصة السلطانة هرَّم وعشيقها وزوجها السلطان العثماني الشهير سليمان القانوني.
دخلت الجارية الأوكرانية روكسلانا إلى قصر السلطان وهي في سن الخامسة عشرة، وتمكنت من جذب انتباه السلطان في البداية حتى جلست على عرش قلبه، ليتزوجها السلطان في النهاية وينجب منها أربعة أولاد وبنتًا واحدة، ليكسر بذلك البروتوكول الملكي، الذي كان يمنع زواج السلاطين من الجاريات.
مع مرور السنوات بذلت السلطانة هرَّم كل مجهودها من أجل إبعاد الأمير مصطفى، ابن السلطان من زوجته الأولى ماهي دوران؛ حتى لا يصل للعرش ويصل بدلًا منه أحد من أبنائها الأربعة.
وبالفعل تمكنت السلطانة هرَّم بمساعدة زوج ابنتها وصهر السلطان، رستم باشا، من إبعاد الأمير مصطفى عن العاصمة، ولم تتوقف خطتهما عند هذا الحد؛ إذ ملأت هرَّم صدر زوجها بكراهية الأمير مصطفى وبثت فيه الشكوك من ناحيته، حتى قتل السلطان ابنه في نهاية الأمر ظنًّا منه أن ابنه يرتب للانقلاب عليه حتى يفوز بالعرش.
وتُعرف السلطانة هرَّم في العالم العربي باسم «هيام»، وهو الاسم الذي ظهرت به شخصيتها في المسلسل التاريخي التركي «حريم السلطان».
ساسة بوست
اقرأ أيضا: هل توجد كائنات فضائية… الأزهر يجيب مستشهداً بآية قرآنية