الجمعة , نوفمبر 22 2024
بايدن وأردوغان.. المفتاح بيد الروس

بايدن وأردوغان.. المفتاح بيد الروس

بايدن وأردوغان.. المفتاح بيد الروس

أكّد المحلل التركي يحيى بستان أنّ سياسة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الخارجية ستخلّف “عواقب وخيمة” على جميع أنحاء العالم، مشدداً على أنّه سيكون لعلاقات سيد البيت الأبيض القادم مع تركيا “تداعيات كبرى” على المشهد السياسي الدولي والاقتصاد العالمي.

وفي قراءته، رأى بستان أنّ إدارة ترامب شنّت حرباً اقتصادية على الصين، وتجاهلت الاتحاد الأوروبي وتفادت التوترات مع روسيا، مضيفاً أنّ سياسية واشنطن في عهد ترامب توافقت مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل، لفت بستان إلى أنّ ترامب سعى إلى بناء علاقة متوازنة مع تركيا، فسار عكس سلفه باراك أوباما وابتعد عن إيران وبنى تحالفاً مع الدول الخليجية، وشجع “لاعبين قليلي الخبرة وطموحين”، مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، كما أيّد تحالفاً إقليمياً معادياً لتركيا في شرق المتوسط.

واستناداً إلى هذه الوقائع، دعا بستان إلى تحليل وضع العلاقات الأميركية-التركية في عهد ترامب، مؤكداً أنّ علاقة تركيا مع الولايات المتحدة تمر بمرحلة صعبة.

وأوضح بستان أنّ التحالف شهد انتكاسات خلال ولاية أوباما الثانية بسبب التفاوت بين المصالح التركية في سوريا وسياسة واشنطن، والدعم الأميركي لحزب العمال الكردستاني (مصنّف منظمة إرهابية في تركيا)، ودعم واشنطن الضمني لمحاولة الانقلاب في العام 2016. في السياق نفسه، تناول بستان عوامل أخرى تتمثل بالتوترات بين تركيا وإسرائيل وجهود أنقرة الرامية إلى الحفاظ على مستوى معين من الاستقلالية لجهة العقوبات الأميركية على إيران.

وعلى الرغم من التناغم بين الرئيسيْن ترامب ورجب طيب أردوغان، رأى بستان أنّ الصدام بين مصالح البلديْن الإقليمية كان وراء التوترات المستمرة، متوقفاً عند إخراج تركيا من برنامج طائرات الـF-35 رداً على صفقة الـS-400 مع روسيا، والعقوبات المحدودة والمؤقتة التي فُرضت على أنقرة، واستهداف العملة والاقتصاد التركييْن.

بستان الذي تساءل عن الطريقة التي ستتعاطى بها إدارة بايدن مع تركيا، دعا إلى مراقبة علاقة واشنطن مع روسيا، قائلاً: “إذا اختار الرئيس القادم تصعيد التوترات مع موسكو، على عكس سلفه، فستكون تركيا أكثر قيمة في نظر صنّاع السياسة الأميركيين والروس- وبالتالي فستنعم بمجال أكبر للمناورة. وبالتالي، قد يتمتع الأتراك بنفوذ أكبر في المسرحيْن السوري (لا سيما في إدلب) والليبي”.

على صعيد سياسة ترامب الإسرائيلية، دعا بستان إلى ترقب مدى حرص بايدن على المضي بها. إلى ذلك، تحدّث بستان عن تعهد السعودية بتقديم المساعدة لضحايا زلزال إزمير، معلقاً: “وهذه خطوة توحي إلى أنّ الرياض قد تكون مستعدة لترميم علاقاتها المتوترة مع تركيا في ظل هذه المرحلة الجديدة”.

بستان الذي ربط تعزيز نفوذ تركيا الإقليمي بفشل التحالف الذي يتمحور حول الاحتلال الإسرائيلي وترعاه دول الخليج بالحصول على مباركة واشنطن، علّق قائلاً: “في الواقع، قد تتوصل تركيا والولايات المتحدة إلى حل لمسألة شرق المتوسط بما يخدم مصالح الطرفيْن”.

على مستوى العلاقات الأميركية-الإيرانية بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، دعا بستان تركيا إلى مراقبة وضع العلاقات بين طهران وواشطن عن كثب.

توازياً، حذّر بستان من أنّ رعاية واشنطن لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وجماعة فتح الله غولن سيمثّل التحدي الأكبر بالنسبة إلى بايدن، مشدداً على أنّه من شأن إشراك العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية أن يزيد الضغط على العلاقات التركية-الأميركية. كما حذّر بستان من تقويض العلاقات الثنائية، إذا ما تدخل بايدن بالشؤون الداخلية التركية.

وفي الختام، شدّد بستان على ضرورة أخذ واشنطن وأنقرة مصالحهما المشتركة ومجالات التعاون الإلزامية بالاعتبار من أجل إنجاح علاقتهما، مؤكداً أنّ تركيا تمثّل لاعباً نافذاً وقوياً في المنطقة.

ترجمة “لبنان 24”