ثلاثة لقاحات واعدة لكورونا، ولكن ما آثارها الجانبية، وكيف تعرف اللقاح المناسب لك؟
ما الأعراض الجانبية للقاحات كورونا؟ أصبح هذا هو السؤال المُلح الآن بعدما بدأت بعض الدول في اعتماد لقاحات لفيروس كورونا فعلياً في وقت قياسي، الأمر الذي زاد المخاوف من الأعراض الجانبية لهذه اللقاحات، حتى إن ما يقرب من نصف الأمريكيين مترددون أو رافضون لتلقِّيه.
بما أن اللقاحات تم إنتاجها في وقت قياسي، فماذا نعرف عن هذه اللقاحات؟ وما الأعراض الجانبية للقاحات كورونا؟
بما أن لقاحات كورونا التي يتوقع السماح بها قريباً تم إنتاجها في وقت قياسي ، فماذا نعرف عن هذه اللقاحات؟ وما الأعراض الجانبية لها؟، ولماذا هناك فئات عمرية أكثر عرضة للأعراض الجانبية من غيرها؟
هناك أكثر من 200 لقاح مرشح قيد التطوير، منها 48 قد وصلت لمرحلة التجارب السريرية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتمتلك شركات الأدوية Pfizer وModerna وAstraZeneca أفضل اللقاحات المرشحة.
تتعاون شركة Pfizer مع شركة BioNTech الألمانية، وتتعاون AstraZeneca مع جامعة أوكسفورد.
وأصبحت المملكة المتحدة أول بلد في العالم يعطي موافقة على لقاح فيروس كورونا الخاص بشركة Pfizer مع شركة BioNTech.
يقول منظِّم الأدوية في بريطانيا (MHRA)، إن اللقاح الذي يوفر حماية تصل إلى 95% من مرض Covid-19، آمن للاستخدام.
لماذا تحدث الأعراض الجانبية للقاحات كورونا وغيرها من الأمصال؟
لا يُسمح لأي لقاح تسبَّب بآثار جانبية خطيرة في أكثر من 10% من مئات المشاركين في المرحلة الـ2 للاختبارات، بالتقدم إلى المرحلة الـ3.
وهذا يعني أن الأعراض الجانبية للقاحات كورونا الشديدة التي تتطلب دخول المستشفى، من غير المرجح حدوثها في اللقاحات التي أجيزت أو اقتربت من الإجازة.
وتشتمل معظم اللقاحات، ومن ضمنها عديد من اللقاحات المرشحة لـCOVID-19، على إضافات تسمى المواد المساعدة التي تنتج استجابة مناعية أقوى مرتبطة، بهدف توفير حماية أكثر فاعلية وطويلة الأمد.
ومع ذلك، فإن استجابتها المناعية الأقوى تعني أيضاً أن اللقاحات التي تحتوي على مواد مساعدة، قد تحفز تفاعلاتٍ مثل التورم في موقع الحقن والحمى.
سيعاني معظم الأشخاص الذين يتلقون لقاح COVID-19 بعض الأعراض الجانبية للقاحات كورونا، خاصة بعد جرعة ثانية.
أبلغت جميع اللقاحات الثلاثة عن آثار جانبية خفيفة أو معتدلة، معظمها ألم في موقع الحقن، والتعب، وآلام في العضلات والمفاصل لمدة يوم أو يومين.
وقال الدكتور ويليام شافنر، أستاذ السياسة الصحية والطب الوقائي في كلية الطب بجامعة فاندربيلت: “إنَّ ألم الذراع والشعور بالضيق لمدة يوم أو يومين أفضل بكثير من COVID”.
إذا كان لدى شخص ما ردُّ فعل سيئ تجاه اللقاح، فمن المحتمل أن يحدث في الأسابيع الستة الأولى بعد التطعيم، وفقاً للخبراء الطبيين. لكن الخبراء ما زالوا لا يعرفون الآثار طويلة المدى للقاحات، ولن يعرفوا إلا بعد اكتمال التجارب، ويراقب الباحثون المشاركين، في العالم الحقيقي لسنوات بعد ذلك.
إليك الآثار الجانبية المحتملة للقاحات كورونا الواعدة
اللقاحان الأمريكيان
يعتبر لقاحا فيروس كورونا اللذان طورتهما كل من شركتي Pfizer وModerna آمنين للغاية، حيث أبلغ 10-15% فقط من المتطوعين، خلال التجارب، عن أعراض جانبية كانت “ملحوظة بشكل كبير”، وفقاً لكبير المستشارين العلميين في عملية Warp Speed (عملية المنعطف السريع للوصول إلى لقاح) الدكتور منصف السلاوي، العالم ذي الأصول المغربية الذي عيَّنه ترامب مسوؤلاً عن تطوير لقاحات كورونا.
