الجمعة , نوفمبر 22 2024
سامي كليب ينشر مذكرات أوباما: راسلت خامنئي طلباً للحوار فهكذا أجابني... ج1

سامي كليب ينشر مذكرات أوباما: راسلت خامنئي طلباً للحوار فهكذا أجابني… ج1

سامي كليب ينشر مذكرات أوباما: راسلت خامنئي طلباً للحوار فهكذا أجابني… ج1

يستحق الكتاب الجديد للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قراءة عميقة كي نفهم حقيقة التفكير الأميركي في قضايا الشرق الأوسط.

فالكتاب السلس والغني والجريء والحامل عنوان “أرض موعودة”، تُرجم الى معظم لغات العالم وطُلبت منه ملايين النسخ الكترونيا وورقيا قبل صدوره، وهو يروي بالوثائق والاسرار والتحليل أبرز استراتيجيات إدارة أوباما حيال المنطقة من إيران الى العراق فلبنان وفلسطين، ولذلك فسوف نبدأ من اليوم نشر أبرز ما جاء فيه على حلقات. وهنا الحلقة الأولى عن نظرة أوباما لإيران قبل التفاوض معها.

في ما يلي النص الحرفي للحلقة الأولى:

كانت إيران الأقل تهديدا بين الدول الثلاث (إيران وروسيا والصين) للمصالح الأميركية على المدى الطويل. لكنها كانت الأكثر رفعا للواء العداء الناشط. فهذه الدولة الوريثة للإمبراطوريات الفارسية الكبرى القديمة ومركز الفنون والعلوم في العصر الذهبي للإسلام، بقيت طويلا تحت رادارات أصحاب القرار الأميركيين.

يحدها من الغرب العراق وتركيا ومن الشرق أفغانستان وباكستان، كان يُنظر اليها دائما على أنها دولة شرق أوسطية فقيرة، وأرض عُرضة للحرب الاهلية ومواجهة القوى الأوروبية. لكن في العام 1951 اختار برلمانها العلماني اليساري تأميم النفط، وسيطر على عائداته التي كانت تذهب الى جيوب الحكومة البريطانية المساهمة الأكبر في كبريات الشركات الإيرانية.

سيطر الغضب على البريطانيين، ففرضوا حصارا بحريا لمنع ايران من بيع نفطها الى الزبائن المحتملين، وأقنعوا الحكومة الأميركية بأن النظام الإيراني الجديد يتقارب مع السوفيات، وهو ما دفع الرئيس الأميركي أيزنهاور لإعطاء الضوء الأخضر لعملية “أجاكس”، أي للانقلاب الذي خططت له الاستخبارات الاميركية CIA والاستخبارات البريطانية MI6 ، وتمت الإطاحة برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا (محمد مصدق)، وجرى بالتالي تعزيز سلطة الملك الشاب الشاه محمد رضا بهلوي.

أخطأنا بالنظرة الى الشرق الأوسط

مع عملية “أجاكس”، أسست الولايات المتحدة الأميركية قواعد علاقات خاطئة مع الدول النامية طيلة مرحلة الحرب الباردة. فقد نظرنا الى الآمال الوطنية على انها مؤامرات شيوعية، وخلطنا بين المصالح الاقتصادية والأمن القومي، وضربنا حكومات منتخبة ديمقراطيا ووقفنا في صف الدكتاتوريات في كل مرة كنا نرى فيها مصالحنا.

مع ذلك ففي خلال السنوات السبع والعشرين، كان أصحاب القرار الاميركيون يعتبرون ان مناوراتهم الإيرانية حققت نجاحا. وهكذا بات الشاه حليفا كبيرا، يوقع عقودا مع الشركات النفطية الأميركية، ويشترى كميات ضخمة من الأسلحة الأميركية، ويقيم علاقات صداقة مع إسرائيل، ويعطي المرأة حق التصويت، ويستخدم الثروات لتحديث الاقتصاد والنظام التربوي، ويتفاهم بشكل رائع مع رجال الأعمال الغربيين والسياسيين الأوروبيين.

لكن ما لم يكن يُرى من الخارج، هي النقمة المتنامية بسبب المصاريف الباهظة للشاه، وقمعه الخالي من أية شفقة، حيث ان شرطته السرية كانت تعذب وتقتل المعارضين، وكذلك تركيزه على العادات الغربية التي كانت بنظر رجال الدين المحافظين واتباعهم الكثيرين، تنسف المبادئ الأساسية للإسلام.

