في المصارف الخاصة راتب شهر لموظف في الإدارة العليا يعادل أجر موظف لمدة 6 أعوام

في غالبية المصارف الخاصة السورية، يوجد فجوة كبيرة في الأجور بين موظفي المصرف عموماً وموظفي الإدارة التنفيذية العليا.

كشفت البيانات المالية للربع الثالث للمصارف الخاصة أنها أنفقت خلال تسعة أشهر أكثر من 9 مليار ل. س تحت بند مكافآت أعضاء مجلس الإدارة وتعويضات الإدارة التنفيذية العليا، وهذه النفقات لا تتضمن رواتب الموظفين العاديين.

وكانت المبالغ المدفوعة لموظفي الإدارة العليا في بنك بيمو السعودي الفرنسي هي الأعلى بين المصارف الخاصة حيث بلغت التعويضات والمنافع 3.4 مليار ل. س ما نسبته 37.5% من إجمالي المكافآت في المصارف الخاصة، يليه بنك البركة بتعويضات بلغت قيمتها 1.6 مليار ل. س، ثم بنك سورية الدولي الإسلامي بمبلغ 1.5 مليار ل. س.

الشكل أدناه يظهر ترتيب المصارف وفقاً للمصرف الذي أنفق أكبر مبلغ على تعويضات الإدارة التنفيذية العليا للبنك:

ماذا تعني 9 مليار ل. س مكافآت؟!

في بنك بيمو السعودي الفرنسي على سبيل المثال يبلغ وسطي أجر الموظف في الإدارة التنفيذية العليا 77 شهراً مقارنة بوسطي أجر موظف عادي في نفس المصرف، وإذا ما تمت مقارنة 9 مليار ل. س المدفوعة للإدارة التنفيذية العليا في 14 مصرف في تسعة أشهر فهي تشكل رواتب أكثر من 20000 موظف بالحد الأدنى للرواتب والأجور.

وإذا نظرنا لهاعلى مستوى الاقتصاد الكلي سنجد أن هذه المبالغ أدت إلى تخفيض الضرائب حوالي 2.5 مليار ل. س -باعتبارها نفقات مخصومة من أرباح المصارف مقبولة ضريبياً- وبالتالي فإنها تشكل 30% من الدعم المخصص لصندوق دعم الإنتاج الزراعي في موازنة 2020 أو 20% من الدعم المخصص لصندوق المعونة الاجتماعية في موازنة 2020.

هل أداء الإدارة التنفيذية العليا يستحق فعلاً هذه الكتلة من الرواتب والأجور التي يمكن القبول بها كنفقات ضخمة؟!! سؤال برسم الجهات الوصائية والرقابية على أداء المصارف الخاصة التي يوجد من بينها 9 مصارف خاصة لم تحقق الحد الأدنى لرأس المال بموجب القانون رقم 3 للعام 2010 الذي تضمن تعديل لرأس مال المصارف بحيث تصبح 10 مليار ل. س للمصارف التقليدية و15 مليار ل. س للمصارف الإسلامية.

هاشتاغ سوريا