ليتر المازوت بألف ليرة في «سوداء» حلب..
لم يثمر قرار الجهات المركزية بخفض مخصصات المازوت المنزلي للعائلات المستحقة للمادة بموجب البطاقة الذكية، زيادة في نسب التوزيع في حلب عما هي عليه قبل صدور القرار الذي يفترض أنه سيضاعف النسبة إلى الضعف في حال ثبات التوريدات التي تصل إلى المحافظة مع دخول برد الشتاء بقوة إلى منازلهم الخاوية من المشتق النفطي الذي وصل سعره في السوق السوداء إلى 1000 ليرة سورية لليتر الواحد..
وتزامن ارتفاع سعر المازوت في «سوداء» حلب مع صدور قرار تخفيض مخصصاته المنزلية، إذ حام سعر الليتر منه قبل ذلك حول 700 ليرة قبل أن ترتفع أسهمه نحو 43 بالمئة بين ليلة وضحاها.
وعزا مشتغلون في «سوق المازوت» لـ«الوطن» الأمر إلى شح المادة في السوق السوداء بعد اختصار عرضها فيها إلى النصف مع تخفيض مخصصات الشريحة المستفيدة منها مع زيادة الطلب عليها من أصحاب مولدات الأمبير التي يصل عددها في مدينة حلب إلى نحو 1000 مولدة يستلزم تشغيلها يومياً كميات كبيرة من المازوت الذي توفر حصته المنزلية قسماً لا بأس به من حاجتها الفعلية.
وأشار هؤلاء إلى أن توريدات أصحاب مولدات الأمبير من الجهة التي تزودهم بالمازوت تراجعت أيضاً في الآونة الأخيرة، ما انعكس على صعود سعره الحر في السوق الموازية, وأوضح السمان أبو محمد لـ«الوطن» أن صاحب مولدة الأمبير المجاور لمنزله في حي المشهد الشعبي أبدى رغبته «بشراء حصة الحارة كاملة من المازوت المنزلي لتشغيل مولدته في حال جرى توزيعه علينا وبربح 35 ألف ليرة لكل 100 ليتر مخصصات العائلة الواحدة، على حين بلغ ربح الكمية نفسها 25 ألف ليرة قبل تخفيض الحصة من 200 إلى 100 ليتر».
مصادر مطلعة على توزيع المازوت المنزلي في مدينة حلب، أكدت لـ«الوطن» أن نسبة توزيعه منخفضة جداً قياساً إلى نسب التوزيع السابقة في مثل هذا الوقت من السنة، وذلك بسبب تراجع توريدات المادة إلى حلب بمقدار 15 إلى 20 طلباً مقارنة بالعام الماضي، وقدرت نسبة تسليم المشتق النفطي للأشخاص الذين يحظون بالبطاقة الذكية بـ20 بالمئة فقط على الرغم من هجوم فصل الشتاء ببرده القارس وفي ظل تقنين كهربائي جائر وغير معهود في عاصمة الاقتصاد السوري.
ولفت مستحقون للمازوت المنزلي لـ«الوطن» إلى أن نسب التوزيع على أحياء المدينة ما زالت كسابق عهدها قبل تخفيض مخصصاته إلى النصف: «لم أحصل على حصتي من المازوت أسوة بجميع أبناء الحي، ويفترض أن أحصل عليها قبل غيري لأنني لم أستلم الدفعة السابقة من المادة، وفق ما هو معلن»، حسب قول محمود بيطار من حي الفرقان الذي أعرب عن خشيته من عدم حصوله على حصته من المازوت خلال الشتاء الجاري مع عدم توافر بدائل التدفئة لأطفاله الصغار.
الوطن-خالد زنكلو