ما كان محللو CIA يعيرون أي انتباه لآية الله الخميني، وهو رجل دين شيعي في المنفى ذو أهداف دعوية تبشيرية والذي كان تأثيره يكبر، وكان في كتاباته وخطاباته يتهم الشاه بأنه ألعوبة بأيدي الغرب، ويدعو الى استبداله بدولة إسلامية تحكمها الشريعة. هنا كانت مفاجأة الولايات المتحدة الأميركية، فاندلعت سلسلة تظاهرات ابتداء من العام 1978 أدت الى ثورة شعبية.

وانضم الى مناصري الخميني في الشوارع العمّال الناقمون، والشباب العاطلون عن العمل، والقوى الديمقراطية الرافعة شعار العودة الى النظام الدستوري.

ومع مطلع العام الذي تلاه (1979)، وفيما صارت التظاهرات مليونية، غادر الشاه سرا البلاد واستقبلته، مؤقتا، الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي. كل النشرات المتلفزة المسائية بثت صورا لآية الله، بلحيته البيضاء ونظرته النبوية الحادة، عائدا منتصرا من منفاه، يترجل من طائرته بين الجماهير الغفيرة.

لم تكن غالبية الأميركيين على علم بالثورة الحاصلة، ولم يفهموا بالتالي لماذا شعب بعيد راح يحرق صور وشعارات العم سام، رافعا شعار:” الموت لأميركا”. وهذا كان شأني أيضا، وكنت في السابعة عشرة من عمري.

آنذاك وبينما انا على مقاعد الدراسة لم تكن عندي معرفة فعلية بالسياسة. ولم اعرف الا على نحو عابر بقية الأحداث: كيف ان الخميني حصل على لقب القائد الأعلى مُبعدا حلفائه العلمانيين والاصلاحيين، وكيف أسس حرس الثورة الإسلامية، أي الميليشيا التي كان دورها سحق معارضي النظام الجديد، ولا كيف افاد من أزمة الرهائن الأميركيين في طهران لتدعيم الثورة واذلال القوة العالمية الأولى.

بعد ثلاثة عقود، كانت تلك الأحداث ما زالت تؤثر بعمق على المشهد السياسي لرئاستي. الثورة الإيرانية نقلت عدواها الى حركات إسلامية متطرفة تريد نجاحا مماثلا. نداء الخميني لقلب الملكيات العربية السنية وضع إيران والعائلة المالكة السعودية في مواجهة بعضهما البعض، وحفرت انقساما طائفيا عميقا في كل الشرق الأوسط.

ومحاولة غزو إيران من قبل العراق في العام 1980 وحروب السنوات الثماني الدامية – والتي كانت دول الخليج في خلالها تموّل صدام حسين، بينما روسيا تُسلّح إيران، خصوصا بالكيماوي، دفعت إيران لدعم الإرهاب بغية تعويض التفوق العسكري لأعدائها.

ريغان تلاعب وبوش لم يلتقط رسالة خاتمي

حاولت الولايات المتحدة الأميركية، خلال عهد رونالد ريغان، أن تلعب على الحبلين، من خلال الدعم العلني للعراق، وبيع السلاح سرّا الى إيران. وحين وعد الخميني بمحو إسرائيل عن الخريطة، شارحا دعم حراس الثورة للأذرع المسلحة مثل حزب الله، الميليشيا الشيعية في لبنان، الجناح العسكري لحماس، والمقاومة الفلسطينية، أصبح النظام الإيراني التهديد الأكبر ضد إسرائيل، وساهم في تصلبها حيال السلام الممكن مع جيرانها.

وبشكل عام فان نظرة الخميني لعالم قائم على الصدام بين قوى الله وقوى الشيطان، نقلت عدواها السامة الى أفكار الجهاديين المقبلين، ولكن أيضا الى الغربيين الذين زاد قلقهم وشبهاتهم حيال المسلمين.

توفي الخميني في العام 1989، ليخلفه آية الله علي خامنئي، وهو رجل دين لم ولن يخرج أبدا من بلاده، وهو يتقاسم مع الخميني العداء لأميركا. ومع انه يحمل لقب القائد الأعلى، فان سلطة خامنئي لم تكن مطلقة، فهو كان مُجبرا على التنسيق مع المجلس الديني (مجلس الشورى) واما الإدارة اليومية فكانت من صلاحيات رئيس ينتخبه الشعب.

وفي مرحلة نهاية ولاية (بيل) كلينتون وبداية عهد (جورج) بوش، كان التقدم الكبير للقوى المعتدلة يُبشر باحتمال كسر الجليد في العلاقات الأميركية الإيرانية. وبعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر (الاعتداءات الإرهابية على اميركا في العام 2001)، مد الرئيس محمد خاتمي اليد للإدارة الأميركية مقترحا عليها مساعدتها لمواجهة أفغانستان المجاورة.

لكن المسؤولين الاميركيين، لم يأخذوا ذلك بعين الاعتبار، وفي خطابه لحال الأمة في العام 2002، وضع الرئيس بوش إيران في “محور الشر” الى جانب العراق وكوريا الشمالية، فأغلق فجأة تلك النافذة الدبلوماسية.

