دراسة بريطانية: “جين محدد” يزيد خطر إصابة الرجال بسرطان الكبد الخطير!
وجدت دراسة بريطانية أن الرجال الذين لديهم نسختان على الأقل من “جين Celtic” هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنحو 11 مرة.
ويُطلق على الجين، وهو طفرة في الجين p.C282Y، اسمه المعروف لأنه أكثر شيوعا لدى الأشخاص ذوي التراث البريطاني السلتي (Celtic).
ويتسبب في حالة تسمى داء ترسب الأصبغة الدموية، وهو تراكم غير صحي للحديد في الدم، والذي يقول العلماء إنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
وطور أكثر من سبعة في المائة من الرجال الذين لديهم الجين المعيب، الحالة المهددة للحياة بحلول سن 75 في دراسة تفصيلية، بينما كان المعدل في عموم السكان 0.6% فقط.
وقال العلماء إن ما يصل إلى 175 ألف رجل وصبي في بريطانيا ورثوا الجينات من أسلافهم الأوروبيين.
وتحمل النساء الجين أيضا، لكن الدراسة وجدت أنهن لم يواجهن خطر الإصابة بالسرطان في الدراسة، كما أنهن يعانين من داء ترسب الأصبغة الدموية بدرجة أقل.
وتشمل العلامات التحذيرية التي تشير إلى إصابة شخص ما بالجين Celtic، التعب وضعف العضلات وآلام المفاصل، ويمكن تشخيصها من خلال فحص دم سريع.
وحلل علماء من جامعة إكستر معلومات حول 1294 رجلا لديهم جين Celtic، واحد على الأقل من إنجلترا واسكتلندا وويلز، وذلك باستخدام البيانات المخزنة في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وأصيب واحد وعشرون من هؤلاء الرجال بسرطان الكبد خلال فترة التسع سنوات التي تم فحصها، وتوفي 14 منهم بسبب المرض.
وعُدّلت الأرقام لإظهار خطر الإصابة بالمرض بين أولئك الذين لديهم نسختان على الأقل من الجين، لإعطاء رقم 7.2%.
وتابع العلماء أيضا 1596 امرأة تحمل الجينات، لكنهم وجدوا أن الجينات لا تؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بسرطان الكبد لديهن.
وقالوا إن هذا قد يكون لأن النساء يفقدن الحديد عند الحيض وأثناء الولادة، وبالتالي فمن غير المرجح أن يتراكم إلى مستويات ضارة في أجسادهن، على الرغم من أن البعض يتعرضن لإصابة داء ترسب الأصبغة الدموية.
ونُشر البحث في المجلة المرموقة للجمعية الطبية الأمريكية JAMA.
وقال البروفيسور ديفيد ميلتسر، خبير الصحة العامة الذي قاد البحث: “للأسف، يموت الرجال المصابون بجين معيب لداء ترسب الأصبغة الدموية بسبب سرطان الكبد منذ سنوات عديدة، لكن كان يُعتقد أن هذا نادر. وسمح لنا النطاق الواسع لدراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة بقياس مخاطر السرطان بدقة. صُدمنا عندما وجدنا أن أكثر من سبعة في المائة من الرجال الذين لديهم جينان معيبان، من المحتمل أن يصابوا بسرطان الكبد بحلول سن 75، لا سيما بالنظر إلى أن المملكة المتحدة لديها ثاني أعلى معدل لهذه الجينات المعيبة في العالم”.
وأضاف: ‘لحسن الحظ يمكن الوقاية من معظم هذه السرطانات بالعلاج المبكر. يمكن استخدام التبرعات بالدم أثناء العلاج الروتيني لداء ترسب الأصبغة الدموية للمرضى الآخرين، لذا فإن التشخيص المبكر سيكون في الواقع مكسبا”.
ويُخزّن الحديد الزائد عن طريق الكبد عندما يتعذر على الجسم استخدامه، ومن المعروف أن المادة الكيميائية – وهي معدن ثقيل – سامة بتركيزات عالية.
ولوحظ أنه يضر بشكل مباشر بالحمض النووي، ما قد يؤدي إلى حدوث طفرات أو موت الخلايا، وقد يمنع أيضا الجينات المثبطة للورم والتي تساعد في التخلص من الأخطاء الجينية المبكرة، التي يمكن أن تتطور إلى سرطانات.
وقال العلماء إن نتائجهم تقترح إجراء الاختبارات التشخيصية في وقت مبكر للكشف عن أولئك الذين لديهم الجينات المعيبة.
وحذرت الدكتورة جانيس أتكينز، الزميلة الباحثة في جامعة إكستر والمعدة الأولى للورقة البحثية، من أن الجينات المعيبة “شائعة نسبيا” لدى الأشخاص من أصل أوروبي.
وقالت: “لسوء الحظ، غالبا ما يتم تشخيص داء ترسب الأصبغة الدموية بعد فوات الأوان. التشخيص المبكر يمكن أن يمنع الكثير من الأمراض غير الضرورية”.
وحذرت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية العام الماضي، من أن الجينات المعيبة تضاعف أربع مرات من خطر إصابة شخص ما بأمراض الكبد.
ولا يسبب سرطان الكبد أحيانا أعراضا إلا في المراحل المتأخرة ويصعب علاجه، ما يعني أنه من الصعب التشخيص مبكرا.
المصدر: ديلي ميل