السبت , نوفمبر 23 2024
حي التضامن في دمشق يستقبل عائلاته من جديد

حي التضامن في دمشق يستقبل عائلاته من جديد

حي التضامن في دمشق يستقبل عائلاته من جديد

تتواصل تباعاً عودة العائلات المهجرة بفعل الإرهاب من حي التضامن جنوب دمشق إلى منازلهم. شغف الأهالي بالعودة رافقه سعي حكومي لمساعدة العائدين سمح لألف وخمسمائة عائلة بالعودة بشكل ميسر ودون عقبات ليبدو الأمر وكأنه محاولة جادة من قبل الحكومة السورية لتطبيق ما ذهبت إليه في مؤتمر عودة اللاجئين الأخير علمًا أنها فتحت باب العودة قبل المؤتمر بسنوات.

سنسكن ولو على الأرض

وقف عمر العمري على أطلال السوبر ماركت الخاص به وقد كان يومًا عامرًا بالحياة ومقصدًا لكل سكان حي التضامن. مجرد العودة بالنسبة للرجل شكلت ظفرًا كبيرًا له: “المهم أننا عدنا وبعدها نستطيع إعادة إعمار كل شيء بمساعدة الحكومة التي وعدتنا واتفقنا معها على آلية المساعدة”.

أحمد الحسن رافقنا إلى بيته حيث كانت أصوات عمال البناء تضج داخله. يقول لموقع “العهد” الاخباري إن عودته كانت ميسرة ولم تحتج لأكثر من تسجيل اسمه لدى المختار في قائمة العائدين والحصول على موافقة أمنية سريعة ومرافقة اللجنة التي كشفت عن الأضرار داخل المنزل.

يشكو أحمد من انقطاع الكهرباء التي تعيق أشغال عمال التصليحات، لكنه يربط ذلك بواقع الكهرباء في عموم البلاد وتحديدًا في فصل الشتاء. أوقات انقطاع الكهرباء يستغلها أحمد فيستقل سيارة الأجرة الخاصة به من أجل الحصول على المال لمواصلة ترميم البيت: “سنسكن ولو على ضوء شمعة، انتظرنا طويلاً قرار عودتنا والحمد لله أنه جاء، أهم شعور ينتابنا يتجسد في الأمان، وفي أجواء الأمان يمكننا فعل كل شيء وهذا ما نقوم به”.

السيدة إشراف خليل تروي لموقع “العهد” الإخباري حكاية هروبها ذات ليل مع زوجها وأولادها حين اقتربت المعارك من بيتها القريب من مخيم اليرموك: “قضينا خمسة وعشرين عامًا ونحن نجني من أجل بناء منزلنا قبل أن يستبيحه الإرهابيون في لحظات”. رغم ذلك، حرصت إشراف مع عائلتها على إعادة ادخار ما يمكن ادخاره للسكن مجددًا في المنزل: “نوثق كل مطالبنا والتقينا السيد المحافظ ووضعناه في صورة الأمور ووجه بدعم جميع العائلات ونحن نرجوه من خلالكم تسريع وتيرة العمل وخاصة لجهة إعادة تأهيل البنى التحتية”.

العودة مستمرة وبشكل يومي

إبان بدء عودة الأهالي إلى حي التضامن جنوب دمشق كان “العهد” قد التقى محافظ دمشق عادل العلبي الذي كشف في حينه أن العائلات ستصل تباعًا وبمعدل خمسين عائلة بشكل يومي ضمن إجراءات بسيطة يراعى فيها كشف الملكية للبيوت من خلال تسهيل ذلك الأمر في السجلات العقارية وضمان الحصول على موافقات أمنية سريعة وغير معقدة فضلًا عن قيام المحافظة بإزالة الردم والركام من البيوت وحولها وفتح الشوارع وهو ما تم بنسبة كبيرة.

مختار حي التضامن أحمد اسكندر أكد لموقع “العهد” الإخباري أن “مضافة الحي تعتبر المكان الأمثل الذي توقع فيه عقود عودة الأهالي وتناقش فيه كذلك كل المشكلات التي ننقلها بأمانة إلى المعنيين”، مضيفًا إنه “لا يزال هناك الكثير من العمل لكن المعنيين تفهموا إلى حد بعيد الرغبة الجامحة للأهالي في العودة، فاخترنا العمل بالتزامن مع عودتهم علمًا بأن هناك إجراءات كثيرة ومهمة وخصوصًا على المستوى الأمني والخدمي سبقت عودة الأهالي”.

كان الركام الذي لا يزال قريبًا في مخيم اليرموك المجاور يذكر بأيام الحرب ومآسيها، لكن ورشات العمل التي بقيت تعمل لساعات متأخرة في حي التضامن الملاصق، بقيت إشارة حياة تذكر بأن ما هدم يمكن له أن يعمر من جديد بوجود إرادة لم نستطع تجاهلها على وجوه العائدين إلى بيوتهم في حي التضامن.

المصدر: العهد-محمد عيد