إيران صداع رأس.. وقنبلة محتملة

حين وصلت الى السلطة، كان الجناح المحافظ قد سيطر على السلطة بقيادة رئيس جديد هو محمود أحمدي نجاد، الذي بنى خطاباته النارية على فكرة ضد الغرب، وعلى عقيدته الالغائية، وعلى قمع المثليين جنسيا وكل من يشكل تهديدا، اختصر في شخصه كل الخصال الحاقدة للنظام. فاستمرت إيران في تسليح الميليشيات التي تستهدف الجنود الاميركيين في العراق وأفغانستان، وعزز غزو أميركا للعراق الموقع الاستراتيجي لإيران في المنطقة من خلال الإطاحة بعدوها اللدود صدام حسين، الذي جرى استبداله بحكومة ذات غالبية شيعية قابلة للتأثير الإيراني.

وكان حزب الله، المرتبط بإيران، قد أصبح الجناح الأكثر قوة في لبنان، ممتلكا صواريخ إيرانية المصدر وقادرة على ضرب تل أبيب. قلِق السعوديون والإسرائيليون من “الهلال الشيعي” تحت لواء ايران، ولم يخفوا رغبتهم بأن يروا الولايات المتحدة الأميركية تدفع باتجاه قلب النظام.

كانت إيران في تلك الظروف تُشكّل صداع الرأس القاسي لحكومتي. سرّعت خطوات تطوير برنامجها النووي، وهددت بتحويل الوضع الشائك الى أزمة عامة. لقد ورث النظام المفاعلات النووية التي تم بناؤها في عهد الشاه بناء على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي كانت إيران قد صادقت عليها في العام 1970، بحيث يحق لها انتاج الطاقة النووية لأهداف مدنية.

لكن الحصول على يورانيوم ضعيف التخصيب الذي يغذي تلك المفاعلات كان يُمكن تعديله لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب لأهداف عسكرية. ويقول أحد خبرائنا انه “مع كمية جيدة من اليورانيوم المخصب، يمكن لطالب مدرسة لديه انترنت ان يُصنّع قنبلة”. وهكذا بين العامين 2003 و2009 ضاعفت إيران مفاعلاتها، فارتفعت اعدادها من 100 الى 5 آلاف، وهو رقم لا يمكن ان يبرره أي استخدام مدني. شككت الأوساط الاستخبارية الأميركية بأن إيران تملك السلاح النووي. وكانت مقتنعة كذلك بان النظام قد قلص بشكل خطير الفترة الزمنية لتصنيع قنبلة قابلة للاستخدام.

ان امتلاك إيران لمخزون نووي لا يُهدد مبدئيا الأراضي الأميركية، لكن بالمقابل فان خطر الضرب او الإرهاب غير التقليدي في الشرق الأوسط، يحد من قدرة الرئيس الأميركي المقبل على احتواء عدوان إيران ضد جيرانها.

فالسعوديون سيردون من خلال تطوير قنبلة سُنيّة، ليبدأ السباق على التسلح النووي في المنطقة الأقل استقرارا في العالم. وكذلك فان إسرائيل- التي من المفترض انها تمتلك مجموعة من الأسلحة النووية غير المعلنة، تعتبر ان إيران النووية تهديدٌ حيوي لها، ولذلك فهي بدأت الاستعداد، وفق بعض المعلومات للقيام بضربات استباقية على مختلف المراكز الإيرانية.

كان مجرد سوء تقدير او خطأ، من شأنه وضع الشرق الأوسط وأميركا في صراع جديد، وذلك فيما سيكون 180 ألف رجل (عسكري أميركي) معرضين للخطر على طول الحدود الإيرانية، كما أن أي ارتفاع مفاجئ لأسعار النفط من شأنه ان يؤدي الى انهيار الاقتصاد العالمي.

أول رسالة سرية لخامنئي

كنا طيلة عهدي، نتخيل كيف يمكن ان تكون الحرب مع إيران. كنتُ اخرج من هذه النقاشات مقتنعا بانه لو حصل ذلك، فانه سيضرب كل ما بنيته. ولهذه الأسباب فقد أمضيتُ مع فريقي وقتا طويلا في البحث عن كيفية منع إيران من الحصول على السلاح النووي. فضّلتُ الخيار الدبلوماسي على اندلاع حرب جديدة، ووضعنا استراتيجية من مرحلتين، فيما كانت الجسور بين الحكومتين الأميركية والإيرانية مقطوعة منذ العام 1980. تمحورت المرحلة الأولى على إقامة علاقات مباشرة.