وأضاف السلامي، أن الآثار الجانبية من المحتمل أن تستمر يوماً ونصف اليوم، ومعظمها أبلغ عن احمرار وألم في موقع الحقن، إضافة إلى الحمى والقشعريرة وآلام العضلات والصداع.
وقال السلاوي: “النوع الأطول والأكثر أهمية من الأحداث الضائرة مثل بعض أمراض المناعة الذاتية أو غيرها، لم يتم الإبلاغ عنها بطريقة مختلفة بين مجموعة الدواء الوهمي ومجموعة اللقاحات في هاتين التجربتين، وهو أمر مطمئن للغاية”. (أي اختبار للقاح يتضمن تقسيم الخاضعين للاختبار لمجموعتين: إحداهما تتلقى اللقاح الفعلي، والأخرى تتلقى لقاحاً وهمياً عديم الأثر؛ لرصد الفروق بين المجموعتين).
وشدد على أن “ما تمت معرفته حتى الآن هو الأعراض الجانبية للقاحات كورونا المرشحة، كما أصبح الآن هناك فهم جيد لتأثيرات اللقاحات، على المدى المتوسط. ولكن لم يتم فهم السلامة طويلة المدى بعد”.
على الرغم من نقص البيانات المتعلقة بالآثار الجانبية طويلة المدى، فقد أكد أنه من المهم نشر جرعات اللقاح على الصعيد الأمريكي في أقرب وقت ممكن.
وقال السلاوي: “سيكون من المهم جداً بالنسبة للفئات الأكثر عرضة من الأمريكيين، الحصول على هذه اللقاحات”، مضيفاً: “وسننظر في سلامة هذه اللقاحات بالحياة الواقعية، من خلال عمليات معقدة للغاية، ونقدم تقارير عنها باستمرار”.
تأتي تعليقات خبير اللقاح في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات بالتحضير لتوزيع اللقاح في أقل من أسبوعين. طلبت كل من شركة Moderna وPfizer تصريحاً للاستخدام الطارئ للقاحات الخاصة بكل منهما، الشهر الماضي.
تم تصنيف موظفي الرعاية الصحية والمقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأجل باعتبارهم المجموعات الأولى التي يمكنها الوصول إلى لقاح فيروس كورونا.
هذا التصنيف تم من قبل اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، وهي مجموعة خارجية من الخبراء الطبيين الذين يقدمون المشورة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ومن المتوقع أن يحصل الأطفال والشباب على اللقاح أخيراً.
ماذا عن لقاح أكسفورد؟ يبدو أنه يسبب أعراضاً أقل مع هذه الفئة العمرية التي تحتاجه بشدة
بينما أظهر لقاح جامعة أكسفورد البريطانية فاعلية أقل من لقاح فايزر وموديرنا، إلا أن هناك مزايا له.
على سبيل المثال، يعتبر اللقاح أرخص بكثير لكل جرعة من اللقاحين الآخرين، ويمكن تخزينه في درجات حرارة عادية من 35.6 إلى 46.4 درجة فهرنهايت (2 إلى 8 درجات مئوية). في المقابل، يجب تخزين لقاح Pfizer في ظروف شديدة البرودة، من المحتمل أن تكون عقبة أمام التخزين والتوزيع، حسبما ذكر Live Science.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أظهرت نتائج تجربة السلامة للمرحلة الثانية والتي نُشرت في مجلة The Lancet الطبية الشهيرة، أن اللقاح أحدث آثاراً جانبية، لكن هذه كانت أقل تواتراً لدى كبار السن من البالغين الأصغر سناً.
كما أظهرت الدراسة أيضاً، أن اللقاح آمن، مع وجود آثار جانبية خفيفة فقط من قِبل المشاركين في التجربة. لا يزال يتعين نشر النتائج الكاملة حول فاعلية لقاح أكسفورد، حسب تقرير لموقع France 24.
تضمنت الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها، ألماً بموضع الحقن، والشعور بالحمى، وآلام العضلات والصداع، ولكنها كانت “أقل شيوعاً” لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 56 عاماً أو أكثر.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى استجابات مناعية واعدة لدى كبار السن، كما اقترحت الورقة، على الرغم من ضرورة إجراء مزيد من التقييم، الذي سيحدث عبر تجربة المرحلة الثالثة الأكبر الجارية.
وقال مين بانغالوس رئيس قسم الأبحاث والتطوير بمجال غير الأورام في AstraZeneca، لـ”رويترز”، إن المشاركين في بريطانيا الذين تم إعطاؤهم جرعة أقل بمقدار النصف من اللقاح، أبلغوا عن آثار جانبية أكثر اعتدالاً مما كان متوقَّعاً. وقال بانغالوس: “لقد تبيَّن بالصدفة أن الباحثين قللوا من جرعة اللقاح بمقدار النصف”. قررت الشركة المضي في ذلك.
