رموز”الثورة”ومشايخها..”النظام”انتصر ولن نحلم بالعودة إلى سورية
علي مخلوف
سكتت أصوات الطناجر، وتحولت الحناجر من المطالبة بحرية إلى وحدة وطنية، لم تعد خرقة تتوسطها ثلاث نجوم حمر هي علامتهم الفارقة، عاد علم النجمتين الخضراوتين ليرتفع حتى من قبل هؤلاء الذي كانوا بيئات حاضنة للإرهاب، أراح العرعور مؤخرته على وليمة طويلي العمر معتزلاً لعب دور كركوز الدين، اختفت كل الأعضاء التناسلية للحور العين وأُغلق باب ماخورهم السماوي بالشمع الأحمر، فيما تحول من هرب خارج البلاد محرضاً الآخرين على القتال إلى مشردين في شوارع أوروبا وتركيا، وبعضهم اكتسب ثروة من أموال ما أسموها بالمساعدات.
لن تحلم بسمة قضماني بتناول فنجان قهوة في أحد مقاهي دمشق، فقد اعتادت على زيارة تل أبيب ما جعلها مطلوبة بجرم الخيانة العظمى لدولتها، ولن يجرؤ معاذ الخطيب على تخيل ساقيه تعتلي منبر المسجد الأموي فقد اعتادت ساقاه منابر الخليج المذهبة، لن يكون هناك محمد طيفور ولا أخوان مسلمون فقد لفظتهم كل الدول ما عدا قطر وتركيا، فيما بات كل من كمال اللبواني الذي طالب الحكومة الإسرائيلية بأن تسمح بتزويد سكان المنطقة الآمنة المقترحة بتسهيلات ميدانية عبر الحدود الإسرائيلية إلى جانب الموتور مأمون الحمصي سوى كلمات ذم سُطرت في ذكريات الأزمة السورية، فيما ستكتفي سهير الأتاسي بالتفكير في أزيائها المناسبة عند كل مناسبة ستُدعى إليها مع طويلي العمر وبعض ساسة الغرب متنقلة بين مدينة وأخرى كبائعة مواقف سياسية.
اختفى داعش، وباتت النصرة تعد أيامها الأخيرة، فيما تشظت ميليشيا الحر إلى جماعات وكتائب كل منها يحلم بأهداف تخصه، تحول مقاتلو “الحر” إلى مجرد مستغيثين بكل ما يمكن أن ينجدهم حتى وصل بهم الأمر إلى تسليمهم أسرى من جبهة النصرة للدولة السورية، عادت حمص وتدمر وحلب ودير الزور، والآن الغوطة الشرقية في طور التحرير.
القابون ، مديرة، مسرابا، بيت سوى، أفتريس، أوتايا، المحمدية وغيرها تحررت، حرستا مطوقة وما هي إلا ساعات لا تتجاوز الـ 48 وتُعلن محررة بالكامل، وعربين قاب قوسين أو أدنى، لتبقى دوما تنتظر قدرها المحتوم، فيما تعد جوبر أيام خلاصها بالثانية.
بعد تحرير الغوطة ستكون وجهة الجيش السوري متعددة الخيارات، هناك ريف درعا، وما تبقى من الريف الحلبي، فضلاً عن ريف اللاذقية الشمالي، والمناطق في شمال وشرق سوريا، ليبقى مسلحو إدلب وريفها أمام خيارين إما ملاقاة عزرائيل بأشنع مظهر، أو التسليم الكامل لدخول الجيش وفق اتفاق دولي وإقليمي عبر الروسي والتركي والإيراني.
لقد تبخرت شعارات التابوت وبيروت وحل مكانها شعار الوحدة الوطنية، مُزق علم الانتداب ورُفعت عوضاً عنه أعلام الاستسلام البيضاء، فيما أصبحت قائمة العار تضم كل من خان البلاد من معارضين ورجال دين ومسؤولين فارين وفاسدين، كل ذلك يجعلنا نرى المعارضين بكل مسمياتهم مع إرهابييهم وداعميهم يقولون بأن الأسد وجيشه قد انتصروا، وذلك الانتصار سيجعل حلم العودة إلى سورية مستحيلاً لهؤلاء، لتبقى لهم غرف في فنادق أو بسطات في شوارع، من ينظر لمتغيرات الميدان وحركة الرياح السياسية ومآزق النظام السعودي وأزمات الخليج ورعب الكيان وتخبط الصبيان سيعرف بأن خرافة “ثورتهم” باتت في خبر كان.
عاجل