الجمعة , نوفمبر 22 2024

الجولان السوري يهدد العلاقات الإسرائيلية – الأميركية

الجولان السوري يهدد العلاقات الإسرائيلية – الأميركية

يبدو أن ملف الجولان السوري المحتل قد يكون أحد الملفات المهمة في برنامج السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب مؤخراً جو بايدن، حيث تمثل مسألة اعتراف إدارة ترامب بإسرائيلية الجولان، تحدياً لافتاً في شكل التعامل الأميركي مع هذه المسألة التي تبرز مناقضة كاملة لقرارات الأمم المتحدة التي تدعو لانسحاب إسرائيلي تام من الجولان السوري المحتل.
و قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في شهر آذار من عام 2019، بتوقيع إعلان تعترف الولايات المتحدة بموجبه بسيادة إسرائيل “الكاملة” على مرتفعات الجولان، والتي استولت عليها إسرائيل من سوريا عام 1967 وضمتها إليها في 1981، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
وكان وزير الخارجية الأميركي الحالي، مايك بومبيو، قام منتصف الشهر الجاري بزيارة غير مسبوقة لمستوطنة بسجوت الإسرائيلية في الضفة الغربية والجولان أثناء جولته الأخيرة في الشرق الأوسط. حيث اعتبرتها تقارير صحفية عربية أنها محاولة أخيرة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لدعم إسرائيل.
و أعلن بومبيو خلال زيارته، أن مرتفعات الجولان السوري المحتل “جزء من إسرائيل وجزء رئيسي من إسرائيل”. وأضاف “أخبرت رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) أنني أريد بشدة أن آتي إلى هنا في هذه الرحلة لأخبر العالم بأننا على حق”.
الباحث السياسي المختص في الشؤون الأميركية، د.توفيق طعمة، رجح خلال حديث لـ “روزنة” أن يعتمد الرئيس المنتخب (جو بايدن) سياسة “أكثر تقليدية” تجاه سوريا؛ بخاصة بعد انتهاء مرحلة ترامب والأمور التي اتخذتها الإدارة كان منها الاعتراف بإسرائيلية الجولان السوري المحتل.
و توقع طعمة أن يلغي بايدن سلسلة من القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب، قد يكون على رأسها ملف الجولان السوري، وتابع “بايدن ضد ضم الضفة الغربية والأغوار، وهذا ينطبق أيضا على الجولان المحتل”.
وأضاف بأن “سياسة بايدن تعتبر أن الجولان السوري ما زال أرضا محتلة، و ستتعامل إدارته مع هذا الملف وفقا لقرارات مجلس الأمن على أساس أن الجولان أرض محتلة”.
كيف ترى إسرائيل إدارة بايدن؟
لم تُعلّق إسرائيل رسميا، على تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لملفات “الأمن” و”الخارجية”، ولكنّ وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أن بإمكان “تل أبيب” التعايش معها.
وقالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، “تعرف إسرائيل بعض أولئك الذين يساعدون الرئيس الآن في قضايا مهمة بالنسبة لها، ومن المؤكد أن أسوأ كوابيس إسرائيل لم تتحقق”، في إشارة للتخوف من تسمية سوزان رايس وزيرة للخارجية في إدارة بايدن. بعدما عيّن الأخير توني بلينكن للخارجية، و جيك سوليفان مستشاراً للأمن القومي.
ولفتت إلى أن توني بلينكن “عرض مرارًا وتكرارًا على الجماهير اليهودية خلال الحملة الانتخابية أوراق اعتماد بايدن المؤيدة لإسرائيل، قائلاً إن بايدن لن ينشر الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل علنًا – في تناقض صارخ مع الوضع في ظل إدارة أوباما – ولن يربط أبدًا المساعدة العسكرية لإسرائيل بأي سياسة إسرائيلية محددة”.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل فضلت ترشيحه (بلنكين) على ترشيح سوزان رايس، التي كانت لإدارة نتنياهو علاقة “صخرية” معها. وعلى ما يبدو وفق التقرير الإسرائيلي و إن لم يحدد الملفات بدقة التي تنظر إليها تل أبيب بأهمية، إلا أن النظرة الإيجابية لوصول بلينكن الذي سيتولى حقيبة الخارجية يعني أن تداخل الملف السوري ومسألة السيادة السورية على الجولان بالنسبة لواشنطن سيكون بوسع تل أبيب بحثه معها بشكل سلس.