وبعد أسابيع من وصولي الى السلطة بعثتُ عبر دبلوماسيين إيرانيين في الأمم المتحدة رسالة سرّية الى آية الله خامنئي أقترح عليه فتح حوار بين بلدينا حول مجموعة من القضايا، وبينها البرنامج النووي الإيراني. كان جواب خامنئي صادما: إيران ليست مهتمة بأية محادثات مُباشرة. ثم افاد من هذه المناسبة ليقترح مجموعة من الأمور التي تسمح للولايات المتحدة الأميركية بالتوقف عن التصرف كسلطة مستبدة.

“يبدو انه ليس جاهزا للمصافحة، علّق Rahm بعد ان قرأ نسخة من الرسالة المُترجمة من الفارسية”
“لا، وهو حتى الآن يكتفي بأن يبعصني” أجبتُ.

في حقيقة الأمر، لم يكن أحد في البيت الأبيض يأمل بالحصول على رد إيجابي، ولكني مع ذلك بعثتُ بهذه الرسالة، لأني كنتُ آمل بالتأسيس لفكرة، انه ليست الولايات المتحدة الأميركية التي عبر تشددها تعيق الدبلوماسية، وانما إيران. ودعمت تلك رسالة بأخرى للانفتاح على الشعب الإيراني في شهرآذار/مارس، من خلال معايدتي له في نيروز أي عيد رأس السنة الفارسية.

في نهاية الأمر، كل محاولات التقدم انعدمت في حزيران/يونيو2009، حين اتهم مرشح المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي، الحكومة بتزوير الانتخابات للحفاظ على أحمدي نجاد في السلطة لولاية ثانية. نزل ملايين المتظاهرين الى الشوارع للاعتراض على نتائج الانتخابات، لتبدأ الحركة “الحركة الخضراء” التي أحدثت هزة ضخمة لا مثيل لها منذ ثورة 1979.

كانت ردة الفعل بلا رحمة. تم وضع موسوي وقادة آخرين من المعارضة في الإقامة الجبرية. ضُرب عدد من المتظاهرين السلميين وقُتل بعضهم. وفي أحد المساءات وبينما كنت في وثير البيت الأبيض اقلّب المقالات حول المتظاهرين، شاهدت فيديو لشابة قُتلت في الشارع، تحتضر، ووجها غارقا بالدماء وعيناها تحملان العتب.

كنتُ استعد لإعلان دعمي للمتظاهرين لكن مستشاريّ نصحوني بالإحجام عن ذلك كي لا يرتد ضدي، فالجناح المتشدد داخل النظام راح يتهم عملاء أجانب بتأجيج التظاهرات، كما ان الناشطين الإيرانيين اعتبروا ان تحركنا قد يسيء لهم، فرحت أدلي بعدد من التصريحات المحايدة.

آنذاك انتقلنا الى المرحلة الثانية من استراتيجيتنا، أي تعبئة الاسرة الدولية لفرض عقوبات قاسية جماعية على إيران بغية دفعها الى الجلوس حول طاولة المفاوضات. كان مجلس الأمن قد تبنى عددا من القرارات التي تحث طهران على وقف نشاطات التخصيب.

ووافق على عقوبات محدودة من قبل مجموعة دول سُميت P5+1 (اميركا، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين) إضافة الى ألمانيا، التي كان من المفترض ان تلتقي مبعوثين إيرانيين على امل إعادة إيران الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. الواقع ان العقوبات المحدودة جدا لم تكن فعالة، ذلك ان بعض حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، مثل المانيا كانت مستمرة في إقامة علاقات تجارية جيدة مع إيران، وكان الجميع تقريبا يشترون نفطها.

وكانت إدارة بوش قد فرضت عقوبات أحادية، ولكنها كانت رمزية، لان الشركات الأميركية كانت ممنوعة أصلا من إقامة علاقة تجارية مع إيران منذ العام 1995.

وبما ان أسعار النفط كانت مرتفعة، والاقتصاد الإيراني في أوج نموه، فان إيران كانت تتلذذ بسحب مجموعة P5+1 من أنفها لجلسات التفاوض التي لم تكن تؤدي الى شيء سوى الوعد بتجديد المحادثات.

ولكي نجذب اهتمام إيران، رحنا نحث دولا أخرى على تشديد الطوق، وكنا نحتاج الى التزامات من قبل القوتين الخصمين التاريخيتين (روسيا والصين)، اللتين كانتا من حيث المبدأ تعارضان العقوبات، وتقيمان علاقات حميمة دبلوماسية وتجارية مع إيران وهما حذرتان كما إيران من الأهداف الأميركية.

فوجئت بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان أكثر تشددا منا حيال إيران.

180بوست

اقرأ ايضاً:صديقة لإيفانكا ترامب تكشف أسرارها