حديث عن آثار نفسية خطيرة، ودعوى قضائية
زعم أحد المتطوعين الذين خضعوا لتجربة لقاح COVID-19 التابع لشركة AstraZeneca في الهند، أنه تعرض لردّ فعل سلبي بعد تلقيه لقاح فيروس كورونا الذي هو في مرحلة اختبار متأخرة، مما أضاف إلى قائمة المشاكل الأخيرة للتحصين التجريبي لشركة الأدوية العالمية.
وقال المشارك في التجربة (40 عاماً)، والذي تلقى حقناً من لقاح أكسفورد، في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بموقع تجريبي في تشيناي بالهند، إنه تعرض لأعراض جانبية “عصبية ونفسية” حادة بعد أن تلقى اللقاح.
وأضاف أنه يسعى للحصول على 50 مليون روبية (نحو 676000 دولار) تعويضاً. كما دعا الرجل إلى “وقف اختبار وتصنيع وتوزيع لقاح AstraZeneca فوراً”.
ويساعد المجلس الهندي للأبحاث الطبية (ICMR)، منظِّم الأبحاث الطبية بالهند، في التحقيق بهذا الادعاء، لكنه قال إنه “لا يوجد سبب مباشر للقلق”، ولا توجد أي خطط لوقف الاختبارات.
ونفى معهد Serum بالهند والذي يشارك في التجارب، الادعاءات التي قدَّمها المتطوع في دعوى قضائية بأن لقاح Covid-19 الذي يجري تجارب عليه والذي طورته شركة AstraZeneca وجامعة أكسفورد، تسبَّب في آثار جانبية عصبية خطيرة، وهدد بالرد والسعي الأضرار الناجمة عن هذه المزاعم “الخبيثة وسوء فهم”.
هل سيكون اللقاح آمناً للنساء الحوامل؟
تتعرض النساء الحوامل لخطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة من COVID-19، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. لكن لا توجد بيانات حول كيفية استجابة النساء الحوامل للقاحي Pfizer أو Moderna، لأنه لم يتم تضمين الحوامل في التجارب.
وبالتالي من الصعب معرفة الأعراض الجانبية للقاحات كورونا على الحوامل، قبل اختبارها عليهم.
لا يزال الخبراء يناقشون متى يجب اختبار اللقاحات بشكل عام على الحوامل. تاريخياً، لم يتم اختبار اللقاحات الرئيسية أثناء الحمل، بسبب مخاوف من تعرُّض كل من المرأة الحامل والجنين لخطر حدوث مضاعفات.
اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، وهي مجموعة مستقلة شكَّلها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض (CDC) لتقديم المشورة بشأن من يجب أن يحصل على لقاحات محددة ومتى، ناقشت مسألة ما إذا كان ينبغي للعاملين في الرعاية الصحية الحوامل أو المرضعات تلقِّي اللقاح.
وقال مسؤولون، إنه سيتم توفير مزيد من التوجيهات.
هل يمكنني اختيار اللقاح الذي أريده؟
قال جيلان مامادوفا، محلل الرعاية الصحية لشركة الأبحاث الاستثمارية Third Bridge، إن اللقاح الذي يتم تقديمه لك سيعتمد على مدى قربك من مركز طبي مجهز بثلاجات طبية فائقة البرودة.
على سبيل المثال، يجب أن يظل لقاح Pfizer في درجة حرارة الثلج الجاف (وهي درجة حرارة متدنية للغاية)، مما يجعل من الصعب على معظم الصيدليات والمكاتب الطبية استيعابه.
يمكن تخزين اللقاح لمدة تصل إلى خمسة أيام في درجات حرارة التجميد العادية. يتم شحنه في صناديق تحتوي على 975 جرعة، لذلك يجب أن يكون موقع إدارة اللقاح قادراً على استخدام كل هذه الجرعات في غضون خمسة أيام، ولذا فإن هذا يعني أنه سيُستخدم في المراكز الطبية الكبيرة بالأساس.
بالنسبة للقاح “موديرنا”، فإنه قد يتم توزيعه على نطاق أوسع، حيث يمكن تبريده لمدة تصل إلى شهر قبل استخدامه.
وبالمثل، يمكن الاحتفاظ بلقاح AstraZeneca/Oxford مبرَّداً طوال الوقت، مما يسهل توصيله إلى المناطق التي لا يسهل الوصول فيها إلى المجمدات.
وقالت مامادوفا: “سيكون لقاح موديرنا متاحاً بشكل أكبر في الضواحي والمناطق الريفية، حيث يصعب الوصول إلى مخازن شديدة البرودة وحيث تكون القدرة على استخدام 975 جرعة من اللقاح في غضون خمسة أيام، محدودة بدرجة أكبر”.
عربي بوست